حديث في فضل نبينا محمد على الأنبياء

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لنبيِّنا مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فضْلُ على كلِّ البشرِ، كما فُضِّلَ على الأنْبياءِ كُلِّهم، وكانَ تفضيلُهُ بصِفاتٍ ذكرها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الحديثِ، وسنستعرضُ في هذه السُّطورِ حديثاً منْ أحاديثِهِ صلَّى الله هليهِ وسلَّمِ في فضلِهِ على سائرِ الأنْبياءِ.

الحديث:

يرْوي الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا يحْيَى بنُ أيُّوبَ، وقُتَيْبَةُ بنُ سعيدٍ، وعليُّ بنُ حُجْرٍِ، قالوا: حدَّثَنااسْماعيلُ ـ وهوَ ابنُ جَعْفَرٍ ـ عنِ العلاءِ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي هُريرَةَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قالَ: (فًضِّلْتُ على الأنْبياءِ بِستٍّ: أعْطيتُ جوامعَ الكَلِمِ، ونصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأحِلَّتْ لِيَ الغنائِمُ، وجُعِلَتْ ليَ الأرْضُ طَهوراً ومسْجداً، وأرْسِلْتُ إلى الخلقِ كافَّةً، وخُتِمَ بِيَ النَّبيُّونَ). رقمُ الحديث:523)).

سند الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ في كِتابِ المَساجِدِ ومواضِعِ الصَّلاةِ، ويبْدأُ سندُ الحديثِ برواةٍ ثلاثَةٍ منْ تبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ وهمْ يحيى بنِ أيوبَ البغداديِّ وقتيبةَ بنِ سعيدٍ الثَّقفيِّ وعليِّ بنِ حُجْرٍ السَّعْدِيِّ، ويرْويهِ الثَّلاثَةُ عنْ إسماعيلَ بنِ جَعْفَرٍ الأنْصاريِّ منْ أتباعِ التَّابعينَ، ويرْويهِ إسماعيلُ عنْ العلاءِ وهوَابنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يعْقوبَ الحَرقيِّ ويرويهِ العلاءُ عنْ أبيهِ عبدِ الرَّحمنِ، الّذي يرْويهِ عنْ أبي هريرَةَ وهو عبدُ الرَّحمنِ بنِ صخرٍ الدُّوسِيِّ منْ كبارِ المُحَدِّثينَ والمكثرينَ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

دلالة الحديث:

يدُلُّ الحديثً على تفضيلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على سائرِ الأنْبياءِ والرُّسلِ، وقدْ جاءَ التَّفضيلُ في أمورٍ عِدَّةٍ هي:

  • إعْطاؤُهُ جوامعَ الكَلِمِ: وجوامِعُ الكَلِمِ هيَ:الوحيُ منَ القُرْآنِ والسُّنَّةِ بالألْفاظِ القليلَةِ الَّتي تَحمِلُ كَمّاً منَ المُعانِي الكثيرَةِ، وهوَ منَ الإعْجازِ في ما أنْزِلَ إليهِ منَ القُرآنِ الكريمِ وما جاءَ في السُّنَّةِ والحديثِ النَّبويِّ.
  • نصرَته عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بالرُّعْبِ: وهو نُصْرَةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على أعْدائِهِ ولو كانَ بينَهُمُ المسافةَ الطَّويلَةُ.
  • أحِلَّتْ له الغنائِمُ: وهو ما لمْ يكن لنبيٍّ قبلَهُ بأنْ أحلَّ اللهُ لَهُ ما يكونُ منْ غنائِمِ المعارِكِ والغَزواتِ يقسِّمُها بالعَدْلِ على المحاربينَ.
  • جعلتْ لهُ الأرضُ طهوراً ومَسْجداً: وفي هذا جوازُ صلاتِهِ أينما حلَّ على الأرْضِ وجعْلِها لَهُ طاهرةً.
  • أرْسلَ إلى الخلْقِ كافَّةً: أي أنَّ رسالتهُ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ لمْ تكُنْ كسابقيهِ منَ الأنْبياءِ لقومٍ أو لجماعةٍ، بلْ كانتْ لِكُلِّ البشرِ حتَّى قيامِ السَّاعةِ.
  • خُتِمَ بنبوَّتِهِ نبواتُ الأنْبياءِ: وهيَ أنْ نبوَّتهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أخرَ النُّبواتِ فلا نبيَّ بعْدَهُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المُسْتفادَةِ منَ الحديثِ:

  • فضلُ نبيِّنا على غيرِهِ منَ الأنْبياءِ والفضلُ لأمَّتِهِ بهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام.
  • إعْجازُ القرآنِ الكريمِ والسُّنَةِ النَّبويَّةِ.
  • وجوبُ الإيمانِ برسالتهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامِ ونبوَّتِه بوصفه أخر الأنْبياءِ والرُّسُلِ.
  • رسالتهُ عليهِ الصَّلاةُ والسِّلامُ منْ أعظمِ النِّعمِ على الأمَّةِ الإسلاميَّةِ، وعلى الأمَّةِ مُضاعَفَةِ الجُهْدِ في بيانِها لِكُلِّ البشرِ بالموعظةِ والأسلوبِ الدَّعويِّ الحسن.

شارك المقالة: