الإعراب الظاهر والمقدر

اقرأ في هذا المقال


بعض الكلمات تُعرب على أنَّها مرفوعةٌ بالضمةِ الظاهرة، وأخرى بأنَّها منصوبةٌ بالفتحةِ الظاهرة، وثالثة بأنَّها مجرورة بالكسرة الظاهرة، وهكذا. وهذا النوع نسميه الإعرابِ “بالعلامات الظاهرة”، كما نعلم أنَّ الحروف الأخيرة من الكلمة هو محل إعراب، ومعنى ظهور العلامة عليه أنَّه صالح لتلقي هذه العلامات.


ولكن هنالك كلمات لا تظهر عليها علامة الإعراب التي يقتضيها موقعها في الجملة، ولا يرجع عدم ظهور العلامات إلَّا أنَّ هذه الكلمات مبنية إلى أسباب أخرى، هذا النوع من الإعراب نسميه” الإعراب بالعلامات المُقدّرة”، والعلامات المُقدّرة قد تكون حركات، كما تكون حروفاً كما يظهر ذلك من خلال العديد من الأمثلة.

أسباب العلامات المقدرة

يعود تَقدير علامات الإعراب إلى العديد من الأسباب ومن أهمها ما يلي:

  • عدم صلاحية الحرف الأخير من الكلمة لتحمل علامة الإعراب.
  • وجود حرف يقتضي حركة معينة تناسبه.
  • وجود حرف جر زائد أ شبيه به.

عدم صلاحية الحرف الأخير من الكلمة لتحمل علامة الإعراب

إذا كانت الكلمة منتهية بحرف من حروف العلّة، صار متعذراً أو ثقيلاً، ولا يتقبل حركة الإعراب؛ لأنَّ حركة الإعراب- في الأساس- هي الضمة والفتحة والكسرة، وهذه الحركات كما يقول اللغويون – أبعاض حروف المد، أي أنَّ الضمّة جزء من الواو، والفتحة جزء من الألف، وأنَّ الكسرة جزء من الياء.
والكلمات التي من هذا النوع يمكن ترتيبها على النحو التالي:

الاسم المقصور

وهو الاسم المُعرب الذي آخره ألف لازمة، تقدر عليه الحركات الثلاث، لأنَّ الألف لا تقبل الحركة مُطلقاً، ولذلك نعربه بحركة مُقدرة منع من ظهورها التعذّر، أي استحالة وجود الحركة مع الألف، فنقول:
أمثلة على الاسم المقصور:

1- جاء فتى القبيلة: إعراب كلمة فتى :فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المُقدّرة على آخره منعاً من ظهورها التعذر.
2- رأيتُ فتى القبيلة: إعراب كلمة فتى :مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منعاً من ظهورها التعذر.
3- مررتُ بفتى: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف منعاً من ظهورها التعذر.

الاسم المنقوص

وهو الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة غير مُشدَّدة، وقبلها كسرة، وهذا الاسم تقدَّر عليه حركتان فقط هما الضمة والكسرة، وذلك لأنَّ الياء الممدودة يناسبها كسر ما قبلها، والضمة حركة ثقيلة فيعسر الانتقال من كسر إلى ضم، كما أنَّ الكسرة جزء من الياء كما ذكرنا، ويستثقل تحريك الياء بجزء منها، وأمّا الفتحة فهي أخف الحركات، ولذلك تظهر على الياء، فنقول:

أمثلة على الاسم المنقوص:

1- جاءَ القاضي: فإعراب القاضي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
2- مررتُ بالقاضي: فإعراب القاضي هو اسم مجرور بالباء وعلامة جرِّة الكسرة المقدرة على الياء منعاً من ظهورها الثقل.
3-رأيتُ القاضي: فإعراب القاضي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الياء منعاً من ظهورها الثقل.


فإذا كان الاسم منقوص نكره حُذِفت ياؤه، وعوض عنها بتنوين يسمَّى تنوين العوض، وذلك في حالتي الرفع والجر فقط، فنقول:
4- جاءَ قاضٍ: فإعراب قاضِ هو فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المُقدّرة على الياء المحذوفة منعاً من ظهورها الثقل.

5- مررت بقاضٍ:
اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة منعاً من ظهورها الثقل.

الفعل المضارع المعتل الآخر



وهذا الفعل إمّا أنْ يكون آخره ألفاً أو واواً أو ياءً، فإنْ كان آخره ألفاً قُدِّرت عليه حركتا الرَّفع والنصب على النحو الذي يبناه في الاسم المقصور، أي سبب التعذر، أمّا في حالة الجزم فتظهر فيه حركة الإعراب التي هي حذف حرف العلّة، فنقول:


1- هو يسعى إلى الخير: أعراب يسعى، فعل مضارع مرفوع بالضمّة المُقدرة منعاً من ظهورها التعذُّر.
2- إنَّه لن يرضى بما تَعرض عليه: إعراب يرضى، فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة المقدَّرة منع من ظهورها التعذُّر.
3- لا تخشَ غيرَ الله: إعراب تخشَ، فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمة حذف حرف العلَّة من آخره وهو الألف.

المصدر: كتاب أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، للدكتور جمال الدين عبدالله، الطبعة الثالثة.كتاب التطبيق النحوي، للدكتور عبده الراجحي، الطبعة الثانية.كتاب نتاج الفكر في النحو، للدكتور ابو القاسم عبد الرحمن، الطبعة الأولى.


شارك المقالة: