ما هي كيفية تحريم الخمر والمسكرات؟

اقرأ في هذا المقال


تحريم الخمر والمسكرات:

إن من قواطع أحكام الدين المعروفة بالضرورة لدى عموم المسلمين، هي تحريم الخمر والمُسكر، وقد وضحت نصوص كتاب الله وسنة نبيه فيما يتعلق بهذا الأمر ومنها:
– قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَإِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ” المائدة:90-91.
وأيضاً قال تعالى:”وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ“الأعراف:157.
– أما من السنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزني الزاني، حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن” أخرجه البخاري ومسلم.

التدرج في تحريم الخمر:

لقد جاء تحريم الخمر في أول التنزيل على أربع مراحل، في كل مرحلة نزلت آية قرآنية مخصصة.

  • الأولى، قال تعالى: ” وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ“النحل:67. لقد ميّز الله هنا في هذه الآية بين ما يُتخذ من ثمرات النخيل والأعناب سكراً وما يتخذ منها طعاماً طيباً، ففي ذلك إيماء إلى أن السكر ليس من الطيب.
  • الثانية، قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ “البقرة:219. وبينت هذه الآية قوله تعالى إن إثم الخمر أكبر من نفعها، وفي ذلك حث تركها والبعد عنها ما دام أضرارها أكبر من نفعهما.
  • أما الثالثة، فقال تعالى:”يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ“النساء:43. وهنا قد نهى الله جل ثناؤه عن القرب من الصلاة وهم سكارى، فكانوا لا يشربونها
    إلا بعد فترة العِشاء؛ لأجل أن يتوفر لديهم الوقت الكافي من حتى يفيقوا ويصحون ممّا هم فيه.
  • والرابعة: قول الله تعالى:” يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“المائدة:90. لقد جاء في هذه الآية تحريم الخمر تحريماً قطعياً نهائياً.

المصدر: كتاب الحدود والتعزيرات لابن القيم دراسة وموازنة، تأليف بكر بن عبد الله أبو زيد.كتاب الخمر وعقوبتها وآثارها، للدكتور علي بن راشد الديبان.كتاب الفقه الإسلامي على المذاهب الأربعة، حد شرب الخمر، تأليف عبد الرحمن الجزيري.كتاب الخمر والنبيذ في الإسلام، للمؤلف علي المقري.


شارك المقالة: