طائر الوروار الشرقي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر الوروار الشرقي (Green Bee-Eater) أو آكل النحل الأخضر هو طائر صغير يأكل النحل يعيش في أجزاء من آسيا وأفريقيا، كما إنّه طائر صغير رائع ذو ريش أخضر زمردي مشرق، وله شريط أسود ضيق يعرف باسم (gorget) على حلقها وقناع أسود يمر عبر عينيه القرمزي، كما يتميز اللافتات اللولبية ذات الذيل الأسود الطويل الضيق والمركزى ولا يوجدان إلّا في الطيور الناضجة، وتبدو الطيور من الذكور والإناث متشابهة، وكونه من الطيور الآكل للحشرات قد تؤثر هذه الطيور على مجموعات الحشرات في مداها، وهي ذات ألوان زاهية وقطعية ومتوهجة، وسريعة وشرسة كصاروخ عندما يتعلق الأمر بتأمين وجبة، ويمكن أن يكونوا ملتزمين بعمق تجاه الآخرين.

توزيع طائر الوروار الشرقي

يمتد النطاق الواسع طائر الوروار الشرقي من موريتانيا في غرب أفريقيا إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وكذلك الشرق الأوسط والهند في أقصى الشمال مثل نيبال حيث يوجد في جنوب شرق آسيا في وسط الصين وتايلاند وفيتنام، ويتردد هذا النوع في المناطق الحرجية، حيث توجد الأشجار والشجيرات المتناثرة، بالقرب من الجداول والسواحل ولكنه يحدث أيضًا في المناطق القاحلة التي يوجد بها أكاسيا ونخيل وفي الكثبان الرملية بالقرب من المناطق المزروعة والحدائق الكبيرة ويحب التربة العارية والرملية.

عادات طائر الوروار الشرقي

طائر الوروار الشرقي هم طيور جماعية إلى حد ما مع 30 إلى 300 فرد يجثمون بجانب بعضهم البعض على فرع، وما يصل إلى 20 شخصًا يتجمعون للاستحمام في الغبار، ويعتقد أنّ هذا النشاط يساعد في إزالة الزيت الزائد من الريش وطرد الطفيليات الضارة، وتنام القطعان معًا عند المجاثم عالية في الأشجار، وباستثناء الليل فهي منخفضة إلى حد ما، ويتغذون إما بمفردهم أو مع مجموعة من 15 إلى 20 طائرًا، وعادة ما تصطاد هذه الطيور الأنيقة على ارتفاع منخفض على الأرض، وتقوم بإنقضاضات قصيرة قبل العودة إلى جثمها.

كما يجلسون أحيانًا على ظهور الماشية أو الظباء الرعوية ويجعلون نباتات الساليس في الغطاء النباتي بالقرب من الأرض لاصطياد الحشرات، وقبل أن يأكلوا فريستهم يزيلون أي أوساخ عن طريق ضرب الحشرة عدة مرات على سطح صلب، وتقوم هذه الطيور بإجراء مكالمات ناعمة أو كالتالي: “trree-trree-trree” أو مكالمات إنذار قصيرة وحادة تبدو مثل: “ti-ic” أو: “ti-ti-ti”.

النظام الغذائي لطائر الوروار الشرقي

طائر الوروار الشرقي غذائهم من الحشرات حيث يأكلون النحل وغشائيات الأجنحة والبق والخنافس والنمل الأبيض والعث والعديد من الذباب، كما يأكلون الفراشات والصراصير واليعسوب واليرقات والعناكب.

تكاثر طائر الوروار الشرقي والصغار

طيور الوروار الشرقي نهارية تخرج من ثقوب العش بعد الفجر، ويجلسون في مكان قريب وينظفون ثم يتوجه القطيع إلى منطقة التغذية، وتزور كل عشيرة أراضيها الخاصة على بعد حوالي ميل (2 كيلومتر) خلال موسم التعشيش (تتغذى على مسافة أبعد عندما لا تعشيش)، وتتمتع الطيور بحمامات الشمس والاستحمام في الغبار، مما يقلل من الطفيليات الخارجية، وخلال موسم التكاثر سيستخدمون وقت متأخر بعد الظهر لأكل الرمل وقشور الحلزون وغيرها من العناصر الغنية بالكالسيوم، وهناك قدر كبير من الزيارات والتواصل الاجتماعي في جحور مختلفة في المساء خلال موسم التعشيش، وخلال أوقات عدم التكاثر يصل النحالون إلى مواقع تكاثرهم قبل الغسق.

يعشش النحالون ذوو الواجهة البيضاء في مستعمرات يبلغ متوسط ​​عدد أفرادها 100 فرد يحفرون ويجثمون ويعششون الثقوب في المنحدرات أو ضفاف الأرض، ويُعتقد أنّ طائر الوروار الشرقي أو طيور آكلي النحل الأخضر هم مربيون أحاديي الزواج، مما يعني أنّ الذكر سوف يتزاوج مع أنثى واحدة فقط والأنثى سوف تتزاوج مع ذكر واحد فقط، ويتراوح موسم التكاثر من مارس إلى يونيو أو أحيانًا من يوليو إلى أغسطس حسب النطاق، وهذه الطيور هي أعشاش انفرادية في شبه الجزيرة العربية وأفريقيا بينما توجد مستعمرات صغيرة في الهند مع مستعمرات أكبر (10 إلى 30 زوجًا من التكاثر) في ميانمار وباكستان، وتعشش هذه الطيور في جحور يحفرها كل من الذكور والإناث في أرض مستوية أو منحدر لطيف في إفريقيا بينما في آسيا غالبًا ما تكون في شاطئ منخفض.

يبلغ طول الجحر من متر إلى مترين ويبلغ طول حجرة العش حوالي 15 سم في نهايتها، ويتم وضع 4-8 بيضات بيضاء في الغرفة وتستغرق فترة الحضانة من 18 إلى 22 يومًا ويتم بشكل رئيسي من قبل الأنثى، ويبقى الصغار في العش لمدة 22 إلى 31 يومًا أثناء إطعامهم من قبل والديهم.

آكلات النحل بيضاء الجبهة

آكلات النحل بيضاء الجبهة هم مربيون تعاونيون استعماريون، ويحصل حوالي نصف أزواج التكاثر على مساعدة من الطيور البالغة غير المتكاثرة، ويساعد هؤلاء المساعدون في جميع جوانب التعشيش مما يحسن بشكل كبير من النجاح، وفي عشيرة الأسرة الممتدة لآكلي النحل، حيث يمكن أن تتكاثر أزواج متعددة في وقت واحد (التكاثر الجماعي) ولا غنى عن المساعدين، وأظهرت الدراسات أنّ حوالي 60 بالمائة من أزواج التربية لديها 1 إلى 5 مساعدين.

ولكن مع وجود العديد من الاحتمالات لمساعدة المساعدين غالبًا ما يتعين عليهم اختيار كيفية تخصيص مساعدتهم بين العديد من المتلقين المحتملين الذين يرتبطون بهم بشكل غير متكافئ، ودراسة حديثة استخدمت خمس سنوات من البيانات من مجموعة ملونة ومعروفة من حيث الأنساب من أكلة النحل البيضاء في كينيا، وفحصت دور القرابة في قرارات مساعدة الطيور، ووجدوا أنّه ليس من المستغرب أنّ يختار مساعدي النحل بشكل تفضيلي مساعدة أقرب أقربائهم من الناحية الجينية.

في بعض الأحيان يتعين على الآباء المحتملين استخدام تكتيكات الذراع القوية لجدل المساعدين الراغبين، وأمضى ستيفن إملين من جامعة كورنيل ما يقرب من عقد من الزمان في دراسة آكلات النحل البيضاء، ولاحظ هو وزملاؤه أن الوالدين يتدخلان في الحياة العاطفية لابنهما ويتوسلان للحصول على معاملة التودد ويتدخلان في استراتيجية التزاوج الخاصة به، وإذا لم يفلح ذلك فسيغلقون مدخل جحر ابنهم لمنع رفيقته من الدخول لوضع بيضها، ورضخت بعض الطيور وتخلت عن جهود تكاثرها لمساعدة والديها على رفع قابض آخر، وفي المقابل فإنّ آكل النحل الأبيض الحلق انفرادية ولكنها متعاونة، والبعض مثل آكل النحل القرمزي الجنوبي مستعمر لكنه ليس متعاونًا.

طائر الوروار الشرقي والتهديدات

يعتبر طائر الوروار الشرقي شائعًا في جميع أنحاء مجموعته ولا يُعرف حاليًا أنّه يعاني من أي تهديدات كبيرة، ومع ذلك نظرًا لأنّ مصدر الغذاء الرئيسي وهو النحل آخذ في التناقص فقد يكون هذا مشكلة في المستقبل، ووفقًا لـ (International Union for Conservation of Nature – IUCN) فإنّ طائر الوروار الشرقي منتشر في جميع أنحاء مجموعته الكبيرة ولكن لا يتوفر تقدير إجمالي لعدد السكان، وحاليًا تم تصنيف هذا النوع على أنّه الأقل قلقًا (LC) في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) وتتزايد أعداده اليوم.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: