اقتباسات من ديوان سرير الغريبة

اقرأ في هذا المقال


إنَّ النهاية أُختُ البداية, فاذهب تَجِدْ ما تركتَ هنا في انتظارك لم أَنتظِرْكَ, ولم أَنتظر أَحد.


محمود درويش ( 1941-2008)

لم أنتظر أحداً

سأعرفُ مهما ذَهَبْتَ مَعَ الريح , كيفَ

أُعيدُكَ. أَعرفُ من أَين يأتي بعيدُكَ .

فذهَب كما تذهب الذّكرياتُ إلى بئرها

الأَبديَّةِ , لن تَجِدَ السومريَّةَ حاملةً جَرَّة

للصدى في انتظارِكَ.

أَمَّا أَنا , فسأعرف كيف أُعيدُكَ

فاذهبْ تقودُكَ ناياتُ أَهل البحار القدامى

وقافلةُ الملح في سَيْرِها الّلانهائيِّ. واذهبْ

نشيدُكَ يُفْلِتُ منِّي ومنك ومن زَمَني

باحثاً عن حصان جديدٍ يُرَقِّصُ إِيقاعَهالحُرَّ .

لن تجد المستحيل َ, كما كان يَوْمَ

وَجَدْتُكُ , يوم وَلَدْتُكَ من شهوتي

جالساً في انتظارِك.

أَمَّا أَنا , فسأعرف كيف أُعيدُكَ واُذهب مع النهر من قَدَرٍ نحو

آخر , فالرّيحُ جاهزة لاقتلاعك منقمري.

والكلامُ الأخيرُ على شجري جاهزٌ

للسقوط على ساحة الترو كاديرو . تَلَفَّتْ

وراءك كي تجد الحُلْمَ واذهب

إلى أَيِّ شَرْقٍ وغربٍ يزيدُك منفىً

ويُبْعدُني خطوةً عن سريري وإحدى

سماوات نفسي الحزينةِ.

.إنَّ النهاية

أُختُ البداية , فاذهب تَجِدْ ما تركتَ

هنا, في انتظارك

لم أَنتظِرْكَ , ولم أَنتظر أَحداً.


كان لا بُدَّ لي أَن أُمشِّطَ شعري
على مَهَلٍ أُسْوَةً بالنساء الوحيدات
في ليلهنَّ , وأَن أَتدبَّرَ أَمري وأكسِرَ
فوق الرُّخام زجاجةَ ماء الكولونيا، وأَمنعَ
نفسي من الانتباه إلى نفسها في الشّتاء
.

كأني أَقولُ لها : دَفِّئيني
أُدفِّئْكِ يا اُمرأتي , واُعْتَني بيديك فما هو شأنُهما بنزول السّماء إلى
الأرض أَو رحْلةِ الأرض نحو السّماء اُعتني بيديك لكي تَحْمِلاَك ((يَدَاكِ
هُما سَيِّداكِ)) كما قال إيلور.. فاذهبْ
أُريدُكَ أو أريدُك.


لمَ أنتظِرْكَ’ ولم أنتظر أَحداً.
كان لا بُدَّ لي أَن أَصبَّ النبيذَ
بكأسين مكسورتين’ وأَمنعَ نفسي من
الانتباه إلى نفسها في انتظارك.


شارك المقالة: