حديث في نعيم أهل الجنة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ واستخلفهُ في الأرضِ ليعملَ بها بما يرضي وجه اللهِ تعالى، وأعدّ لهمْ في الآخرةِ منَ النّعيمِ والعذابِ ما كانَ جزاءً لأعمالهمْ في الدّنيا، وجعلَ الجنّةَ منْ نصيبِ المؤمنينَ الّذينَ عملوا الصّالحاتِ واتّقوا الله في الدّنيا، والجنّةُ فيها ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنُ سمعتْ ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ، وسنعرضُ حديثاً في نعيمِ أهلِ الجنّةِ.

الحديث:

روى الإمامُ البخاريّ عليه رحمةُ اللهِ في صحيحه: ((حدّثنا محمّدُ بنُ مقاتلٍ، أخبرنا عبدُ اللهِ، أخبرنا معمرٌ، عنْ همّامُ بنُ منبِّهٍ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: (أوّلُ زُمرةٍ تلجُ الجنّةَ صورتهمْ على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ، لا يبصقونَ فيها ولا يتخمّطونَ ولا يتغوّطونَ، آنيتهمْ فيها الذّهبُ، أمشاطُهمْ منَ الذّهبِ والفضّةِ، ومجامرهمْ الألُوّةُ، ورَشْحُهمْ المِسكُ، ولكلِّ واحدٍ منهمْ زوجتانِ، يُرى مخُّ سوقِهما منْ وراءِ اللّحمِ منَ الحسنِ، لا اختلافَ بينهمْ ولا تباغضٍ، قٌلوبهمْ قلبٌ واحدٌ، يسبّحونَ اللهَ بكرةً وعشيّةً). رقمُ الحديث:3245)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديث يورده الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ بدءِ الخلقِ؛ بابُ ما جاءَ في صفةِ الجنّة، والحديثٌ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليل أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منَ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا بقيّةُ سندِ الحديث:

  • محمّدُ بنُ مقاتلٍ: وهو أبو الحسنِ رخٍّ، محمّدُ بنُ مقاتلِ المروزيُّ (ت:226هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقات في الحديث.
  • عبدُ اللهِ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ المباركِ التّميميُّ (118ـ181هـ)، وهوَ منْ مشاهيرِ ثقاتِ علمِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • معمرٌ: وهوَ أبو عروةَ، معمرُ بنُ راشدٍ الأزْديُّ (96ـ150هـ)، وهوَ ثقةٌ في الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • همّام بن منب: وهوَ أبو عقبةَ، همّامُ بنُ منبِّهٍ اليمانيُّ (ت:132هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ في الحديثِ وهوَ ثقةٌ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى صفةِ الجنّةِ ونعيمِ أهلها، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنّ نعيمَ الجنّةِ للمؤمنينَ يتمثلُّ في :

  • يدخل الأوّلونَ على شكل القمر بهيئة البدرِ لما لحسنِ منظرهمْ وصورتهم منْ بهجةٍ ونور.
  • يأكلونَ ويشربونَ بآنيةِ الذهبِ، وأمشاطُ شعورهمْ منَ الذهبِ والفضّةِ: وهوَ ما كان محرّمٌ عليهمْ في الدّنيا.
  • لا يخرجُ منهمْ غوطٌ أو بُصاقُ أو مخاطٌ: لما في نعيمِ أهل الجنّةِ منَ الزّادِ المصفّى والّذي لا مخلّفاتَ منهُ.
  • مجامرهمُ الأُلُوّةُ: وهو البّخورُ والمسكُ الزّكي.
  • رشحهم المسكَ: وهوَ ما يخرجُ منْ أجسامهمْ منَ العرقِ، ويكونَ مثلَ المسكِ في رائحتهِ.
  • الحورُ العينُ: وهو ما ذكرهُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ بزوجتانِ ليسَ حصراً، وهاتانِ الزّوجتانِ منْ حسنهنَّ وجمالهنَّ يرى أصلُ عظامهنِ وأسواقهنَ منْ وراءِ اللحمِ والحلُى.
  • انتفاءُ الاختلافِ والتّشاحنِ بينَ أهل الجنّةِ: ففي الجنّةِ يجلسونَ على سررٍ متقابلينَ لا تباغضَ بينهم ولا شحناءٌ، وقلوبهمْ واحدةٌ في الألفةِ والمحبّةِ.
  • نعمةُ التّسبيحِ: فأهلُ الجنّةِ يكثرونَ التَسبيحَ للهِ على هذه النّعم.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائد منَ الحديث:

  • الجنّةُ أعدّها اللهُ للمؤمنينَ وفيها منَ النّعيمِ ما لا يتصوّرهُ العقلُ.
  • لأهل الجنّةِ منَ النّعيمِ الوافرِ والصّفاتِ الحسنة.

المصدر: صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيالثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: