قصة قصيدة إن التي زعمت فؤادك ملها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إن التي زعمت فؤادك ملها:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إن التي زعمت فؤادك ملها” فيروى بأنّه في يوم من الأيام كان عروة بن أذينة في دار أبي العقيق، وبينما كان جالس سمعه أبو العقيق ينشد قائلًا:

إن التي زعمت فؤادك ملها
جعلت هواك كما جعلت هوى لها

فيك الذي زعمت بها وكلاكما
يبدي لصاحبه الصبابة كلـهـا

ويبيت بين جوانحي حب لها
لو كان تحت فراشها لأقـلـهـا

ولعمرها لو كان حبك فوقها يوماً
وقد ضحيت إذاً لأظلـهـا

وإذا وجدت لها وساوس سلوةٍ
شفع الفؤاد إلى الضمير فسلهـا

بيضاء باكرها النعيم فصاغها
بلباقةٍ فـأدقـهـا وأجـلـهـا

لما عرضت مسلماً لي حاجةٌ
أرجو معونتها وأخشى دلـهـا

منعت تحيتها فقلت لصاحبي
ما كان أكثرها لنـا وأقـلـهـا

فدنا فقال: لعلها معذورةٌ
من أجل رقبتها فقلت لـعـلـهـا

وبعد ذلك بعدة أيام أتى أبو السائب المخزومي إلى أبي العقيق، وهو في بيته، ودخل عليه، فرحب به أبو العقيق وأجلسه، ثم أكرمه، ومن ثم قال له: يبدو أن لك حاجة تريد ذكرها، فإن كان كذلك فقلها، فقال له أبو السائب: نعم، لقد وصلني أن عروة بن أذينة، قد أنشد في بيتك قبل عدة أيام أبياتًا من الشعر، وقد وصلني بأنك قد سمعتها منه، فقال له أبو العقيق: وما هي تلك الأبيات؟، فقال له أبو السائب: القصيدة التي قال فيها: إن التي زعمت فؤادك، فعرفها أبو العقيق، وأنشدها له، وعندما وصل إلى قول عروة: فقلت لعلها، والله إنه قد أحسن حينما قال هذا، فهو والله دائم العهد، وصادق الصبابة، وليس كمن قال:

إن كان أهلك يمنعونك رغبةً عني
فأهلي بي أضن وأرغب

ثم قال أبو السائب عمن قال هذا البيت: اذهب، لا وسع الله عليك، ثم قال لأبي العقيق: أرجو أن يغفر الله لصديقك عروة، وذلك لأنّه قد أحسن الظن بمن قال عنها الشعر، ولأنه طلب العذر لها أيضًا، فقال له أبو العقيق: والله إنّك قد صدقت، ثم عرض عليه الطعام، فقال له أبو السائب: والله لا يختلط الطعام مع هذا الشعر، ولن آكل حتى يجيء الليل، وخرج منصرفًا.

نبذة عن الشاعر عروة بن أذينة:

هو عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن رجل بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر، من التابعين، شاعر ومحدث وفقيه.

المصدر: كتاب "تاريخ مدينة دمشق" تأليف ابن عساكركتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "شعر عروة بن أذينة" تأليف يحيي وهيب الجبوري


شارك المقالة: