اقتباسات من رواية أولاد حارتنا

اقرأ في هذا المقال


رُغم تعاسة حارتنا فهي لا تخلو من أشياءٍ تستطيعُ إذا شاءتْ أنْ تبعث السّعادة فى القلوبِ المُتعبةِ.

نجيب محفوظ

ومن عجب أنّ أهل حارتنا يضحكون, علام يضحكوون ؟ إنّهم يهتفون للمنتصر أيّاً كان المُنتصر, و يهلّلون للقوي أيّاً كان القوي, و يسجدون أمام النبابيت يداوون بذلك كله الرُّعب الكامن في اعماقهم.

الموت الّذي يقتل الحياة بالخوف حتى قبل أنْ يجيء. لو رُدَّ إلى الحياة لصاح بكل رجل: لا تخفْ! الخوف لا يمنع من الموت ولكنّه يمنع من الحياة. ولستم يا أهل حارتنا أحياء ولن تُتاح لكما الحياة ما دمتم تخافون الموت.

للحياة أطواراً لا يخبرها المرء إلا يوماً بيوم.

الضّعيف هو الغبيّ الّذى لا يعرف سرّ قوّته.

عندما يلمس الأقوياء سعادة الضُّعفاء سيُدركون أنّ قوتهم و جاههم و أموالهم لا شئ .

ماذا كان غضبك كالنّار تحرق بلا رحمة؟

لماذا كان كبرياؤك أحبُّ إليك من لحمك و دمك؟

و كيف تنعمُ بالحياة الرّغيدة و أنتَ تعلم أنّنا نُداس بالأقدام ِكالحشرات؟

و العفو و الّلين و التّسامح ما شأنهما فى بيتك الكبير أيُّها الجبّار؟

ومن عجب أنّ أهل حارتنا يضحكون! علام يضحكون؟ إنّهم يهتفون للمُنتصر أيًا كان المنتصر، ويهللون للقوي أيًا كان القوي، ويسجدون أمام النبابيت، يداوون بذلك كله الرُّعب الكامن في أعماقهم، غموس الّلقمة في حارتنا الهوان، لا يدري أحد متى يجيء دوره ليهوي النبوت على هامته”.


رغم تعاسة حارتنا فهي لا تخلو من أشياء تستطيع إذا شاءت أنْ تبعث السعادة فى القلوب المتعبة.

إنّ الّذى يشقى لإسعاد النّاس لا يهون عليه سفك دمائهم.

ومن الحكمة نسيان الماضي، لكنّ ليس لنا من زمن غيره.

العمل من أجل القوت لعنة الّلعنات. كنتُ في الحديقة أعيش، لا عمل لي إلّا أن أنظر إلى السّماء أو أنفخ في النّاي، أمّا اليوم فلست إلا حيواناً، أدفع العربة أمامي ليل نهار في سبيل شيء حقير نأكله مساء ليلفظه جسمي صباحاً.

العمل من أجل القوت لعنة الّلعنات. الحياة الحقة في البيت الكبير، حيث لا عمل للقوت، وحيث المرح والجمال والغناء.

خير للإنسان أن يُقتل من أن يَقتل.


شارك المقالة: