ورق البردي الفرعوني

اقرأ في هذا المقال


مفهوم ورق البردي:

هو نوع من الأوراق القديمة التي استخدمها المصريين لكتابة علومهم وأخبارهم وآدابهم.

ويُصنع ورق البردي من نبات اسمه ورق البردي والذي ينمو على ضفاف النيل والدلتا
وتنتشر زراعته في الشمال في منطقة الدلتا.

أين يُزرع ورق البردي؟


يعرف ورق البردي بأنه نبات مزهركان ينمو بكميات كبيرة على شواطئ نهر النيل وفي
البرك “الترع”والمستنقعات.

ويقال أن المصريون قد أدخلو ورق البردي كمادة للكتابة في نحو(3500ق.م).

وبقي ورق البردي ذات سيادة إلى أن تغلب وطغى عليه الرق في حوالي القرن الخامس
الميلادي.

وظهرت كميات كبيرة من أوراق البردي المصرية من ألالف الثالثة وما بعدها.

ولفد أدخل ورق البردي للكتابة إلى أثينا في بداية القرن الخامس قبل الميلاد،

وبقي مستخدمًا بعد هذا التاريخ عن طريق اليونان والرومان طوال أكثر من ألف عام
تقريبًا.

وكان الرومان يستوردونها ويصنعوها ويبيعوها داخل وخارج روما مما غدت معه تجارة
رابحة وصناعة راجبة.

فيعتبر قدماء المصريين أول من استخدم المادة الورقية في الكتابة، وقد استخرجوا هذة
المادة من ألياف نبات البردي.

بعد أن كانوا يستخدمونة في الوقود وعمل السلال والحصر وبناء المنازل والقوارب وجدل
الحبال.

طريقة تجهيز أوراق البردي:

فكانوا ينزعون الجزء الخارجي ويستخدمون الجزء الداخلي من ساق النبات أي(الألياف)
حيث ترطب وترص مع بعضها البعض.

ثم تجفف وبعدها تهذيبها وترتيبها يتم النسخ عليها متعامدة طولًا وعرضًا.

وبالطريقة نفسها المستخدمة في نسيج القماش وبعد ذلك تغمس قطعة البردي في الماء مدة
طويلة.

ثم تكبس وتجفف ثم يسقل سطحها ليصبح ناعمًا وجاهزًا للكتابة، وتطوى لفافة البردى بعد
كتابتها.

وتصبح جاهزة للتداول على أن تخزن في مكان جاف في مكان جاف حفاظًا عليها من
التلف.

وكذلك استخدم الإغريق والرومان أعدادًا كبيرة من لفائف البردى.

وقد عرف الكثير من أنواعة وأشكاله في الأسواق بأسماء اباطرة الرومان مثل: (اغسطس- وإقلاديوس) وغيرها.

كما نشأت من زمن الامبراطورية الرومانية مصانع في روما لصناعة ورق البردي،

معتمدة على ما يستورد من نبات البردى الخام من مصر.

فمن الواضح أن العصارة الصمغية الكائنة بداخل الشرائح الليفية قد ساعدت على التصاق
أليافه المتعامدة.

ويحتمل أنهم استعملوا صمغًا خاصًا والدليل على ذلك المتانة التي لا تزال تتميز بها تلك
الأوراق حتى يومنا هذا.

بالرغم من مرور قرون عديدة على تجهيزها واستخدامها،وتختلف جودة أوراق البردي
قياسًا بلونة.

إذ أن أجود أنواعة هو الأبيض أو المائل اللإصفر، أما الأصناف الدنيا فكانت تختلف في
درجة لونها الداكن قلة وكثرة.

وقد بلغت صناعة البردي قمة رواجها في الألف الثالث قبل الميلاد كما أ شرت سابقًا.

ووصل طول بعض اللفائف إلى عشرين مترًا. وعلى سبيل المثال فإن إلياذة هوميروس تقع
في أربع وعشرين لفافة.

وهي محفوظة بمكتبة ليبزج وتحتوي على مئة وعشر صفحات. ومن المعروف أن الكتابة
كانت تتم على وجه واحد.

من اللفافة التي تكون فيها الشرائح الأفقية حتى لا تعوق سير القلم.

وكانت بعض اللفائف تلحق بها عصا خشبية كمقابض في طرفيها لتسهيل الفرد والطي
للإطلاع عليها وقراءتها.

وربما كانت تلك العصا أو المقابض الخشبية تزخرف بنقوش مناسبة للكتاب وكذلك يتميز
كل كتاب عن غيرة.

فكان يلصق بها جذاذة تحمل عنوان اللكتاب واحيانًا مؤلفه، وهذه الجذاذة تربط إلى طرفه.

وكانت الكتابة تتم في اعمدة واحيانًا تصل إلى عمودين واحيانًا إلى ثلاثة اعمدة في الصفحة الواحدة.

وكان عرض العمود يتراوح بين بوصتين أو ثلاث بوصات.

وكان فرد اللفافة للحصول على المعلومات منها عملًا شاقًا وخاصة إذا كانت القراءة في
الوضع الوقف.

وقد شاع في عصور ما قبل الميلاد شكل اللفافة في الكتاب ولم يتحول شكلة إلى الكراس.

إلا في القرن الأول والثاني للميلاد وكلمة (codex) في اللاتينية تعني جذع الشجرة أو
كتلة الخشب وربما كان أقدم الكتب على شكل كراس.

أشهر الكُتب التي كُتبت على ورق البردي:

وتعتبر مُلخصات القانون الروماني والكتاب المُقدس المسيحي من أضخم الكتب الذي
وصلت مصر القديمة .

وأشهرها على الإطلاق وأقدمها“كتاب الموت” والمحفوظة نسخة منه في المتحف البريطاني.

ويرجع تاريخها إلى العصر الذهبي لمصر، أي عصر بناء الأهرامات، وهذا الكتاب قد
صُمم تصميمًا دينيًا خالصًا.

لأنه يحتوي على مزامير وصلوات وأدعية موجهة للأموات.

وكان لهذا الكتاب منرلته الخاصة حيث دأب المصريين القدماء على وضع نسخة من هذا
الكتاب في قبر الميت.

وذلك لترشيد روحة في رحلة الأبدية في الآخرة. وربما كان هذا أول وأروج تجارة الكتب
على ضفاف النيل.

ويعتبر الكتاب الثاني الشهير في العالم وجيء به ايضًا من مصر القديمة.

وهو كتاب“حكم بتاج-حوتب” وقد يكون أقدم من الحكم سليمان ولقمان، والنسخة التي عثر
عليها ورق البردي بقياس (23,7×6) بوصة.

وهي محفوظة الآن في المكتبة الأهلية في باريس ولم تصل كراريس بردية كثرة اللفائف.

ويعود ذلك إلى هشاشة البردي على مرور الزمن. وقد استمر أستخدام ورق البردي حتى
القرن الحادي عشر.

حيث غلبه الرق وأخرجة من سوق الكتاب.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن أصل كلمة ورق مشتقة أصلًا من اللفظ اللاتيني الذي يعني
البردي.

وقد استخدم المصريون القدماء أدوات للكتابة تميزوا بها مثل استخدامهم ساقًا من الغاب في
كتاباتهم فيها عرف بقلم الغاب (النبط) .

وكان يُبرى بريًا مائلً لتسهيل عملية الكتابة، وكانت المسطرة تتساوى في الأهمية مع قلم
الغاب.

ولا غنى عنها في ترتيب السطور والصفحات، أما المدار فكان يُصنع من السناج أو فحم
الخشب.

مخلطوطًا مع الماء والصمغ العربي. وظل الغاب (القصب) هذا مُستخدمًا في الريف.
المصري وخاصة في الكتاتيب إلى عهد قريب.

ومنه انتقل إلى مختلف البلاد العربية حتى عم استخدام أقلام الحبر الحديثة التي نعرفها
اليوم وبأشكالها وأنماطها المختلفة.

المصدر: 1- محمد علي العناسوة ، علم المرجعيات ، عمان: دار الياقوت ، 2000.2- مصطفى الرافعي ، فنون صناعة الكتابة .- بيروت: دار الجيل ، 1994 .3- علي سليمان ، الكتابة والمكتبات عبر العصور .- دمشق: مطبعة ابن حيان ، 1986 .


شارك المقالة: