حديث في الوضوء ثلاثاً وصفة الوضوء

اقرأ في هذا المقال


ما زلنا في سنة النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في أداءِ العبادات وتوضيحها لمنْ حولهُ منَ الصَّحابةِ الّذين بدورهمْ نقلوها لمنْ بعدهمْ عبرَ الحديث النّبويِّ الشَّريف، ونصلُ إلى الحديثِ في وضوئهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وسنستعرضُ حديثاً في وضوئهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ثلاثاً.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاري يرحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ الوضوءِ: ((حدَّثَنا عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ الأُويسيُّ، قال: حدَّثَني إبراهيمُ بنُ سعدٍ، عنِ ابنِ شهابٍ، أنَّ عطاءَ بنَ يزيدَ أخبرهُ أنَّ حُمْرانَ ـ مولى عثمانَ ـ  أخبرهُ أنَّهُ رآى عثمانَ بنَ عفَّانَ دعا بإناءٍ فأفرغَ على كفَّيْهِ ثلاثَ مِرارٍ، فغسلهما ثمَّ أدْخلَ يمينهُ في الإناءِ، فمضمضَ واستنشقَ، ثمَّ غسلَ وجههُ ثلاثاً، ويديهِ إلى المرفقينِ ثلاثَ مِرارٍ، ثمَّ مسحَ برأسهِ، ثمَّ غسلَ رجليهِ ثلاثَ مرارٍ إلى الكعبينِ، ثمَّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (منْ توضَّأ نحوَ وُضوئي هذا ثمَّ صلَّى ركعتينِ لا يُحَدِّثُ فيهما نفسهُ، غُفرَ لهُ ما تقدَّمَ منْ ذنبهِ). رقمُ الحديثِ 159)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الوضوءِ، بابُ الوضوءِ ثلاثاً ثلاثاً، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ عثمان، وهوَ أبو عمرو، عثمانُ بنُ عفَّانَ بنِ أبي العاصِ القرشيُّ الأمويُّ، ذو النورينِ وخليفةُ المسلمينَ الثَّالثِ بعدَ أبي بكرٍ وعمر، وأمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • عبدُ العزيزِ الأويسيُّ: وهوَ أبو القاسمِ، عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ الأويسيُّ القرشيُّ، منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتباعِ التَّابعينَ.
  • ابنُ شهابٍ: وهوَ أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ مسلمٍ المعروفُ بابنِ شهابٍ الزُّهريِّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منَ التَّابعينَ.
  • عطاءُ بنُ يزيدَ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عطاءُ بنُ يزيدَ اللَّيثيُّ الجندعيُّ (25ـ105هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
  • حُمرانَ: وهوَ حمرانُ بنُ أبانَ النّمريُّ الفارسيُّ (ت:75هـ)، كانَ مولىً لعثمانَ بنِ عفَّانَ، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى فعلٍ قامَ بهِ سيِّدنا عثمانَ بنِ عفَّانٍ للوضوءٍ مبيِّناً ما فعلهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمامهُ، وقدْ قامَ بفعلِ أركانِ الوضوءِ وسننهِ ثلاثاً، مبيِّناً ما قالهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في فضلِ منْ قامَ بالوضوءِ على هذا النحوِ بغفرانِ ما تقدَّمَ لصاحبهِ منَ الذُّنوبِ والمعاصي، كما يشيرُ إلى ندبِ الوضوءِ ثلاثاً في غسلِ اليدينِ والوجهِ والرِّجلينِ منَ الأركانِ، وفي تكرارهِ ثلاثاً سنَّةُ منَ السُّننِ لا تشيرُ إلى الوجوبِ فقدْ رويَ عنهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بوضوئهِ مرَّةً مرَّةً ومرَّتين مرَّتينِ واللهُ أعلمْ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والفوائدِ منَ الحديثِ:

  • صفةُ وضوءِ النَّبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ.
  • وضوءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثلاثاً.
  • فضلُ منْ توضَّأَ مثلُ وضوئهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بغفرانِ الذُّنوبِ السَّابقةِ.
  • سنَّةُ الوضوءِ ركعتينِ سنَّةٌ مؤكَّدةٌ.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاري كتاب الوضوءفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للإمام الذّهبيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: