الثقافة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


الثقافةُ في معناها الاصطلاحي : فيها معنى التقويم، أمّا الثقافةُ في جانبها المعياري، تعني مطابقةُ السلوكِ على مِنوالٍ أو منهاجٍ معين،وهو في حالتنا انطلاقةٌ من الإسلام، وانطباقه عليه أو مطابقتهُ، أو موافقتهُ له.

فالثقافةُ معرفةٌ وعلمٌ، وهي أيضاً شحذٌّ وصقلٌ. ومُهمة الثقافةِ شَحذُ همم الأفرادِ وتعبئتهم المعنويةِ باتجاه الانتماءِ والخُصوصيةِ والاعتزازِ بالهويّة.

تعريف الثَّقافة الإسلامية

هي مجموعة العقائد والمشاعِرُ والسلوكياتِ المستمدةُ من الإسلام، التي تُميّز الأمه الإسلاميةِ عن غيرها من الأمم.

فوائدُ الثقافة الإسلامية

يمكن للثقافة الإسلامية أن تحقِّق للأمة الإسلامية مايلي:

  • تحميها من الذوبان، وذلكَ من خلالِ التركيزِ على ما يُميّزها عن غيرها.
  • تحقيقُ الوحدةِ التي لم ولن تَتحقق إلّا من خلال الإسلام، وذلكَ من خلالِ القواسم الثقافية المشتركة.
  • تُزوِّدها بأقوى سلاح في صراع الثقافاتِ، والدليلُ على ذلك، أنّ الناس من كل الأديان يدخلون في دين الله أَفواجاً، ولا نجد المسلمين ينتقلون إلى أديان أخرى.
  • تَحلُّ لها مُشكِلاتُها الفكريةِ، والاجتماعيةُ، والاقتصاديةُ، والسياسيةُ، وتُحقِق لها التقدم الشاملِ من خلالِ تطبيق الإسلامِ بكلِ جوانبهِ.

أهداف الثقافة الإسلامية

والمقصودُ بالأهداف : هي الغايات التي تطمحُ الثقافة الإسلامية إلى تحقيقها.

  • بيانُ العقيدة الإسلامية بمبادئها وتصوُّراتها الصحيحة، وعرضُها في ثوبٍ جديد، والعمل على ترسيخها في نفس المسلم، حتى يتمكن من مواجهةِ التحديّاتِ، والردُّ على ألمفتريات والشُبُهاتِ.
  • إيجاد المجتمع الإسلامي المثالي الواقعي، وتكوين الشخصية الإسلامية المتكاملة وإيجاد الهوية المميزة للأمة الإسلامية وتوحيدها.
  • تجديدُ ثقافةُ المسلم وإعادة بنائها على أصول الإسلام وقواعدِه، وتعليماتهِ وتشريعاتهِ.
  • تجديد صلة المسلمينَ بالإسلام بترجمة أفكار الإسلام وتعاليمه على السلوك العلمي ومنهج في الحياة.
  • توفير المناخ المشبع بالآداب الإسلامية.

أهمية الثقافة في هذا العصر

  1. الثقافةُ هي روح الأمّة، فإنْ فقدت الأمّةُ ثقافتها ماتت وذابت في غيرها، وهذا ماحدث لكثير من الثقافات القديمةِ. ولذلك تَحرِصُ كل أمةٍ على المحافظةِ على ثقافاتها حيَّةٌ وقويّةٌ، وذلك من خلال المحافظة على تاريخها والاهتمام بآثارها وإنشاء المتاحف، واستخدام كل وسائلِ التعليمِ والإعلامِ.
  2. الصراع التقافي، هو أساس كُل الصراعاتِ، سواء كانت عسكريةً أم اقتصاديةً أم سياسيةً.
  3. كثرة الموضوعاتِ المرتبطةِ بالثقافة، والتي يعقدُ لها الكثيرَ من المؤتمرات مثل: التنمية الثقافية، والتخلّف الثقافي،والغزو الثقافي، والأمن الثقافي، والتطبيق الثقافي.

وظائف الثقافة الإسلامية

وظيفة الثقافة الإسلامية باعتبارها علم وتشمل مايلي:

  • عرض نظم الإسلام المتنوعة بترابطها ليأخذ طالب العلم الإسلام بصورةٍ شمولية.
  • تزويد الدارسين لها بالتفسيراتِ المقُنعة والمفاهيمُ الأساسيةُ الثابتة.
  • تأصيل المفاهيم والمبادئُ الإسلامية وبيان المعاني الصحيحة ورد المفاهيم الخاطئة التي أُدخلت على المسلمين من المذاهب المختلفة.
  • تصويب جملةٌ من المبادئِ والقيم الاجتماعية والمفاهيمُ الشائعة على أنّها من الإسلام، ولكن هي في الحقيقة إلا أفكارٌ فردية واجتهاداتٌ بشرية.
  • تقديم النموذج الإسلاميّ البديل وتوجيه سلوك المسلم في الحياة وفقاً لأحكام اللإسلام ومفاهيمه.
  • مقارنة النموذج الإسلامي بالنموذج الغربي وبيان نجاح مبادئ الإسلام ونظمه في تحقيق السعادةِ للإنسان في الدّارينِ، وإخفاقُ المذاهب الاُخرى مثل: الاشتراكية والرأسمالية.

الوظيفة التوحيدية للثقافة الإسلامية وتشمل مايلي:

  • التركيز على الوحدةِ في مواجهةِ العرقيات والعنصريات وغيرها.
  • التركيز على الأصالة في مواجهة التبعية الثقافية والتغريب.
  • التأكيد على ذاتية الأمة الإسلامية وهُويتها وتَميزها الثقافي.
  • بناء الشعور الواعي بالإنتماء للثقافة الإسلامية الواحدة.

وظيفة الثقافة الإسلامية تجاة البشرية وتشمل مايلي:

  • تحرير البشر من العبوديةِ لغير الله تعالى.
  • نشر العدل والخير والأمن والأمان.
  • إنقاذُ البشرية ممّا تعانيه من مشكلات.
  • بيان خواء الثقافات الأخرى وإفلاسها.

دور الثقافة الإسلامية في بناء الإنسان والمجتمعات

هذا العنوان يدعونا إلى التذكير بأنَّ الثقافة هي: الوسيط في الحضارة الإسلامية.وعلى أنَّ الثقافة هي حصنُ الأمةِ وهي الاستراتيجية، وهي الماركة المسجلة لأيِّ أمةٍ من الأممِ، وهي التي تصبغ أيّ أمّة بصبغتها الخاصة، وهي التي تطوِّع المادة لأهدافها،وسيفٌ يوجه لتمكين الباطل. فالمشكلة أحياناً ليس في التنظير فكم من مؤسسات نجحت في التحصيل النظري، ولكنَّها لم تنجح في الممارسة العملية. فالثقافةُ هي السلوك الممارس الذي ينطلق من القيم التي يؤمن بها الإنسان، لأنّ الأصل هو الإنسان الساكن، وليس المساكن، والسلوك هو المعول عليه وليس الكلام فقط. فإذا أضفنا إلى الثقافة جذرها الذي ترتكز عليه وهو الإسلام، أصبحنا أمام ثقافة معروفة بأنَّها إسلامية أي أنَّها تنطلق في قيمها وتطبيقاتها من الإسلام..المؤسسات المشاركة لا تنتج ثقافة وإنما توجِّه وتؤطِّر نحو الثقافة المطلوبة،والتشاركية بين المؤسسات التي تعنى بالثقافة ضرورية ويجب أن يستمر بعد انقضاء المؤتمر لا أنْ نكتفي فقط بكلمات الافتتاح.

نحن أمام مواجهة حضارية، لها آلتها الثقافية، ولها آلتها العسكرية والأمة في حال تشتت وضعف، والخوف من الإسلام أصبح هاجساً لدى الآخرين، ناهيك عن تشتُّت أفهام أبنائه بين تطرف واعتدال وانفلات، فنحن بحاجة إلى إعادة التأكيد إلّا أنَّ هذه الأمة بحاجة إلى إعادة تشغيل مفتاح قوَّتها وعزَّتها بالفهم السليم لهذا الدين الذي يؤمن باحترام الآخر، والدين الآخر، والفهم الآخر، والجنس الآخر، ولكنَّه يركِّز على أنّه من حق أبنائه أن يعيش في افيائه بعزةٍ وكرامة.

المصدر: كتاب الثقافة الإسلامية وقضايا العصر د.أحمد نوفل د. جهاد نصيراتد.فايز الربيع


شارك المقالة: