ما هو حكم مقاطعة أهل الزوج؟

اقرأ في هذا المقال


حكم مقاطعة أهل الزوج:

إنّ بعض مشاكل الزوجة مع أهل زوجها هي من المسائل التي قد تجعلُ الحياة الزوجية غير منتظمة وغيرُ مستقرةٍ، بحيث تصبح حياة كل من الزوجين على شفا حفرةٍ من الهاوية في بعض كثير من الملابسات البسيطة التي تحدث بين أهالي من الزوجين واستيائهما من تلك الحال.

كيفية احترام كل من أهالي الزوج:

نحنُ نسأل الله تعالى أن ييسر أمور الأزواج وحالهم وحال نساء وحال أهاليهم، وأن يُبعد عن الهموم ويُفرج الضيقة، وأن يُصلح كلا الزوجين للآخر مع أهل كلّ واحدٍ منهم. ونوصي كل من أهل كلٍ منهم بالاستمرار في الحياة والاستعانة بالله تعالى، فهو خيرٌ يُسأل، خير مستجيب للدعاء، وهو الذي يستجيبُ لنداء المنكوبة ويُزيل المشقة.

عن أبي بكره رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ” أبو داود.

فالمشاكل التي تحدث بين الزوجة وأهل زوجها أمر شائع، ويجب على الزوج أن يكون حكيماً في التعامل معهم، وأن يعمل على حلّها بمساعدة العقلاء والصالحين ومن يتوقع منهم أن يكون لهم الشفاعة تقبل. فعلى أيةِ حال ليس لزوجتك أن تمنعك من دعوة عائلتك إلى منزلك، إلا إذا كانت تمتلك المنزل، وفي هذه الحالة لها الحق في التصرف في ممتلكاتها كما تشاء في حدود الشريعة.

وذكر العلماء أن طلاق الزوجة الفاسدة جائز بغير كره. قال ابن قدامة رحمه الله في حديثه عن أصناف الطلاق: يجوز الطلاق الثالث، وهو إذا دعت الحاجة إليه لسوء سلوك الزوجة وسوء معاملتها ولجود علاقات زوجية سيئة مع زوجها وأهل الزوج يتضرر منها ولا تحصل على الفائدة المتوقعة منها.

عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يستجاب دعاءهم: “منهم رجل يفعل. ألا يطلق زوجته رغم سوء أدبها”. وقال المناوي إذا دعا الله عليها لم يستجب دعائه؛ لأنّه يعذب نفسه باستمرار العيش معها.

  • يوجد بعض الأعمال التي من الأفضل للزوجة أنّ تفعلها اتجاه أهل زوجها وهي التقرب منهم وتبادل الزيارات بينها وبينهم وأن تُحسن إليهم إذا كان ذلك بأمرٍ من الزوج أن تفعل ذلك، ولكن بشرط ألا يترتب على هذه الأمور حدوث ضرر أو مشاكل في الحياة الزوجية بينهم.
  • إنّ الزوج إذا عمد على مقاطعة أهله ومُنع عن زيارتهم والإحسان إليهم؛ فإنّه يؤثم على هذا الفعل، ويعتبر هذا الزوج قاطع صلة الرحم وهذا بإجماع الفقهاء.
  • الأرحام هو كل شخص له حق في الميراث سواء كان محرماً أو غير محرم وبناء كل تعريف صلة الأرحام فإنّ أهل الزوج لا يعتبروا من أرحام الزوجة لعدم وجود نسب حقيقي بينهم وبين الزوجة.
  • ليس على الزوجة أي ذنب إذا امتنعت على أن تصل أهل زوجها وقامت بمقاطعتهم ولا يحق للزوج أن يجبر زوجته على زيارة أهله.
  • يرى البعض من أهل العلم على أنهُ يحق للزوجة أن تمنع عن زيارة أهل الزواج، إن كان هذا الأمر يجلب لها النزاع والخلافات بينهم، فلا حرج على الزوجة أن تقوم بتقليل هذه الزيارات أو قطعها تمامًا تجنبا لما تتعرض له من أذى.
  • من الواجب على الزوجة أن تشجع زوجها على صلةِ أهله وبرهم وأن تعينه على صلة الرحم لأنّ ذلك من صفات الزوجة الصالحة.

تعريف الزواج:

الزواج: هي مؤسسة اجتماعية، وهو في الأساس عقد مدني. وكعقدٍ مدني، فإنه يقوم على نفس الأساس مثل العقود الأخرى. تعتمد صلاحيتها على قدرة الأطراف المتعاقدة، والتي وفقًا للشريعة الإسلامية تتكون من الأغلبية وحسن التقدير. والموافقة المتبادلة والإعلان العلني عن عقد الزواج أساساً.

ولا يصر القانون على أي شكل معين يتم فيه إبرام هذا العقد أو على أي احتفال ديني محدد، على الرغم من وجود أشكال تقليدية مختلفة سائدة بين المسلمين في أجزاء مختلفة من العالم، ويُنصح بالتوافق معها. فيما يتعلق بالشريعة، فإن صحة الزواج تعتمد على الطلب من جهة الإجاب والقبول. ومن جهةٍ يمكن أن يتم هذا العرض والقبول مباشرة بين الطرفين أو من خلال وكيل. في الزواج الإسلامي التقليدي يتم الحصول على موافقة العروس من خلال ممثلها. عادة ما يكون هناك شاهدين على الأقل على عقد الزواج هذا ، الذي تم إبرامه في حفل عائلي.

الزواج في الإسلام ليس اتحادًا مؤقتًا ويقصد به مدى الحياة بأكملها. ومع ذلك، فإن فسخ الزواج مسموح به إذا فشل في تحقيق أهدافه وانهيارٌ لا رجعة فيه.

فالزواج الإسلامي هو عادة زواج مُتعاقد عليه، على الرّغم من أنّ الزواج هو في الأساس علاقة بين الزوجين، إلا أنّه في الواقع يبني العلاقات بين عائلتين وهما عائلة الزوج وعائلة الزوجة وأكثر من ذلك. وهذا هو السبب في أنّ أفراد الأسرة الآخرين، وخاصة والدي الزوجين، يلعبون دورًا أكثر إيجابية في ذلك. إن موافقة العروس والعريس أمر ضروري في واقع حياتهما ولا غنىً عنه.

وعلى الرّغم من حقيقة أنّ الاختلاط الحرّ بين الجنسين ممنوع، إلا أنّه يجوز للشريكين الراغبين في الزواج رؤية بعضهم البعض قبل الزواج، ولكن ما يبرز بشكل بارز أن الزواج في المجتمع الإسلامي ليس مجرد ترتيب خاص بين الزوج والزوجة. وهذا هو سبب مساهمة الأسرة بكاملها بفعاليةٍ في ترتيبه وتجسيده وتحقيقه.

طريقة عقد الزواج:
لا توجد مراسم محددة للزواج. من حيث المبدأ، تم التأكيد على أن الزواج يجب أن يُتم علانيةً. يجب أن يعرف أعضاء المجتمع الآخرون هذا التطور، ويفضل أن يكون ذلك بطريقة تم تبنيها من قبل المجتمع مثل استخدامها عادة نكاحاً يحدث في تجمع اجتماعي حيث أعضاء من كل من العائلات وغيرها.  مثل الأصدقاء والأقارب يجتمعون.

عادةً في المجتمع الإسلامي هناك أشخاص معروفون بالقاضي يقومون بهذه المسؤولية. في خطبة النكاح يتلوون من القرآن والسنة ويدعون الزوجين إلى حياة من وعي الله والطهارة والحب المتبادل والولاء والمسؤولية الاجتماعية. ثم يتم عقد الزواج حيث يتم الإجبار والقبول أمام الشهود. بعد نكاح العروس تنتقل إلى منزل العريس ويبدأ كلاهما هذا الفصل الجديد من حياتهما. وبعد إتمام الزواج يقيم العريس وليمة للأقارب والأصدقاء. الغرض الحقيقي من هذه التجمعات والأعياد هو جعل الحدث وظيفة اجتماعية وإعلام المجتمع به والمشاركة فيه. وقد أوصى الرسول الناس بإقامة هذه الاحتفالات بكل بساطة وأن يشاركوا بعضهم بعضاً في الفرح.

المصدر: حكم مقاطعة الزوج ، صالح الكرباسي. كتاب الاسره وقضايا الزواج تأليف على القائميكتاب الزواج في ظل الإسلام، تأليف عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف. أحكام الزواج والمرأة ووسائل إنجاح الزواج، تأليف الشيخ صالح محمد المنجد.


شارك المقالة: