قصة قصيدة ليت أشياخي ببدر شهدوا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن يزيد بن معاوية:

هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، ولد في عام ستة وعشرون للهجرة، تولى الخلافة بعد وفاة والده معاوية بن أبي سفيان، وتوفي في عام أربعة وستون للهجرة.

قصة قصيدة ليت أشياخي ببدر شهدوا:

أما عن مناسبة قصيدة “ليت أشياخي ببدر شهدوا” فيروى بأنه في زمن الخليفة المهدي كان هنالك رجلًا، وقد كان هذا الرجل مشهور بكونه زاهدًا في حياته، تقيًا وورعًا، وكان هذا الشيخ لا يترك فرصة إلا ويأمر بها إلى المعروف، وينهى عن المنكر، وقد كان لهذا الرجل يومان في الأسبوع وهما الإثنين والخميس، وفي هذان اليومان لم يكن لأي معلم من حكم على صبيانه، فقد كان هذا الرجل يخرج في هذين اليومين إلى جبل قريب من المدينة، ويخرج معه الرجال والنساء والغلمان، وعندما يصل إلى أعلى الجبل يصيح بأعلى صوته: ماذا فعل الأنبياء والرسل؟، أليسوا جميعهم في أعلى عليين؟، فيقول من كان حاضرًا معه: نعم، هم كذلك.

ثم يقول أحضروا لي أبو كر الصديق، ويمسك بفتى ويضعه بجانبه، ويقول له: جزاك الله خيرًا يا أبا بكر عن عباده، فأنت قد عدلت بين الناس، وخلفت الرسول صل الله عليه وسلم خير خلافة، فأحسنت أيها الخليفة، وأنت من وصلت حبل الدين بعد أن تخاصم الناس وتنازعوا فيما بينهم، فخذوه وأصعدوا به إلى أعلى عليين مع الأنبياء والرسل، ثم يقول: أحضروا لي عمر بن الخطاب، ويمسك بفتى ويضعه بجانبه ويقول: جزاك الله خير جزاء يا عمر بن الخطاب، فقد قمت بالفتوحات، ووسعت على المسلمين، ومشيت بطريق الصالحين، وعدلت ين الناس، وقسمت بينهم بالتساوي، خذوه واذهبوا به إلى أعلى عليين.

ثم يقول لمن معه: أحضروا لي عثمان بن عفان، وأحضر فتى وأجلسه بجانبه، وقال: لقد خلطت في الفترة التي حكمت بها أيها الخليفة، ولكن الله تعالى يقول: “خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم” وإن الله عندما يقول عسى فهي موجبة، ثم يقول: خذوه واذهبوا به إلى عليين، ثم يقول: أحضروا لي علي بن أبي طالب، ثم يمسك بفتى ويضعه بجانبه ويقول: جزاك الله خير جزاء عن المسلمين أيها الخليفة، فأنت ولي النبي، لقد عدلت، وزهدت، وأنت زوج ابنة رسول الله، خذوه واذهبوا به إلى عليين.

ثم يقول: أحضروا لي معاوية بن أبي سفيان، ويجلس فتى بجانبه، ويقول: أنت من قتلت عامر بن ياسر، وخزيمة بن ثابت، وحجر الكندي، وأنت من جعل الخلافة ملكًا، وحكمت بالهوى، وقد قمت بتغيير سنة رسول الله صل الله عليه وسلم، خذوه واذهبوا به إلى الظلمة، ثم قال: أحضروا لي يزيد بن معاوية، ويأخذ بفتى ويجلسه بجانبه، ويقول: لقت قتلت أهل الحرة، وانتهكت حرم الرسول صل الله عليه وسلم، وتمثلت بشعر الجاهلية عندما قلت:

ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: