الضعيف من الحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد مرّ الحديث النّبويّ الشريف بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم بمراحل كثيرة، من زمن الصّحابة الكرام إلى أن وصلنا مصنّفاً ومحققاً كما في كثير من كتب الحديث، ولقد ابتدأ التدوين للحديث النّبويّ الشريف بالتصنيف والرواية المنقولة من بعد القرن الثاني بعد دخول الوضع، ولبعد الزَّمن عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والصّحابة الكرام الّذين نقلوا الحديث كماهو عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم من غير زيادة أو نقصان، وللأسباب المذكورة وضعوا شروط لتفادي الخطأ والوضع والضعف، حتى قسّم الحديث من حيث الصحة إلى أقسام منها الضعيف، فماهو الضعف في الحديث؟ وماهي أسبابه وزمن ظهوره؟ تعالوا نتعرَّف على الضُّعف في الحديث.

مفهوم الضعف والحديث الضّعيف

الضعف لغة: من الهزل في البنية.

وفي اصطلاح المحدّثين هو لفظ يطلق على الحديث الّذي لحقه ضعف في بنيته وصفاته، وهذا الضعف يرجع إلى فقد شرط من شروط الحديث المعروفة كاتصال السَّند في الحديث بانقطاع مثلاً، أو أن يلحق بالراوي صفة اختلال العدالة بالفسق مثلاً، أو أن يكون خفيف الضبط، وهو من حيث أقسام الحديث يأتي بمرتبة بعد الحديث الصحيح والحديث الحسن.

ومفهوم الحديث الضعيف هو: الحديث الّذي فقد شرطاً من شروط الحديث الحسن وهي اتصال السند وضعف في العدالة والضبط.

أماكن تواجد الأحاديث الضعيفة

إنّ الحديث الضّعيف بصفة ضعفة نجده في كتب الحديث التي اعتنت بذكره لأسباب كثيرة، ومن أماكن تواجده في بعض السُّنن المعروفة غير الصحيح مثل سنن أبي داوود والترمذيّ وابن ماجه وغيره، ولقد كان ذكر الأحاديث الضعيفة في هذه المؤلّفات لأسباب منها:

1ـ بيان ما لحق بالحديث من ضعف إمّا في السند أو المتن.

2ـ قد يكون ذكر الحديث ليحتج به إذا لم يكن هنالك من هو أقوى منه.

3ـ قد يكون الضُّعف في أحاديث الرواة رووا أحاديثاً انطبقت عليها شروط الحديث الصحيح، فتكون أحاديثهم موضع اهتمام من النقّاد والعلماء المتخصِّصين في الحديث.

أنواع الحديث الضعيف

إنّ للحديث الضّعيف عند المحدثين علوم ومباحث، وكل علمٍ كان له صفات دعت العلماء إلى تصنيفه من قبل الحديث الضّعيف ومن أنواع الحديث الضّعيف:

1ـالحديث المرسل: وهو الحديث الذي أرسل من غير اتّصال إلى طبقة من الطبقات في الإسناد فحدث فيه انقطاع في التسلسل.

2ـ الحديث المُعْضل: وهوالحديث المنقوص في سلسلة إسناده راويان أو أكثرفي أي مكان في السند.

3ـ الحديث المُدلّس: وهو ما ألصق بالحديث من سماع موهوم للراوي،أو ذكر سند بغير ما تعارف عليه المحدّثين.

4ـ الحديث المنقطع: وهو ما كان في سنده حلقة إسناد مجهولة، فيكون غير متّصل.

5ـ الحديث المعلّق: وهوالحديث الّذي تكون فيه حلقات إسناد في أكثر من مكان في سلسلة السند.

6ـ الحديث المعلّل: وهو ماتواجد فيه علّة خفيّة غير ظاهرة، كأن يخطئ الراوي بقلب سند مكان آخر مثلاً، أو أن يختصر الراوي الحديث فيحدث فيه خلل يغير دلالته وغير ذلك من حالات العلّة في الحديث.

حجيّة الحديث الضعيف

اختلفت آراء العلماء بالعمل في الحديث الضعيف فذهب بعضهم إلى أنّه غير صالح للعمل بمقتضاه لا في الأحكام ولا في فضائل الأعمال وممّن قالوا بهذا الرأي البخاري ومسلم وغيرهم، وذهب آخرون إلى العمل به باعتباره أعلى درجة من رجال الحديث،وممّن قالوا بهذا الرأي أبو داوود وأحمد بن حنبل وغيرهم، وهنالك من ذهبوا إلى أنَّ الحديث الضّعيف يؤخذ في فضائل الأعمال فقط ومنهم الإمام الحاكم.
أمّا من ذهبوا إلى الأخذ بالضعيف اشترطوا للقبول شروطاً منها:

1ـ الضعف اليسير في الحديث والبعد عن مواطن الكذب والكذّابين.

2ـ أن يكون له طريق آخر موثوق في الأصول.

3ـ أن يُبيَّن ضعفه حتى لا يتوهّم الناس ثبوته.

المصدر: مباحث في علوم الحديث لمناع القطانمنهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عترعلوم الحديث ماده علميه أعدّها الدكتور همام سعيد


شارك المقالة: