المحدّث أبوهريرة

اقرأ في هذا المقال


من الصّحابة الرجال المؤمنين، ولمعوا في سماء الحديث النّبويّ الشريف وخلّد التاريخ أسماءَهم، مؤمنين محدّثين ونقلوا الحديث الشريف وبرعوا به، وكانوا أصولاً لأسانيد من جاء بعدهم من المحدّثين ورواة الحديث، ومن هؤلاء الصّحابة ــ رضوان الله عليهم ــ الصّحابيّ الجليل أبوهريرة ــ رضي الله عنه ــ صاحب رسول الله، من لم يلحق النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ إلّا سنين قليلة، ولكنّه وعى من الحديث وحدّث عن النبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ الكثير، من ما لم يجمعه غيره في سنين كثيرة.

اسمه وكنيته ونسبه:

هو الصّحابي الراوي المحدّث عبد الرحمن بن صخر الدوسيّ، وقيل أن اسمه عبدالله، لقّبه النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ بأبي هريرة؛ وذلك بسبب هرة كان يرعاها ــ رضي الله عنه ــ ويطعمها، وكان النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ يناديه أبا هر، وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس، ولما دخل الإسلام سمّاه النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ عبدالرحمن.

إسلامه وملازمته للنبي صلّى الله عليه وسلّم:

كان إسلام أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ وأرضاه في السنة السابعة للهجرة النّبويّة الشريفة ، وقدم المدينة المنوّرة، وأسلم مع جماعة أتوا مع الصّحابي الطُّفيل بن عمرو الدّوسيّ، وبعدها صحب النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ ، وكان النّبيّ يحبُّّهُ كثيراً، وكان ــ رضي الله عنه ــ يلازم النّبي ــ صلى الله عليه وسلّم ــ أينما ذهب، فوعى من النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ الكثير من الأحاديث، فقد رُوِيَ عنه رضي الله عنه أنه قال: (لا أعلم أحداً أعلم مني بحديث النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلّا ماكان من عبدالله بن عمرو فإنهُ كان يكتب ولا أكتب)، ولكن اسم محدّثنا الصّحابي أبوهريرة ــ رضي الله عنه ــ لمع في كتب الحديث الشريف ومروياته أكثر من عبداللهبن عمرو، فقد روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما يقارب 5374 حديث، رواها عنه من بعده من المحدّثين، ومن ما سبق من زمن إسلامه ــ رضي الله عنه ــ يتبيّن لنا فطنة وذكاء أبي هريرة بإلمامه بهذا الكمّ الوافر من الحديث الشريف، رغم قصر زمن حياته مع النبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ.

من روى عنه ورووا عنه:

روى الإمام أبو هريرة ــ رضي الله عنه ــ عن كثير من الصّحابة الأخيار، من أمثال: أبي بكر، وأبي بن كعب، وسيدتنا عائشة بنت أبي بكر الصّديق، وغيرهم من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

كما وأخذ الحديث عن الراوي أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ الكثير من العلماء المشهورين في علم الحديث النبويّ الشريف، من أمثال: الإمام أنس بن مالك، وسعيد بن المسيّب، ومحمد بن سيرين وغيرهم رحمهم الله جميعاً.

وفاتهُ رضي الله عنه:

كان للصّحابي أبي هريرة حياة مليئة بالحديث الشريف، وطلّابه، ومن كانوا يجتمعون عنده للتزود من علمه، إلى أن أتى أمر الله تعالى بوفاته ــ رضي الله عنه ــ وأرضاه سنة 59 للهجرة النّبويّة الشريفة، وكانت وفاته في مدينة رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ ودفن في البقيع.

رحم الله الصّحابي الجليل، وجزاهُ عن أمِّة محمّد ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ خير الجزاء.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذّهبي الإصابة في تمييز الصّحابة لابن حجر العسقلاني


شارك المقالة: