الشاعر لبيد بن ربيعة العامري

اقرأ في هذا المقال


من هو لبيد بن ربيعة؟

هو لبيد بن ربيعة بن مالك العامري. ويكنى بأبي عقيل، وينتهي نسبه إلى هوازن من بني قيس.ولبيد من الشعراء المخضرمين المعمّرين وقيل أنَّه عاش خمساً وأربعين بعد المئة ــ وخمساً وخمسين بعد المئة ــ في رأي آخر . وأَثبت أبو الفرج الأبيات التالية، وذكر أَنَّه قالها وقد تجاوز العاشرة بعد المئة:

ولقد سئمت من الحياةِ وَطولِها*****وسؤال هذا الناسِ كيفَ لَبيبُ

غلبَ الرجا وكانَ غير مغلبٍ*****دهرٌ طويلٌ دائمٌ ممدودُ

وبالاعتماد على الثوابت كما يراها بعضُ الذين درسوا حياة لبيد و، كذلك الثوابت في سيرته صحّ عند هذا النفر أَنَّ لبيد ناهز المئة عام. فجعلوا ولادته سنة 560م ، وقد جمع لبيد مجدين اثنين :تالداً وطريفاً، فأَبوه من ذوي المكرمات والجود ولذا كان ينعت ب”ربيعـــة المقترين”. أَمّا عمُّه فهو عامر بن مالك الملقّب ب”ملاعــب الأَسنّة”، تمثيلآ لبطولته وقوَّة شكيمته، وفي جانب آخر اكتسب لبيد منذ حداثته مكانه في قومه وعرف بجرأته وعدَّ من فرسان بني عامر. وكان بارع في شعره ، فمحوره البراعة في الوصف ودقَّة الأَداء وبلاغة التشبيه ووضوح القصد، والقدرة على إِثارة الشعور بالعزاء أَمام أَهوال القدر وصروف الزمن.

ومن النماذج الدالّة على أَحكام عبارته وعمق معانيه هذه الأَبيات من مرثيته “العينيّة” المشهورة:

بلينا وما تبلى النجومُ الطّوالعُ ****** وتبقى الديارُ بعدَنا والمصانعُ فلا جزعٌ إِن فرّق الدَّهرُ بيننا ****** فكلُّ امرىءٍ يومآ بهِ الدَّهرُ فاجِعُ

مختارات من شعر لبيد بن ربيعة في الغزل.

قال مخاطبآ إمرأة هددت بتركه وفراقه في قصيدة (دَعِي اللّومَ):

دَعِي اللّومَ أو بِيني كشِقِّ صَديعِ
فَقَد لُمتِ قبلَ اليَومِ غيرَ مُطيعِ
وإِن كُنتِ تَهوَينَ الفِراقَ فَفارِقي
لأَمرِ شَتَاتٍ أَو لأَمرِ جَميــــعِ
فلَو أَنّني ثَمَّرتُ مالي ونَسلَهُ
وأَمسَكتُ إِمساكاً كَبُخلِ مَنيعِ

وقال في قصيدة (طَلَلٌ لِخَولَةَ) وهي إِحدى بواكير لبيد، سمعها النّابغة فقال له: أنت أَشعر قيس، وقيل: بل أَشعر هوازن:

طَلَلٌ لِخَولَةَ بالرُّسَيسِ قديمُ
فبِعاقلٍ فَالأنعَمينِ رُسُومُ
فكأنَّ مَعرُوفَ الدِّيارِ بِقَادِمٍ
فَبُرَاقِ غَولٍ فالرُِّجَامِ وُشُومُ
أَو مُذهَبٌ جَدَدٌ على أَلواحِهِنَّ
الناطقُ المبروزُ والمَختُومُ
دِمَنٌ تَلاعبتِ الرّياحُ بِرَسمِها
حتى تَنَكَّر نُؤيُها المَهدومُ
أَضحَت مُعطَّلةً وأَصبَحَ أَهلُها
ظَعَنوا، ولكنَّ الفُؤادَ سَقيمُ
فَكأَنَّ ظُعنَ الحيِّ لمّا أَشرَفَت
بالآلِ، وارتَفعَت بهنَّ حُزُومُ


شارك المقالة: