حديث في التّيمم

اقرأ في هذا المقال


إنَّ لعباداتِ الإسلامِ رُخصٌ يقصدُ فيها تسهيلُ الأمورِ على المسلمينَ في العباداتِ وغيرها، فلمْ يأتي الإسلامُ بأحكامٍ لا يستطيعُ تطبيقها المسلمُ، وإنْ تعذر القيامُ بها لسببٍ فقدْ رخَّصَ الإسلامُ فيها ما يسهِّلُ على المسلمِ القيامَ بها، ومنَ الأمثلةِ على ذلكَ الوضوءُ، فعندَ عدمِ وجودِ الماءِ فقدْ رخَّصَ الإسلامُ للمسلمينَ التَّيممَ بالتُّرابِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ التَّيمُّمِ: (( حدَّثنا زكرياءُ بنُ يحيى، قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ نميرٍ، قال: حدَّثنا هشامُ بنُ عروةَ، عنْ أبيهِ، عنْ عائشةَ أنَّها استعارتْ منْ أسماءَ قلادةً، فهلكتْ فبعثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلاً فوجدها، فأدركتْهمُ الصَّلاةُ وليسَ معهمْ ماءٌ فصلُّوا، فشكوْا ذلكَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فأنْزلَ اللهُ آيةَ التَّيمُّمِ، فقالَ أُسيدُ بنُ حُضيرٍ لعائشةَ: جزاكِ اللهُ خيراً، فواللهِ ما نزلَبكِ أمرٌ تكرهينهُ إلَّا جعلَ اللهُ ذلكَ لكِ وللمسلمينَ فيهِ خيراً)). رقمُ الحديث: 336.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ التَّيمُّمِ، بابُ إذا لمْ يجدْ ماءً ولا تراباً، والحديثُ منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ، وهيَ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصِّديقِ، وهيَ منَ الصَّحابةِ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ رضيَ اللهُ عنها، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • زكرياءُ بنُ يحيى: وهوَ أبو السُّكينِ، زكرياءُ بنُ يحيى الطَّائيُّ (ت:251هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • عبدُ اللهِ بنُ نميرٍ: وهوَ أبو هشامٍ، عبدُ اللهِ بنُ نميرٍ الهمدانيُّ (115ـ199هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ في روايةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • هشامُ بنُ عروةَ: وهوَ أبو المنذرِ، هشامُ بنُ عروةَ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ القرشيُّ (61ـ144هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ من التَّابعينَ.
  • أبو هشامٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عروةُ بنُ الزُّبيرِ بنِ العوامِ بنِ خويلدٍ الأسديُّ (23ـ94هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى جوازِ التَّيمُّمِ عندَ عدمِ وجودِ الماءِ، وذلكَ في حادثةٍ روتها أمُّ المؤمنينَ عائشةَ في رجلٍ بعثهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليبحثَ عنْ قلادةٍ اسْتعارتها منْ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ، فبحثوا عنها ووجدوها، وعندما حان وقتُ الصَّلاةِ لمْ يجدوا الماءَ فصلُّوا، فلما رووْا ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؛ نزلتْ عليهِ آيةُ التَّيممِ وهي قولهُ تعالى: ( يا أيُّها الّذينَ آمنوا إذا قمتمْ إلى الصَّلاةِ فاغسلوا وجوهكمْ وأيديكمْ إلى المرافقِ وامسحوا برؤوسكمْ وأرجلكمْ إلى الكعبينِ وإنْ كنتمْ جُنباَ فاطَّهَّروا وإنْ كنتمْ مرضى أو على سفرٍ أوْ جاءَ أحد منكمْ منَ الغائطِ أوْ لامستمُ النِّساءَ فلمْ تجدوا ماءً فتيمَّموا صعيداً طيِّباً). سورةُ المائدة:6.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ والدُّروسِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • جوازُ التَّيمُّمِ عندَ عدمِ وجودِ الماءِ عنِ الوضوءِ.
  • جوازُ الاستعارةِ.

المصدر: القرآن الكريم سورة المائدةصحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاريقتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: