قصة قصيدة رب صهباء من شراب المجوس

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة رب صهباء من شراب المجوس:

أمّا عن مناسبة قصيدة “رب صهباء من شراب المجوس” فيروى بأن عبد الله بن العباس بن الفضل في يوم من الأيام وبينما هو في مكان يقال له دير مار جرجس رأى فتاة نصرانية، وأعجب بها وبجمالها، ووقع حبها في قلبه، فبعث إليها بكتاب يخبرها فيه بأنه يحبها ويريد لقائها، فلم تستطع الفتاة أن تقابله، وبقي في الديار أيامًا، وكان يقابلها على قارعة الطريق فقط، وبعد عدة أيام اضطر للعودة إلى دياره، ولكنها بقيت شاغلة تفكيره، فلم يستطع أن يخرجها من تفكيره، وبعد أن بقي على هذه الحال أيام عديدة، قرر أن يخرج إلى نفس المكان لكي يراها ويحدثها، وبالفعل توجه إلى دير مار جرجس، وكان وقتها هنالك عيد من أعياد النصارى.

وعندما اقترب من ديارها، وجدها في بستان قريب من الديار، فأراد أن يكلمها، ولكنها أعرضت عنه ولم تقبل أن تقف معه، وتتحدث إليه، فنام في تلك الليلة في ديارها، وفي اليوم التالي، عاد إلى مقابلتها، فجلست معه، وكان معهم بعضًا من نساء الحي، فأكلوا وشربوا، وأقام هنالك أسبوع، ثم انصرف إلى دياره، وكان يوم انصرافه هو يوم الخميس، فأنشد في خبر ذلك قائلًا:

رُبَّ صهباء من شَراب المجوسِ
قهوةٍ بابليَّةٍ خَندَرِيسِ

قد تجلَّيتُها بنايٍ وعودٍ
قبل ضربِ الشمس بالناقُوسِ

وغزالٍ مُكحَّلٍ ذي دلالٍ
ساحِرِ الطرفِ سامريٍّ عَرْوسِ

دينُهُ مُعلِنٌ لِدينِ النَصارى
وَإِذا ما خَلا فَدينُ المَجوسِ

قد خَلَونا بطيبِه تَجتنيه
يوم سَبتٍ إلى صباح الخميس

بين وردٍ وبين آسٍ جنيٍّ
وسطَ بُستانِ دير مارِ جرجيس

تتثنَّى في حُسنِ جِيدٍ غَزَالٍ
في صليبٍ مُفضَّضٍ آبنوس

كم لثمتُ الصليبَ في الجيد منها
كهِلالٍ مُكلَّلٍ بشُمُوسِ

نبذة عن الشاعر عبد الله الربيعي:

هو عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع، أحد الشعراء العباسيين، وكان من بيت حجابة ووزارة، فقد كان جده الفضل بن الربيع أحد وزراء الخليفة هارون الرشيد، كان من الشعراء الذين اشتهروا بتلحين شعرهم وغنائه، كان أحد المعمرين، وفي حياته عاصر سبعة خلفاء، وكان مقربًا منهم، كان يكنى بالمفتون.

المصدر: كتاب "معجم البلدان" تأليف الحمويكتاب "مصارع العشق" تأليف جعفر بن أحمد السراجكتاب " تزيين الأسواق في أخبار العشاق" تأليف داود الأنطاكيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: