ما هو حكم الطهارة في الإسلام؟

اقرأ في هذا المقال


حكم الطهارة في الإسلام:

الطهارة: تُعرف الطهارة باسم النزاهةِ والنظافة في الشريعة الإسلامية  وجاءت في الإسلام على نوعين وهما: الطهارة المعنوية والطهارة الحسية، وتأتي أيضاً على معنى طهارة القلوب من الشرك والبِدع في عبادة الله تعالى، ومن الغلّ والحقدِ والحسد والكُره والبغض وما يُشبه ذلك. أمّا الطهارة الحسية فهي تأتي على معنى طهارة الأبدان من النجاسات وتأتي الطهارة على عدّة أنواع منها:

الأول: الطهارة من الذنوب والمعاصي، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام، يسأل ربه تعالى أن يُطهرهُ من المعاصي والذنوب، والدليل حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، عن النبي عليه الصلاة والسلام أنّه قال: “اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّماءِ، ومِلْءُ الأرْضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بالثَّلْجِ والْبَرَدِ، والْماءِ البارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ والْخَطايا، كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الوَسَخِ. في رِوايَةِ مُعاذٍ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّرَنِ” صحيح مسلم.

أمّا الثاني من الطهارة هي التطهر من الخبث وهي ما تسمّى بالنجاسة الحسية؛ مثل البول والدم والغائط والخمر المانع وما يُشبه ذلك من أنواع النجاسات الحسية، وهذه لا يُطهرها إلا الماء الطهور عند بعض أهل العلم، ويكون ذلك بأن تغسل به حتى يذهب لونها ورائحتها وطعمها، إلّا نجاسة محددة وهي نجاسةُ الخنزير والكلاب وما تولد منهما فلا شكّ من أن نغسلها سبعُ مراتٍ أحدها بالتراب على اختلاف أهل العلم.

أمّا الثالث: وهي طهارة المسلم من الحدث، وجاءت على قسمين هما:

القسم الأول: وهو الحدثُ الأكبر، وهو ما يتوجبُ الغُسل مثل خروج المني من الرجل عن طريق الشهوة، وأيضاُ طهارة المرأة من الحيض والنفاس حينما ينقطع عنها الدم. والدليل على ذلك قوله تعالى: “وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ” المائدة:6. أي اغتسلوا.

القسم الثاني: الحدث الأصغر، وهو ما يتوجبُ على الإنسان أن يتوضأ لأجله مثل أن يخرجُ شيءٍ من السبيلين إمّا بولاً أو غائطاً أو حصاة أو غير ذلك المهم. ومن ذلك أيضاً مسُ الفرجِ ببطنِ الكف سواءً كان فرجُ نفسهُ أو فرج غيره، ومن ذلك زوالُ العقل بنومٍ أو إغماء أو سكر أو ما يُشبه ذلك، وهناك أيضاً مسُ المرأة الأجنبية المُشتهاة أي التي بلغت سن حدّ معين تشتهي فيه عند أهل الطباع السليمة، وهذا على رأي بعض أهل العِلم، وهناك أيضاً أكلُ لحم الجزور وهذا رأيٌ لبعض أهل العِلم. والدليل هنا هو قول الله تعالى: ” لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا” النساء:43.

وقد حثّ الله تعالى على الطهارة في آيات عديدة وكثيرة ومن ذلك قوله تعالى: “وثِيَابَكَ فَطَهّر” المدثر:4. وقول الله تعالى: “واللهُ يُحّبُ المُطّهِرِينَ” التوبة:108. وأيضاً قوله تعالى: “إنّ الله يُحّبُ التّوابينَ ويُحِبُّ المُتطهرين” البقرة:222.

المصدر: كتاب الطهارة في الإسلام، تأليف عامرُ النجار.كتاب أحكام الطهارة لشيخ الإسلام ابن تيمية.آية معجزة: جمعت أحكام الطهارة - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش.الطهارة بين القرآن والفقه السُني، رضا عبد الرحمن علي.


شارك المقالة: