قصة قصيدة أبلغ أمير المؤمنين رسالة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أبلغ أمير المؤمنين رسالة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أبلغ أمير المؤمنين رسالة” فيروى بأن مصعب بن الزبير وهو الذي نشأ في بيت ينافس بني أمية على الحكم ويناوئهم عليه، في يوم من الأيام قرر أن يتزوج من فتاة تدعى سكينة بنت الحسين، وبالفعل تزوج منها ودفع فيها مهرًا يقدر بألف ألف درهم، وبعد فترة عاد وتزوج مرة أخرى من فتاة تدعى عائشة بنت طلحة، ودفع مهرًا لها أيضًا ألف ألف درهم.

وكان وقتها جند المسلمين يعانون من المشقات، وقلة الإمدادات، وسوء الأحوال، فقام أنس بن زميم الكناني بالكتابة إلى عبد الله بن الزبير بكتاب، موضحًا له ما يعانيه الجند، مقابل ما يعيشه أخاه من ترف، وكتب فيه قائلًا:

أبلغ أمير المؤمنين رسالة
من ناصح لك لا يريد خداعا

بضع الفتاة بألف ألف كامل
وتبيت سادات الجنود جياعا

لو لأبى حفص أقول مقالتي
وأقصّ شأن حديثكم لارتاعا

نبذة عن أنس بن زنيم الكناني:

هو أنس بن زنيم بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو شاعر نشأ في عصر الجاهلية، وعندما ظهر الإسلام قام بهجاءالرسول صل الله عليه وسلم، فأهدر الرسول دمه.

وفي يوم الفتح أتى إلى الرسول واعتذر منه وأنشد قصيدة يمده بها، فقال نوفل بن معاوية للرسول: يا رسول الله إنّك أولى منا بالعفو، ومن منا لم يقم بإيذائك ولا معاداتك قبل أن ندخل الإسلام، ولم نكن نعلم وقتها ما نأخذ وما لا نأخذ، فأتيت وهديتنا إلى الإسلام، وأنقذتنا من الهلاك، فقال الرسول لأنس بن زنيم: لقد عفوت عنك، فقال له أنس: فداك أبي وأمي يا رسول الله، وأنشد قائلًا:

أَأَنت الذي تُهدَى مَعَدٌّ بأَمرِه
بَل اللهُ يهديهم وقال لَكَ اشْهَدِ

فما حَمَلَتْ مِن ناقةٍ فوق رحْلِها
أَبَرَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً من محمدِ

عاش إلى أيام عبيد الله بن زياد، وهو أمير العراق، وقد كان عبيد الله يحرش بينه وبين بعض الشعراء.

المصدر: كتاب " عصر المأمون " تأليف أحمد فريد رفاعيكتاب "الإصابة في تمييز الصحابة" تأليف ابن حجر العسقلانيكتاب " الشعر والشعراء " تأليف ابن قتيبة كتاب " الأغاني " تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: