الإمام النّسائيُّ عليه رحمة الله

اقرأ في هذا المقال


نتابع مع قرَّائنا الأعزاء سلسلة أصحاب السُّنن ،الّذين تركوا موروثاً بالحديث النبويّ الشريف ،وساهموا في حفظه وبيان درجته، بوصفه المصدر الثاني للتشريع الإسلامي ، والذي تكفّل الله بحفظه إلى يوم الدين .

واليوم يجيء دورنا في الحديث عن الإمام النسائيّ ونحن المقصّرون دائماً مهما فعلنا وتكلَّمنا في الحديث عن هؤلاء العلماء .

الإمام النّسائيُّ اسمه وكنيته

هو : الإمام أبو عبدالرّحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينارالنّسائيُّ،أحد الحفظة الّذين أعطوا ملكة حفظ الحديث وروايته ، وهو من ألّف كتاب السّنن الصّغرى والكبرى، والنّسائيُّ نسبة إلى نسا من بلاد خراسان قديماً .

ولادته ونشأته عليه رحمة الله

ولد الإمام النّسائيُّ رحمه الله تعالى في قرية نسا وهي كما ذكرنا من قرى خراسان قديماً ،وكانت ولادته حسب ما نقل المؤرخون كانت سنة 215 للهجرة، الموافق للميلاد سنة 829 .

طلبه للعلم ورحلاته العلمية

نشأ الإمام النّسائيُّ عليه رحمة الله تعالى في نسا، وكان محباً للعلم وللعلماء ولمجالس العلم الشرعيَّة ، فطلب العلم الشرعيُّ والحديث خاصّة وهو في سن الصّغر، ولمَّا قوي عوده عليه رحمة الله تعالى ، هاجر في طلب العلم إلى العراق وخراسان والجزيرة العربية ، ثمَّ ذهب إلى مصر وسكن فيها ، ورحل إليه الكثير من طلبة العلم وهو في مصر للتزوُّد من علمه ، ثمَّ ذهب إلى دمشق فسكن فيها ، وكتب فيها كتابه ( الخصائص ) في ذكر مناقب علي بن أبي طالب بعدما وجد الناس هناك يقولون في علي بن أبي طالب ما يبغض، وينحرفون كل الإنحراف عن وصف صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم بما لم يصبر عليه إمامنا، وبسبب هذا الكتاب لقي عالمنا الجليل الإساءة، وقيل أنَّ كتابه كان سبباً في موته رحمه الله تعالى .

شيوخه وتلاميذه عليه رحمة الله

تعلّم الإمام النّسائيُّ رحمه الله تعالى العلم على يد كثير من العلماء، الحفظة الكبار، من أمثال : الإمام أبي داوود وإسحاق بن راهويه وعبدالله بن أحمد بن حنبل عليهم رحمات الله المتتابعات إلى يوم الدين. وتأثَّر كثيراً بعمالقة الحديث الشريف كالبخاريّ ومسلم .

وتتلمذ على يد عالمنا الجليل الكثير من طلبة العلم والعلماء من أمثال : الإمام الطّحاوي وأبو علي النيسابوريّ .

من مؤلفات الإمام النّسائي

1ـ خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .

2 ـ فضائل القرآن .

3 ـ كتاب العلم.

خصائص كتابة السنن

1 ـ إنتقاء الرجال الثقات العدول.

2 ـ الاقتصار على أحاديث الأحكام.

3 ـ التكلم عن الأحاديث وعلّتها.

وفاة الإمام النسائي

توفي الإمام النسائيُّ رحمه الله تعالى بعد محنته في دمشق، وتأليف كتابه الخصائص في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من بعد مخاصمة مع شباب من دمشق قد طلبوا منه كتابة كتاب عن العبَّاس ، فضربوه وأخرجوه من المسجد الأمويِّ ، وداسوه تحت الأرجل، وحمل إلى الرّملة بفلسطين، وفيها توفي ودفن وكان ذلك سنة 303 للهجرة الموافق للميلاد 915 ، عليه رحمة الله.

المصدر: تهذيب التهذيب لإبن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيسنن الإمام النسائي


شارك المقالة: