ما هي قصة زوجة نوح عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


قصة زوجة نوح عليه السلام:

لقد عانى النبي نوح عليه السلام وحده في فترة دعوة قومه إلى الإسلام وإلى دين التوحيد، وكانت تلك الفترة طويلة الأمد، وكانت مدتها تقارب ألف سنة إلا خمسين، وقد كانت قاسية جدًا تلك الفترة التي انحدرت عليه من جميع الجوانب وقد ساهم في معاناتهِ في تلك الفترة زوجته التي تُدعى “والغة” وآخرون قالوا: بأنها “واغلة” فالله تعالى هو أعلم، فقد اختارت أن تكون جاسوسة على زوجها من أجل إرضاء قومها الكفار.

لقد عُرف عن والغة بأنها كانت من أغنياء القوم آن ذاك وكانت تملك نفوذًا وسلطانًا عظيمين، وأن نوح عليه السلام انتقاها زوجة له قبل أن يبعثه الله رسولًا ونبيًا لتلك الأمة الضآلة.

وقيل بأنها لم تدع كلامًا ولا سرًا مخبئًا في بيت نبي الله نوح إلا وقد نشرته وأفشته بين كل من يكره نوح عليه السلام، ولم تفوت أي فرصة حتى تنال من دعوة قومه لله تعالى، إلا واستغلتها في تخريب وتشويه صورة تلك الدعوة والعمل على التحريض عليها.

لقد قامت بالتعاون مع قومها من أجل الاستهزاء على نوح عليه السلام عندما قام ببناء السفينة التي أمره الله تعالى بأن يبنيها وصارت تتهمه بأن فعله ذلك هو من أفعال المجانين. فقد كانت تختلف عن نساء الأنبياء الأخريات التي كرسنّ حياتهن مع أزواجهن من أجل تأييد رسالات أزواجهن، وفنينَ أعمارهن وأولادهن ومالهنّ حتى يشاركنّ أزواجهن في نشر دعوة الله تعالى.

فقامت زوجة نوح عليه السلام بشنّ حربٍ على دعوتهِ، فقد ضرب الله تعالى لها مثلاً للمشركين هي وزوجة لوط عليه السلام في كتابه العزيز حينما قال: “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ” التحريم:10.

لقد ذكر بعض العلماء بأن النبي نوح عليه السلام كان له زوجتان، وقال بعضهم أن احداهنّ كانت مؤمنة وهي أم سام وحام ويافث وهي التي سافرت معه في السفينة وهي التي نجاها الله تعالى من العذاب والهلاك، أما زوجته الثانية فهي والغة التي كانت كافرة بالله تعالى ومنافقة ومُفسدة ولم تؤمن بالله ولا حتى بزوجها نوح ودعوته، فقد كانت دائمًا تتهمه بأنه مجنون وكانت تحرضُ الكفار على كلّ من يؤمن به ويتبع دعوته وشريعته.

فزوجته والغة لم تركب معهم في سفينة النجاة التي صنعها نوح عليه السلام، فقد قيل بأنها هلكت وغرقت مع قومها الكافرين وقال بعضهم بأن الله تعالى أهلكها قبل أن ينزل عليهم الطوفان.

المصدر: كتاب قصص القرآن الكريم، تاليف الدكتور فضل حسن عباسكتاب قصص القرآن عظات وعبر، تأليف سعيد عبد العظيمكتاب قصص القرآن الكريم، تأليف اسلام محمود دربالهكتاب قصص من القرآن الكريم تأليف محمد متولي الشعراوي


شارك المقالة: