مفهوم إحياء اللغة - Language Revitalization

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن إحياء اللغة:

إن تنشيط اللغة أو ما يعرف بإحياء اللغة، هو محاولة لتثبيط وعكس تدهور اللغة أو إحياء لغة منقرضة. كما يمكن أن يشمل المشاركون في عملية إحياء اللغة أطراف لغوية متمرسة مثل اللغويين أو التكتلات الثقافية. ويجادل البعض بالتمييز بين إحياء اللغة، أي إحياء لغة ميتة مع عدم وجود متحدثين أصليين، وتنشيط اللغة أي إنقاذ لغة محتضرة.

فلقد تمت الإشارة إلى أنه لم يكن هناك سوى مثال واحد ناجح لإحياء اللغة بشكل كامل، وهو اللغة العبرية، فتم خلق جيل جديد من المتحدثين الأصليين بدون أي متحدثين أصليين موجودون مسبقًا كنموذج لغوي. وتشمل اللغات المستهدفة لتنشيط اللغة التي تكون لا أهمية ولا قيمة معنوية كبيرة لها. وفي بعض الأحيان يمكن استخدام أساليب مختلفة لتنشيط اللغة لمحاولة إحياء اللغات المنقرضة.

وعلى الرغم من المساعي المستمرة لإحياء وتنشيط اللغة متفاوتة من لغة إلى أخرى، إلا أنها عادةً تشتمل على محاولات لاستخدام اللغة بشكل متزايد وزيادة عدد الناطقين بها، أو محاولة اللغويون بذل كافة الجهود للمحافظة على المستوى الحالي للاستخدام اللغوي؛ وذلك بهدف حماية هذه اللغة من الانقراض أو الموت.

كما يرتبط تنشيط اللغة وإحيائها ارتباطًا وثيقًا بالمجال اللغوي لتوثيق اللغة. وفي هذا المجال، يحاول علماء اللغة تكوين سجلات لغوية كاملة لكافة قواعد اللغة ومفرداتها وميزاتها اللغوية. ويمكن أن يؤدي هذا التصرف من قبل علماء اللغة، إلى التزايد المستمر من الاهتمام بتنشيط لغة معينة في الدراسة. وعلاوة على ذلك، غالبًا ما يتم أخذ مهمة التوثيق بهدف التنشيط اللغوي في الاعتبار؛ وذلك لأهميتها البالغة في عالم اللغة واللغويات.

عمليات نقد إحياء اللغة:

جادل اللغوي جون مكورتر بأن برامج إحياء اللغات الأصلية لن تكون أبدًا فعالة؛ وذلك بسبب الصعوبات العملية التي تنطوي عليها. كما يجادل جون مكورتر بأن موت اللغة لا يعني بالضرورة موت الثقافة الخاصة بهذه اللغة. ولا يزال التعبير عن السكان الأصليين ممكنًا حتى بعد اختفاء اللغة الأصلية، كما هو الحال مع مجموعات الأمريكيين الأصليين، فيتضح هذا من حيوية الثقافة الأمريكية السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما جادل اللغوي كنعان مالك بأنه من غير المنطقي محاولة الحفاظ على جميع لغات العالم، فموت اللغة أمر طبيعي ولا مفر منه في كثير من الحالات، حتى مع التدخل اللغوي ومحاولات وجهود كافة علماء اللغة. كما يقترح أن موت اللغة يحسن التواصل من خلال ضمان المزيد من الناس اللذين يتحدثون نفس اللغة، وهذا الأمر قد يفيد الاقتصاد ويحد من الصراع.

وغالبًا ما لا تكون حماية لغات الأقليات من الانقراض مصدر قلق للمتحدثين باللغة السائدة. وفي كثير من الأحيان، هناك تحيز واضطهاد متعمد للغات الأقليات، وذلك من أجل الاستيلاء على رأس المال الثقافي والاقتصادي للأقليات. وفي أوقات أخرى، ترى الحكومات أن تكلفة برامج التنشيط وإنشاء مواد متنوعة لغويًا أكبر من أن تتحملها نتيجة لإحياء لغة لا داعي لها نظرًا لوجود لغة أخرى للتواصل.

الجهود الحالية لإحياء اللغة:

تعد الجهود المبذولة لإحياء وتنشيط اللغة مستمرة في جميع أنحاء العالم، فتستخدم فرق التنشيط والإحياء اللغوي التقنيات الحديثة لزيادة الاتصال باللغات الأصلية وتسجيل المعارف التقليدية.

في المكسيك:

في المكسيك، تدور لغة شعب ميكستك بشكل كبير حول التفاعل بين المناخ والطبيعة؛ وذلك بسبب طبيعة مناخهم الذي يحكم عليهم ذلك. فخضع برنامج لينكس، أي المعارف المحلية والشعوب الأصلية، التابع لمنظمة اليونسكو مؤخرًا لمشروع لإنشاء مسرد مصطلحات وعبارات شعب الميكستك المتعلقة بالمناخ.

كما تعتقد منظمة اليونسكو أن المعرفة التقليدية لشعب الميكستك من خلال ارتباطهم العميق بظواهر الطقس يمكن أن توفر نظرة ثاقبة حول طرق معالجة تغير المناخ. وهدفهم من وضع المسرد هو تسهيل المناقشات بين الخبراء وأصحاب المعارف التقليدية.

في كندا:

في كندا، ينتقل مشروع (Wapikoni Mobile) إلى مجتمعات السكان الأصليين ويقدم دروسًا في صناعة الأفلام. وينتقل قادة البرنامج عبر كندا بوحدات إنتاج سمعي بصري متنقلة، ويهدف إلى تزويد شباب السكان الأصليين بطريقة للتواصل مع ثقافتهم من خلال موضوع فيلم من اختيارهم. كما يقدم هذا المشروع أفلامه إلى الأحداث في جميع أنحاء العالم كمحاولة لنشر المعرفة بثقافة ولغة السكان الأصليين.

في رابا نوي:

من بين الشباب في رابا نوي، جزيرة إيستر، يتعلم 10% لغتهم الأم، ويعتمد الباقي في المجتمع على اللغة الإسبانية؛ من أجل التواصل مع العالم الخارجي ودعم صناعة السياحة. ومن خلال تعاون بين اليونسكو والمؤسسة الوطنية التشيلية لتنمية السكان الأصليين، تم إنشاء قسم لغة وثقافة رابا نوي في مدرسة (Lorenzo Baeza Vega).

ومنذ عام 1990م، أنشأ القسم نصوصًا للتعليم الابتدائي بلغة رابا نوي. وفي عام 2017م، تم أيضًا إنشاء (Nid Rapa Nui)، وهي منظمة غير حكومية؛ وذلك بهدف إنشاء مدرسة تدرس الدورات بالكامل في رابا نوي.

المصدر: Tsunoda, Tasaku. Language Endangerment and Language Revitalization. Berlin: Mouton De Gruyter, 2005.Grenoble, Lenore A., and Lindsay J. Whaley. Saving Languages: An Introduction to Language Revitalization. Cambridge, UK: Cambridge UP, 2006.Tsunoda, Tasaku (2005). Language Endangerment and Language Revitalization.Crystal, D. (2000). Language Death.


شارك المقالة: