أهمية السيرة النبوية

اقرأ في هذا المقال


مرَّ على جميع عصور التاريخ العديد من الرجالات ومن الأبطال ومن الزُّعماء والملوك والقادة والمحاربين المشهورين والمعروفين، ولكن العديد منهم مات صيتهم والكلام عنهم بمجرد موتهم، وكان كل الأبطال لهم سير تذكر ولكن بمجرد موتهم تنتهي وتصبح بعد ذلك غير موثوقة وغير مؤكدَّة، إلّا رجل واحد والذي يعد من أفضل الرجالات عبر التاريخ، ويعد أفضل مخلوق كان على وجه هذه البسيطة، وهو سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.

سبب جمع سيرة النبي

عندما كان المسلمون الأوائل قد قاموا بتفسير كتاب الله القرآن الكريم وجمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وجدوا أنّهم في حاجة ماسة وكبيرة إلى تحقيق ومعرفة أماكن نزول الآيات القرآنية الكريمة، وأيضاً إيضاح حقائق العديد من الأحداث التي جرت وكذلك الأمر بالنسبة لجمع كل الأحاديث والتشريع، والأمر المهم أيضاً هو معرفة الحلال من الحرام في العديد من المسائل التشريعية المهمّة، وكل أقوال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مجال التشريع ومجال التفسير والمواعظ.

فكان من الواجب العودة أو الرجوع إلى جمع سيرة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنّ سيرة النبي هي المنبت الخصب والأساس لجمع كل ذلك، وهي المرجع المهم والأساسي والصادق في هذا الأمر.

أهمية السيرة

إن سيرة أشرف مخلوق وجد في هذا الكون هي مهمّة جداً لكل البشر، فسيرة النبي الكريم لها عدّة مميزات وصفات كثيرة تجعلها تكون في المكان الأول وفي قمّة السير عبر التاريخ البشري.
ومن أهم هذه الصفات والمميزات أن سيرة النبي محمد هي سيرة تاريخة بالمفهوم العام، وكذلك كون هذه السيرة موثقة بكتاب الله العزيز وهو القرآن الكريم، وهو الكتاب الوحيد الذي لا يمسّه الباطل من بين يديه ولا حتى من خلفه، فهو محفوظ ومنزل تنزيل من حكيم حميد حفيظ.

وتمتاز سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنّها سيرة صادقة و تاريخية يقويها كل المسلمين، لأنّ السير الخرافية والوهميّة والأسطورية لا تحظى بأيّ اهتمام لدى السّامع أو للقارئ أو حتى للإنسان العاقل.

لكن سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يشهد لها جميع المحققين والثقات من الرواة، وحتى أنَّ المحققين الغربين من غير المسلمين تكلموا عن هذه السيرة ووجدها موثوقة غير محرّفة أو مكذوبة، ممّا جعل العديد من المحققين الغرب يدخلون في دين الإسلام بمجرد أن قرأوا تلك السيرة.

لهذا أصبح الناس يهتمون بسيرة النبي اهتماماً كبيراً جداً ليس فيه ضياع لوقتهم أبداً، بل إن تجد الناس مشغفون بتلك السيرة، بسبب أن تلك السيرة هي سيرة حقيقة راسخة في أعماق التاريخ البشري، غير أسطورية وليس فيها أي خرافات أو ادعاءات.

عوضاً عن ذلك فشخصية سيدنا محمد تمتاز بالكثير والعديد من الصفات العظيمة والعادات النبيلة الكريمة من مكارم الأخلاق وحسن التعامل، إضافة للقواعد الإنسانية التي حثَّ عليها خيرالخلق، لهذا تعلق كل المسلمين بسيرة سيدهم ونبيهم ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم، لما في هذه السيرة من أسوة وقدوة حسنة ومثل أعلى لأيِّ مخلوق، فقال الله عز وجل في كتابه الكريم: ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )…سورة الأحزاب.

المصدر: الرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفورينور اليقين/محمد الخضريمختصر الجامع/ سميرة الزايد


شارك المقالة: