قصة الأطفال بعين واحدة

اقرأ في هذا المقال



قصة الأطفال بعين واحدة أو (The Children with One Eye) حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرت عام 1922، للناشر: (S. B. Gundy، Toronto)؛ جون لين ذا بودلي.

الشخصيات:

  • الفتى.
  • الفتاة.
  • الأم.
  • العجوز.

قصة الأطفال بعين واحدة:

عاش طفلان صغيران، صبي وفتاة، منذ فترة طويلة مع والدتهما الأرملة في الغابة الكندية، كانت المرأة فقيرة جدًا، لأنّ زوجها مات منذ فترة طويلة وكان عليها أن تعمل بجد لتوفير الطعام لها ولأطفالها، غالبًا ما كان عليها أن تذهب بعيدًا عن المنزل بحثًا عن السمك و الصيد، وفي بعض الأحيان كانت تغيب لعدة أيام عن المنزل بحثاً عن الطعام.
وفي أحد الأيام عندما ذهبت في هذه الرحلات الطويلة، تركت أطفالها ورائها، وبالتالي كان لابد لهم من الأهتمام بأنفسهم ورعاية بعضهم البعض، ولكن سرعان ما أصبحوا جامحين للغاية لأنّهم غالبًا ما تركوا بمفردهم وعندما عادت والدتهم من رحلات الصيد، وجدت كثيرًا أنّهم لن يطيعوها، وأنهم فعلوا ما يحلو لهم، ومع تقدمهم في السن أصبحوا أكثر عنادًا وعصيانًا، ولم تستطع والدتهم فعل الكثير للسيطرة عليهم، فقالت: يوماً ما سوف يتألمون من أجل ضلالهم، وعدم طاعتهم لي.
وذات يوم ذهبت المرأة لزيارة أحد جيرانها بمكان ليس ببعيد، وتركت قدرًا كبيرًا من دهن الدب يغلي على النار. فقالت للأطفال: لا تتدخلوا في القدر وأنا لست هنا، فالدهون قد تؤذيكم إذا اشتعلت فيها النيران، لكنها لم تمض وقتاً طويلاً عندما قال الصبي للفتاة وهم يلعبون حول القدر: دعينا نرى ما إذا كانت الدهون ستحترق، لذلك أخذوا عصا خشب محترقة وألقوها في الدهن، ووقفوا ينظرون أمام الوعاء الكبير ليروا ما سيحدث.
بعد رش الدهون للحظة، ثم كان هناك وميض مفاجئ، وأطلق لسان من اللهب من القدر إلى وجوه الأطفال، احترق شعرهم حتى أصبح هشًا ووجوههم محترقة، وهربوا من المنزل وهم يبكون من الألم، ولكن عندما وصلوا إلى الهواء الخارجي وجدوا أنهم لا يستطيعون الرؤية، لأنّ النار أعمت عيونهم، فتعثروا في الظلام وهم يبكون بصوت عالٍ طلباً للمساعدة، لكن لم تأت أي مساعدة.
عندما عادت والدتهم إلى المنزل جربت كل علاج اعتقدت أنه قد يعيد بصرهم لكن كل أدويتها لم تنفع، وقالت: ستظلون عمياناً دائمًا، هذا هو عقاب عصيانكم، لذلك عاش الأطفال في الظلام مدة طويلة، لكنهم لم يعودوا عنيدون وغير منضبطين، وعلى الرغم من أنهم لم يعودوا قادرين على الرؤية، إلا أنهم كانوا أقل متاعباً لأمهم ممّا كانت عليه عندما كان لديهم بصر، لأنّهم لم يرفضوا الآن تنفيذ أمرها.
ذات يوم، عندما كانت والدتهم بعيدة للصيد في الغابة، جائت امرأة عجوز وطلبت الطعام من الأطفال، فقدموا لها طعاماً جيداً وهي جالسة أمام الباب،و بعد أن أكلت، قالت: أنتم لا تبصرون، لكن يمكنني مساعدتكما، لأنّني من أرض الصغار، لا استطيع ان اعطيكما اربع عيون، لكنني سأعطيكما عيناً واحدة بينكما، يمكنكما استخدامها في أوقات مختلفة، وسيكون أفضل من عدم وجود عيون على الإطلاق.
لكن تعاملا معها بحذر شديد ولا تتركها ملقاة على الأرض، ثم أعطتهم عيناً أخذتها من جيبها واختفت، فاستخدموا العين الواحدة بينهم، وعندما كان الصبي يضعها، وأرادت الفتاة أن ترى أي شيء، كانت تقول: أعطني عيني، وكان شقيقها يمررها إليها بحرص، وعندما عادت والدتهم إلى المنزل، كانت سعيدة للغاية عندما وجدت أن لديهم الآن بعض وسائل البصر.
في أحد الأيام عندما كانت والدتهم بعيدة مرة أخرى، ذهب الصبي إلى الغابة بقوسه وسهامه ،وحمل العين معه، ولم يكن قد ذهب بعيدًا عندما رأى غزالًا صغيرًا سمينًا فقتله، كان الغزال ثقيلًا جدًا على حمله إلى المنزل وحده ففكر بالذهاب وإحضار اخته لمساعدته من أجل تقطيع الغزال ووضعه في سلة و حملها معًا إلى المنزل، عاد إلى المنزل وأخبر أخته عن حسن حظه، وقادها إلى حيث يرقد الغزلان، وبدأوا في تقطيع جسد، لكنهم نسوا إحضار سلة أو حقيبة، فنادى على أخته قائلاً: يجب أن نصنع سلة نضع فيها اللحم لحمله إلى المنزل.

فقالت له أخته: كيف أصنع سلة وأنا لا أرى؟ إذا كنت أريد نسج سلة، فلا بد أن تكون عيني معي، لذلك أحضر الصبي العين إليها وصنعت سلة كبيرة من الأغصان الخضراء، وعندما انتهت من صنع السلة قال الصبي: يجب أن أنهي تقطيع اللحم، أعطني العين،فجلبت له عينه وشرع في تقطيع اللحم ووضعه في السلة، ثم قال: لماذا لا نأكل هنا؟ أنا جائع جداً، وافقت أخته على أن هذه فكرة جيدة، فقال: أنت تطبخ الوجبة وأنا أحزم اللحم.
أشعلت الفتاة النار، لكنها كانت تخشى أن تحرق اللحم فقالت: لا أستطيع الرؤية لأطهو، يجب أن أمتلك العين، وبحلول هذا الوقت، كان شقيقها قد انتهى من تعبئة اللحم في السلة، وأعاد لها العين، وواصلت طهيها، كانت النيران منخفضة وقالت: لا بد أن لدي بعض الخشب الجاف، أحضر لي بعض الصنوبر الجاف، فتجول الصبي في الغابة بحثًا عن الخشب، لكنّه لم يقطع مسافة طويلة عندما تعثر في جذوع الأشجار وسقط على الأرض.
نادى على أخته بغضب قائلا: أنت دائماً تريد العين لنفسك.، كيف يمكنني جمع الصنوبر الجاف عندما لا أستطيع الرؤية؟ أعطني عيني مرة واحدة، ركضت أخته إليه وساعدته وأعطته عينه، ثمّ عادت بطريقها إلى النار، لكنّها عندما وصلت إليها شمت رائحة اللحم المحترق على النار، فصرخت: اللحم يحترق وعشائنا يفسد، أعطني عيني في الحال، حتى أرى ما إذا كان اللحم مطبوخًا.
كان الصبي بعيدًا بعض الشيء، وفي غضبه ألقى عينه عليها قائلاً: جديها لوحدك، لن أمشي معك إذا كنت كسولة جدًا لتأتي وتحصلي عليها، فسقطت العين على الأرض بينهما ولم يعرف أي منهما مكانها، كانوا يتلمسونها بين الأوراق الميتة، ولكن أثناء بحثهم عنها، انقض نقار الخشب وهو يراقب من فرع من شجرة قريبة، فجأة والتهمها لأعلى وطار بعيدًا.

وبينما كانوا لا يزالون يبحثون عنها، حضرت السيدة العجوز التي أعطتها لهم، كانت مختبئة بين الأشجار، ورأت نقار الخشب يطير بعيدًا مع هديتها، قالت: أين العين التي أعطيتكم إياها؟ أجاب الصبي: سقطت من رأسي، ولا أستطيع أن أجدها في العشب، ثمّ قالت الفتاة: نعم، سقطت من رأسه، ولا يمكننا العثور عليها.
قالت المرأة العجوز: لقد كذبتم عليّ، وأنت قد عصيت أوامري، وسأعاقبك على ذلك، وبقوتها السحرية حولت الصبي إلى خلد والفتاة إلى خفاش، وقالت: الآن عش أعمى على الأرض، مع إحساسك بالصوت فقط لإرشادك، و في الحال تغير الولد والفتاة، وهكذا ظهر الخلد والخفاش على الأرض.

المصدر: The Children with One Eye,https://www.worldoftales.com/Native_American_folktales/Native_American_Folktale_68.htmlThe Children with One Eye,https://www.youtube.com/watch?v=vdS8xDi6K48The Children with One Eye,https://theskaldscircle.com/2018/11/21/the-children-with-one-eye-canadian-folklore/


شارك المقالة: