ما هو القتل الخطأ؟

اقرأ في هذا المقال


القتل الخطأ:

القتل الخطأ: هو أن يفعل المكلف ما يباح له فعله، كأن يرمي صيداً، أو يقصد غرضاً، فيصيب إنساناً معصوم الدم فيقتله، أو كان يحفر بئراً، فيسقط فيه إنسان.

يجدر بالذكر أن الإنسان قد يُقدم على عملٍ مباحٍ في ذاته، ولكنه مع ذلك لا يتخذ الحيطة والحذر الواجب اتباعُهما، فيقتلُ شخص آخر من غير قصد قتله، وهذا ما يسمّى بالقتل الخطأ. فقال الله تعالى في كتابه الكريم: “ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً”.

أنواع القتل الخطأ:

يقسم القتل الخطأ إلى ثلاثة أنواع: القتل الخطأ، خطأ في القصد، والنوع الثالث هو المتولد من النوع الأول والثاني وهو أن يقع الخطأ في الفعل وفي القصد معاً.

  • الخطأ في الفعل: مثل الشخص الذي يُصوّب بندقيتهُ على طائرٍ ليصطادهُ، ولكنه يخطئ الهدف ويصيبُ شخصاً بجانب هذا الطائر الذي كان هو الهدف، فيموت هذا الشخص من الطلقةِ التي صوبت باتجاهه، فالخطأ في هذا القسم إنما وقع في الفعل الذي قام به الجاني، ومن ذلك سُميَ خطأٌ في الفعل.
  • خطأ القصد: والمثال على على ذلك، هو أن يصوّب سلاحه على شخصٍ ظناً منه أنه صيدٌ معين، أو على مسلم ظناً منه أنه حربي أو مرتد فيقتلهُ، وفي هذه الحالة لم يقع الخطأ في فعل المتهم؛ لأنه صوب على الهدف الذي كان يقصدُ رميه، وأصابه هو بعينه، ولكن الخطأ كان في ظن المتهم واعتقاده، لذلك سمّي خطأً في القصد.
  • أما هذا النوع وهو أن يقع الخطأ في الفعل وفي القصد معاً: ومثال ذلك، أن يُطلق الجاني مقذوفاً نارياً على إنسان كان يظنه صيداً، فيُصيب إنساناً آخر، ففي هذه الحالة حصل الخطأ في الفعل؛ لأن المقذوف أخطأ الهدف الأصلي الذي قصده المتعم وأصاب هدفاً غيره، كما حصل الخطأ في القصد؛ لأن المتهم صوّب السلاح على إنسان ظناً منه أنه صيد. وأصل هذا التقسيم أن الإنسان يتصرفُ بفعل القلب والجوارح، فيحتملُ أن يحصل الخطأ في كل منها على الانفراد أو الاجتماع.

ما يجب في القتل الخطأ:

إن هذا النوع من القتل ليس فيه قود؛ لأن ليس بعمد، ولكن قد توجبت فيه الدّية والكفارة، كما ويُحرم الجاني من الميراث أيضاً إن كان يرث من المجني عليه ومن الوصية. والدليل على هذا قول الله تعالى: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً” النساء:92.

المصدر: كتاب الحدود والتعزيرات عند ابن القيم دراسة وموازنة، تأليف بكر بن عبد الله أبو زيد.كتاب الحدود في الإسلام من فقه الجريمة والعقوبة، للدكتور عيسى عبد الظاهر.كتاب التعزير في الشريعة الإسلامية، للدكتور عبد العزيز عامر.كتاب التعزير في الغسلام، للدكتور أحمد فتحي بهنسي.


شارك المقالة: