المشاركات المتناقصة في الاقتصاد الإسلامي

اقرأ في هذا المقال


ظهر في العصر الحديث آليات جديدة للمعاملات المالية تقوم على الفائدة الربوية، فأصبح الاقتصاد يُعاني من مشكلات كثيرة، تواجه الأفراد والعاملين وأصحاب رؤوس الأموال والمجتمع كامل، لذلك جاء الاقتصاد الإسلامي بأحكام عادلة، تواجه الظلم والأحكام الفاسدة التي خلقتها المستجدّات، ومن الأحكام الجديدة المشاركات المتناقصة حيث وُضعت أحكام توافق الشريعة الإسلامية وتعود في مصلحة الجميع لإدارة هذا النوع من المشاركات.

تعريف المشاركات المتناقصة في الاقتصاد الإسلامي:

هي نظام جديد من الشركات، يقوم على تقديم البنك الإسلامي مبلغ من المال للعميل من غير فوائد، ولكن يأخذ جزء من الربح المحتمل بأحكام مشروعة واتفاق بين البنك والعميل، ويحصل البنك على حصة بنسبة متفق عليها تُعتبر سداد لأصل المال الذي قدّمه البنك إلى أن يحصل البنك على كامل ما قدّمه من المال لينتهي العقد بتمليك رأس المال للعميل.

صور المشاركات المتناقصة المشروعة في الاقتصاد الإسلامي:

تختلف صور المشاركات المتناقصة اعتماداً على عدّة عوامل منها:

  • التمويل: تختلف صور المشاركات المتناقصة حسب طريقة تقديم البنك لرأس المال، فيُمكن أن يُقدم البنك رأس المال كاملاً عند بداية العقد، أو يُقدم جزء منه في البداية ثمَّ يُقدم الجزء الآخر خلال تنفيذ المعاملة.
  • السداد: يجوز للبنك أن يسترد رأس المال على دفعات قليلة موزّعة، أو على دفعتين أولى عند بداية العقد وأخيرة عند نهاية العقد حسب الفترة المتّفق عليها.
  • عدد الشركاء: يُمكن أن يكون العقد بين البنك والعميل فقط، ويُمكن أن يكون بين البنك ومجموعة من العملاء ليشترك الجميع في الحصول على المال.
  • توزيع الأرباح: تعتمد طريقة توزيع الأرباح على الاتفاق المعقود بين أطراف المعاملة، بما لا يُسبب المشقّة والضغط على العميل، حتى لا يخرج عن قواعد الشريعة الإسلامية في سداد المال للبنك.
  • موضوع المشاركة: يلجأ العميل إلى البنك للحصول على المال، وله الحرية في اختيار المشروع الذي يستثمر فيه المال، وتختلف أنواع الاستثمارات حسب مقدرة الشخص العميل وخبراته في العمل والإنتاج، فيُمكن أن يُنشئ مشروع سكني أو يفتح محل تجاري أو يُمكنه شراء سيارة ينتفع بها أو شاحنة يُشغّلها في خدمة مشروع أكبر لغيره مقابل مبلغ مالي.

مزايا المشاركات المتناقصة:

تُعتبر الشركات المتناقصة من العقود الاقتصادية النافعة للفرد والمجتمع، وتقوم على الأساس الذي يقوم عليه الاقتصاد الإسلامي، باعتبار العمل والجهد من أساسيات الاستثمار، إضافة إلى رأس المال، وتتميّز الشركات المتناقصة بما يلي:

  • توفير فرص العمل والحد من البطالة.
  • قد يكون موضوع الشركة إنشاء مشروع سكني يحدّ من أزمة التضخم السكاني.
  • إذا كان المشروع يتعلّق بتوفير الآلات الزراعية، فإنَّه يخدم المجال الزراعي بزيادة الإنتاج وتشغيل الأيدي العاملة والحصول على ربح أكثر.
  • تخدم المشاركة المتناقصة مشروعات التنمية، عن طريق تنمية المشاريع في القطاع الخاص.

وهناك الكثير من مزايا الشركات المتناقصة، التي تعود على الفرد والمجتمع بالمنفعة الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق العدالة بين الأفراد وتوفير الحاجات الضرورية للجميع.

تمَّ تطبيق عقد الشركات المتناقصة في كثير من المصارف الإسلامية، بموضوعات استثمارية كثيرة، ولكن بالتزام ضوابط وأحكام الشريعة الإسلامية التي يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي، وعدم إلحاق عقد الشركات المتناقصة بأي شرط يُفسد العقد، أو يدور في مصلحة أحد الأطراف على حساب الآخر.

المصدر: مجلة دراسات اقتصادية إسلامية، بحث كمال توفيق حطاب، العدد3، المجلد1مؤشرات الأداء في البنوك الإسلامية، إبراهيم عبادة، 2008الاقتصاد الإسلامي، رفعت العوضي، 1986


شارك المقالة: