كيفيّة تجليد المواد المكتبيّة المُختلفة

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التجليد:

هو عملية تجميع وإحكام الصفحات المطبوعة أو المخطوطة في غلاف مصنوع من الورق المُقوّى، ومُغطى بالجلد، أو البلاستيك، أو القُماش، والكُتب التي تحتاج إلى تجليد هي:

1- الكُتب التي تُراجع بكثرة مثل كُتب المراجع، والكُتب الأُخرى ذات الثمن الغالي، أو التي فُقدت أو نفذت طُبعتها ولها قيمتها العلميّة.

2- الجرائد، والدوريّات لأنَّها عُرضة للتلف والتمزيق بسرعة.

أهميّة التجليد:

إن تجليد المجموعات المكتبية يُحقق للمكتبة أو لمركز المعلومات الفوائد التالية:

1- حماية بعض المواد المكتبيّة: كالكُتب والدوريّات، من كثرة الاستخدام ويجعلها غير مُعرّضة للتلف بسرعة.

2- يجعل المواد المكتبيّة سهلة الحمل والحركة، كما يجعلها أقل سُمكًا.

3- يجعل إمكانية الكتابة على كعب الكتاب أسهل.

ولذلك فإنَّ عمليّة تنظيم المواد المكتبيّة المُجلّدة تُصبح سهله ومُمكنة، وذلك لصعوبة وقوف بعض المواد على الرفوف إذ لم تكُن مُجلّدة.

سلبيات التجليد:

وعلى الرغم من أهميّة التجليد للمواد المكتبيّة وكثرة فوائده إلّا أنَّه له بعض السلبيّات والتي منها:

1- التجليد يُؤخِّر وصول المواد المكتبيّة إلى المستفيدين، ويحرمهم فُرصة استخدامها مُباشرة، بعد صدورها ووصولها إلى المكتبة.

2- التكلفة الماليّة والتي تشمل تكلفة إرسال المواد إلى المُجلّد وتكلفة إرجاعها إلى المكتبة.

3- عمليّات التصوير للمواد المُجلدة عادة ما تكون صعبة.

ويمكن للمكتبات الحد من تكلُفة التجليد ومشكلاته المُتعدِّدة وذلك من خلال مجموعة الإجراءات التي يمكن حصرها فيما يأتي:

1- اختيار المواد المكتبيّة قبل شرائها بناء على عدّة اعتبارات، من بينها البُعد المادّي، ومدى امكانيّة استخدامها لفترة طويلة دون تلف.

2- فحص الحالة، أو الشكل المادي، للمواد التي تصل عن طريق الإهداء والتبادل.

3- إيجاد طُرق حفظ، وتنظيم، وتخزين، مُناسبة لكل نوع من المواد المكتبيّة، بما يتفق مع إمكانيّة صيانتها والمُحافظة عليها مدّة أطول.

4- القيام بعمليّة التعشيب للمجموعات المكتبيّة، بشكل دوري للتعرّف على المواد التي بحاجة إلى صيانة أو إعادة تجليد فبل أن تتلف.

5- تقرير نوع المُعالجة والصيانة التي تحتاجها المواد بناء على المعرفة والخبرة.

6- تأكيد مسؤولية المكتبة نحو المُحافظة الدائمة على الوضع المادي لمجموعاتها.

معمل التجليد في المكتبة:

يمكن أن تتمّ عمليّة التجليد إمّا داخل المكتبة وهذا الوضع يحد من معظم سلبيات التجليد ومشكلاته، أو خارج المكتبة فإذا أقامت المكتبة معملًا للتجلييد داخل المكتبة، فالدوافع النظريّة له تكن في أنَّه يسمح بإشراف مُباشر قريب كما أنَّه في كثير من الأحيان يُؤدِّي إلى خفض تكاليف التجليد إلى حد بعيد.

كما أنَّه يجعل المواد المكتبيّة المُرسلة للتجليد دائمًا في مُتناول من يريدها من الباحثين حيث توجد حاجة ماسّة للرجوع إليها، كما أنَّه يزيد من سُرعة العمل وإنجاز تجليد المواد المكتبيّة.

الأُمور الواجب مُراعاتها عند إنشاء معمل تجليد داخل المكتبة:

  • وجود مكان يصلُح لإقامة هذا المعمل.
  • كمية العمل الذي يُمكن إنجازه بهذا المعمل.
  • توفّر أو عدم توفّر مُدربين للقيام بأعمال التجليد.
  • قُدرة المكتبة على العبء المالي الجديد لقيام المعمل الخاص بالتجليد.

الإجراءات التي يقوم بها قسم التجليد في المكتبة:

  • يُجهز قوائم بالكُتب، أو المواد المكتبيّة الأُخرى المُراد تجليدها.
  • يُستعمل في التجليد الجيد، الخيوط المجدولة الجيّدة.
  • يُغلف الكارتون بشمع مُمتاز يجعله قويًا.
  • يُستخدم لقميص الكُتب الورق المُسمّى (الرجستر الأبيض) والكتاب المُلوّن.
  • يُغطى ظهر المُجلَّد بجلد الماعز الأسود.
  • يُجعل للمجلد أربعة أضلاع مُتساوية، ليُكتب عليها اسم المُؤلف، والعنوان، واسم المكتبة بماء الذهب، ورقم الجُزء.
  • يُستعمل الفراء الجيّد ويُضاف إليه زيت الزئبق، لمنع العث.

ومن أجل نجاح المشروع، يجب على المعمل أن يقوم بأعمال أُخرى غير التجليد مثل: ترميم الكُتب، وصناعة الصناديق الخاصَّة لحفظ النشرات، والوثائق، صنع حوامل الكُتب، وإلصاق الخرائط.

ونجد أنَّ مسؤولية التجليد في المكتبات الصغيرة، تستند إلى إحدى الوحدات الفنيّة في المكتبة، وغالبًا ما تكون هذه المسؤولية مُقتصرة على أعمال الترميم والصيانة البسيطة.

مُواصفات رئيس قسم التجليد في المكتبة:

  • أن يكون له تأهيل في مهنة التجليد، ولديه خبرة عمليّة.
  • أن تكون لهُ القُدرة الإداريّة على تنظيم الأعمال، وإدارة موظفيه.
  • أن تكون له معرفة بأعمال التجليد.

التجليد الآلي:

يتم تجليد الكُتب بالآلآت، عن طريق ثلاث عمليات وهي:

1- ترتيب الصفحات.

2-التهيئة.

3- التغليف.

ترتيب الصفحات: أول خطوة للتجليد هي ترتيب الصفحات، بشكل مُتتابع وذلك بالخطوات التالية:

1- الطّيّ. 2- الإضافة باللصق. 3- التجميع. 4- الخياطة.

الطّيّ: لا تُطبع الكُتب صفحة بعد صفحة، إذ يخرج بعضُها من المطبعة في أكوام من الأفراخ الورقيّة الكبيرة، وكل جانب من كل فرخ يضُم صفحتين مُختلفتين أو أكثر، من كتاب تحت الطبع، ويتم إدخال كل فرخ مطبوع إلى آلة طّيّ الورق، وتقوم الانصال المعدنيّة وأسطوانات التسوية، بثني الورق وطيّه، فيخرُج في شكل أجزاء مُنتظمة الصفحات.

الإضافة باللصق: وهي إضافة بعض الصفحات المطبوعة طباعة خاصّة بلصقها بين الأوراق، في بعض الأحيان يتمّ إضافة ورقة مُنفصلة قبل أو بعد نهاية الكتاب، فهناك آلة تُسمّى آلة اللصق، تضع الغراء على طرف الصفحة المُضافة ولصقها في ثنيّة الهامش الداخلي لأول أو آخر صفحة في الملزمة.

ومُمكن إكمال هذا العمل في بعض الأحيان باليد، في بعض الأحيان توضع الصفحات الإضافيّة بلا غراء، ويتمّ تثبيتها عن طريق خياطة جميع الأوراق( الأصليّة والمُضافة) من حوافها الداخليّة معًا، وبعد ذلك تقوم الآلة بلصق غطاءَي باطن الغلاف بورقها السميك إلى الصفحات الأولى والأخيرة من الكتاب، ومُمكن أيضًا أن يُعد سطحا باطن الغلاف في صورة ملازم قائمة بذاتها، وتُخاط بباقي الملازم.

التجميع: يتمّ جمع ملازم الكتاب في آلة تجميع، وتوضع الملازم بتسلسل مُنتظم في صف طويل من الصناديق على طول آلة التجميع، ويقوم سير نقال بالتقاط الملازم التي تتساقط من الصناديق فوق بعضها البعض بترتيب تسلسُلي، ويتم التدقيق بالاستعانة بعلامة سوداء صغيرة تُطبع في مكان مُعيّن من حافَّة الثني الخلفيّة.

وعندما تكون الملازم مُرتبة ترتيبًا دقيقًا، تنتظم هذه العلامات في خط مُستقيم، أمّا إذا اختلت استقامة الخط المائل، يكون ذلك دليلًا على اختلال التسلسُل في ترتيب الملازم، وفي ذلك الوقت يقوم المسؤول بإيقاف الآلة، وإصلاح الخطأ.

االتجليد: يتم طيّ الفروخ الورقيّة في شكل صفحات وفي مجموعات، تُسمَّى ملازم وتُرتب الملازم في تسلسُل صحيح وتُخاط مع بعضها مُكونة ظهر الكتاب، يدور الظهر وتُثنى أطرافه على الجانبين على شكل مفاصل فيما يُعرف بالتحديب، ثمّ تُلصق بطانة من قماش متين على ظهر الملازم تُعرف بالسيوبر، وفي النهاية يُوصل الكتاب بالغلاف الخارجي.

الخياطة: إنَّ خياطة الكُتب تتم بطريقتين، خياطة سميث، والخياطة الجانبيّة، وتُستخدم للخياطة خيوط متينة من الألياف الصناعيّة، أو من القُطن، ومن مُميزات خياطة سميث، المتانة واستدارة مؤخرة الغلاف وهذا بدوره يعمل على استواء صفحات الكتاب عندما يكون مفتوحًا، وبالنسبة للخياطة الجانبية هي أشدِّ متانة، ولكنَّها لا تُساعد على فتح الكتاب بسهولة، ويكثُر استخدام الخياطة الجانبيّة في الكتب الدراسيّة وغيرها من الكتب دائمة التعرُّض للتلف.

تهيئة الكتاب:

تمُر تهيئة الكتاب بأربعة مراحل:

1- التكسيح.

2- التغرية.

3- التشذيب.

4- التدوير والتحديب والتبطين.

تغليف الكتاب:

وهذه آخر مرحلة في عمليّة التجليد وتشتمل على عدَّة خطوات:

1- إعداد الغلاف.

2- الدمغ والتذهيب.

3- التغليف.

تجليد الكُتب يدويًا:

تمتاز الكُتب التي يتم تجليدها يدويًا بالمتانة مقارنةً مع الكُتب التي يتم تجليدها آليًا ويتسم التجليد اليدوي بالبطء الشديد والتكلفة العالية عند مقارنتها بالتجليد الآلي، وفيه يقوم عامل التجليد بتمرير عدَّة خيوط أو جدائل من مادة من المواد لتشكيل العمود الفقري للغلاف، وتُخيط الملازم المُجمّعة إلى هذه الخيوط والجدائل، ثُم تُخيّط هذه الخيوط أو الجدائل إلى قطعتيّ الورق المقوّى للغلاف.

ثم يقوم عامل التجليد بخياطة أطواق الزينة أعلى وأسفل استدارة الظهر، بعد ذلك يتمّ كساء قطعتي الغلاف بالمادة المُختارة للتجليد، ومُعظم الأحيان تكون من الجلد الفاخر، وبعد ذلك يتم دمغ الكلمات أو الزخارف على الغلاف.

المصدر: 1- عُمر همشري ، ربحي عليان . أساسيات علم المكتبات والتوثيق .- عمان : المؤلفان .2- محمود الأخرس . دليل المكتبات المدرسية .- عمان : وزارة التربية والتعليم .3- غالب عوض النوايسة . تنميّة المجموعات المكتبية في المكتبات ومراكز المعلومات .


شارك المقالة: