مختارات من الشعر الجاهلي في الغزل (المرقش الأكبر)

اقرأ في هذا المقال


من هو المرقش الأكـبر؟

هو عوف بن سعد بن مالك بن ضبيعة من بني بكر. وذُكر في ديوان المرقشين، أنّ اسمه عمر بن سعد وهو عمّ
المرقش الأَصغر ربيعة بن سفيان. وهو شاعر جاهلي،من المتيمين الشجعان.ويذكر أَنّه عشق ابنة عم له اسمها
(أَسماء) وقال فيها الكثير من الشِّعر،وله شعر كثير،ولكن ضاع أَكثره. ولد شاعرنا المرقَّش باليمن، ونشأ بالعراق
وتعلم القراءة والكتابة في صباه. تزوَّجت محبوبتة من رجل من بني مراد وأخفوا عنه خبر زواجها ،فلمَّا علم بزواجها
مرض مرضاً شديدآ فترةً من الزَّمن لم تحدد.

ومن ثمَّ قصد ديارها وكان معه أَصحابه وفي الطريق تخلوا عنه وبقي
ماضٍ في طريقه حتى وصل إِلى حيّ محبوبته (أَسماء) ومات هناك وكان ذلك سنة 552م.
وقال عنه أَبو فرج الأَصفهاني في كتاب الأَغاني”المرقَّش لقبٌ أُطلق عليه من بيت شعر هو قائله:
الدارُ وحشٌ والرُّسومُ كما
رقَّشَ فِي ظَهرِ الأَديمِ قَلمْ

مختارات من شعر المرقَّش الأَكبر في الغزل.

قال المرقَّش الأَكبر في محبوبته “سلمى” في قصيدة (كلّما أَخلقتُ وصلاً):
سَرَى ليلاً خَيالٌ مِن سُلَيمَى
فَأَرَّقَنِي وأَصحَابِي هُجُودُ
فَبِتُ أَديرُ أَمرِي كُلَّ حالٍ
وَأَرقُبُ أَهلَها وَهُمُ بَعيدُ
عَلى أَن قَد سَما طَرفِي لِنارٍ
يُشَبُّ لها بِذي الأَرطَي وَقُودُ
حَواليهَا مَهاً جُمُّ التَّراقِي
وَآرامٌ وَغِزلانٌ رُقُودُ
نَواعمُ لا تُعالج بُؤسَ عَيشٍ
أَوانسُ لا تَروحُ لا تَرودُ
يَرُحنَ مَعاً بِطاءَ المَشي بُدّاً
عَلَيهِنَّ المجاسِدُ والبُرودُ
سَكَنَّ بِبَلدةٍ وَسَكَنت أُخرى
وَقُطِّعَتِ المَواثِقُ والعُهودُ
فَما بالي أَفِي وَيُخانُ عَهدِي
وَما بالي أُصادُ ولا أَصيدُ
وَرُبَّ أَسيلَةِ الخَدينِ بِكرٍ
منَعَّمةٍ لَها فِرعٌ وَجيدُ

وقال أَيضاً في شعره ما نسب لِ”هند” في قصيدته(عود الأَراك)وهو يذكر أَلم البعد والفراق:
خَلِيليَّ عُوجا باركَ الله فِيكُما
وإِن لَم تكُن هِندٌ لأِرضِكُما قَصدا
وَقُولاَ لَها لَيسَ الضَّلالُ أَجازنا
وَلكِنَّنا جُزنَا لِنَلقاكُمُ عَمدَا
تَخيَّرتُ مِن نُعمانَ عُودَ أَراكةٍ
لِهِندٍ فَمن هَذا يُبلِّغهُ هِندَا
سَتَبلغُ هِنداً إِن سَلِمنا قلائِصٌ
مهَاري يُقَطِّعنَ الفَلاةَ بِنا وَخدا
فَلمّا انخنَا العِيسَ قَد طارَ سَيرهَا
إِليهِم وَجدناهُم لَنا بِالقرَى حَشدا
وفي النهاية نودُّ التنويهَ أنَّ هذه الأبيات مختارةٌ من قصائد شاعرنا وليست بخيرها راجين أنْ تكونوا قد استمتعتم بما تقدَّم .


شارك المقالة: