حديث في فتنة النساء

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ واستخلفهُ في الأرضِ، وجعلَ في هذه الدّنيا منَ الشّهواتِ والفتنِ ما يكونُ بموضعِ ابتلاءٍ وامتحانٍ للإنسانِ، فمن تركها فقدْ استبرئَ لدينه وكسبَ آخرتهُ، ومنْ هذهِ الفتنِ فتنةُ النّساءِ، وقدْ حذّرَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منْ هذه الفتنةِ في كثيرٍ منَ الشّواهدِ منَ الحديثِ النّبويِّ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا آدمُ، حدّثنا شعبةُ، عنْ سليمانَ التّيميِّ، قال: سمعتُ أبا عثمانَ النّهديُّ، عنْ أسامةَ بنِ زيدٍ رضيَ اللهُ عنهما، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “ما تركتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرّجالِ منَ النّساءِ”.)). رقمُ الحديث:5096.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتاب النّكاحِ، بابُ ما يتّقى منْ شؤمِ المرأةِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أسامةَ بنِ زيدِ بنِ حارثةَ رضيَ اللهُ عنهما، وهو منَ الصّحابةِ الرّواةِ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أما رجالُ سندِ الحديثِ:

  • آدمُ: وهوَ أبو الحسنِ، آدمُ بنُ أبي إياسٍ عبدِ الرّحمنِ العسقلانيُّ (132ـ220هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • أبو عثمانَ النّهديُّ: وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ ملَّ النّهديُّ (ت: 100هـ)، وهو منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديث المذكورُ إلى فتنةٍ منْ فتنِ الدّنيا، وقدْ بيَّن النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلَّم أنّها منْ أشرِّ الفتنِ وأعظمها، وهي فتنةُ النّساءِ، وقدْ جاءَ شرُّها لأنّها موطنُ الفتنِ والشّهواتِ والغرائزِ، وتأتي الشّرورُ منْ هذهِ المواطنِ، وفيها تتغيَّرُ الآراءُ والمبادئُ لكلِّ منْ يتبعُها، وقدْ جاءَ في الحديثِ النّبويِّ منْ طريقِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ: “إنْ كانَ الشّؤمُ في شيءٍ، ففي  الدّارِ والمرأةِ والفرسِ”، وفي الشّؤمِ في المرأةِ ليسَ منَ التّشاؤمِ والتّطيّرِ المحرّمِ بلْ في شرٍّ يأتي منها.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • الفتنُ في الدّنيا كثيرةٌ وهي امتحانُ لصبرِ الإنسانِ على المعاصي وتركها طاعةً لله.
  • فتنةُ النّساءِ منْ أعظمِ الفتنِ للشّرورِ الّتي تأتي منها.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذّهبيالثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: