أمّ هانئ والحديث

اقرأ في هذا المقال


نصل في الرحلة بين محدّثي الصّحابة رضوان الله عليهم، إلى امرأة من أهل بيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ونصل إلى بيت أعمامه عليه الصّلاة والسّلام فقد كان منهم الفقيه والقارئ والمفسّر والمحدّث، وكان من أعمامه وبناتهم من رويْن الحديث النّبويّ الشّريف، نتحدث اليوم عن واحدة من بنات أعمامه عليه السّلام ألا وهي أمّ هانئ.

نبذة عن أمّ هانئ

هي الصّحابيّة الجليلة فاختة بنت عمّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أبو طالب، من اللّواتي أسلمْنَ يوم فتح مكَة، كانت متزوجة من هُبيْرة المخزوميّ، الّذي رفض الإسلام وولّى هارباً بعد الفتح، وقيل أنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام خطبها بعدها فأجابت معتذرة لكي لا تكون مقصّرة في حقّ أبنائها الصّغار من هبيرة عندما تتزوج ولِكِبَر سنِِّها، وقد عاشت طالبة للعلم والحديث النّبويّ حتى توفيت في العام الخمسين بعد الهجرة النّبويّة.

روايتها للحديث

كانت الصّحابية الجليلة أمّ هانئ من رواة الحديث النّبويّ الشريف، جُمِع لها في كتب الحديث ستون حديثاً، روى لها الشيخان البخاريّ ومسلم جملة من الحديث، وروى أيضاً لها جماعة الحديث، وكانت من الرّواة التي خصّت ببعض أحاديث حادثة الإسراء والمعراج، فقد لبث النّبي صلّى الله عليه وسلّم في بيتها عندما رجع من الطائف.

من حديث أمّ هانئ

ممّا ورد في الحديث النّبويّ الشريف من رواية أمّ هانئ ما أورده الإمام البخاريّ في صحيحه من طريق مولى أمّ هانئ ((أنّه سمع أمّ هانئ بنت أبي طالب تقول: ذهبت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عام الفتح فوجدته يغْتَسِل وفاطمة ابنته تستره، قالت: فسلّمتُ عليه فقال: (من هذه) فقلت أنا أمّ هانئ فقال: (مرحباً بأمّ هانئ) فلمّا فَرَغ من غُسْلِه، قام فصلّى ثماني ركعات مُلْتَحِفاً في ثوب واحد، فلمّا انصرف، قلت: يارسول الله زعم ابن أمّي أنّه قاتِلٌ رجلاً قد أجرْتَهُ، فلان بن هبيرة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( قد أجرْنا من أجَرْتِ يا أم هانئ) رقم الحديث357)).

ما روي في خطبة النّبيّ لها

لقد ورد أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم خَطَب أمّ هانئ كما ثبت في صحيح مسلم من طريق أبي هريرة أنّه قال: ((أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم خطب أمّ هانئ بنت أبي طالب فقالت: يا رسول الله! إنّي وقد كَبِرْتُ ولي عيال، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: خيرُ نساءٍ رَكِبْنَ الإبل) رقم الحديث2527)).

المصدر: سير أعلام النّبلاء للذهبيصحيح البخاري للإمام البخاريصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: