الدمى الهندية

اقرأ في هذا المقال


الدمى هي محور إلتقاء مختلف الأعمار والأزمان والثقافات، فهي تُعبر عن الدين والطبيعة وعن التفاعل الإنساني،  وفي الهند وجدت الدمى التي تعكس الحياة الريفية وتصور الرقصات الهندية ذات الألوان الزاهية الجميلة، فقد كان لدى الشعب الهندي مودةً خاصةً جداً للدمى فهي جزء من تقليد تقديم الدمى كهدية زفاف للعروس.

الدمى الهندية المعدنية:

كان النحاس والبرونز من أوائل المعادن غير الحديدية التي شكلها الإنسان في أدواته، فقد تم العثور على إشارات إلى صب الصور البرونزية في النصوص القديمة، كما تشتهر الهند بأصنافها البرونزية والنحاسية في الصب الصلب للمجسمات، حيث يتم صنع القالب عن طريق وضع عدة طبقات من الطين على نماذج الشمع المعدة، ثم تُسكب السبيكة المنصهرة في تيار رفيع ومتساوٍ في قالب ساخن أحمر، وعندما يتم كسر القالب يتم الحرص على إظهار رأس الأيقونة أولاً، كبشارة خير.

الدمى الهندي الخشبية:

ازدهرت صناعة الخشب في الهند على مر القرون فكانت الدمى المصنوعة من الخشب تحظى بشعبية كبيرة، فتم نحت التصميمات التقليدية على الخشب، ثم دهنها لإعطاء الكائن بأكمله تأثيراً غنياً، وكانت تصنع الدمى الهندية الخشبية بالأشكال الشعبية والكلاسيكية، مما يوفر جاذبية جمالية مع نضارة وسحر خاص بها.
كانت تنتج الدمى المصنوعة من خشب الجوز من ثلاثة أجزاء من الشجرة: الفروع والجذع والجذر، الفروع لها لون الخشب الباهت، والجذع هو الأغمق، والفروع ليس لها عروق، والجذوع لديها أقوى عروق، وكانت تُصنع الدمى أيضاً من خشب الصندل وخشب الورد والعاج تتميز بامتياز فني.

الدمى الهندية الطينية:

كانت تصنع الدمى وتماثيل الآلهة من الطين في الهند منذ العصور القديمة، وقد امتدت صناعتها 3000 عام تقريباً وكانت تُستخدم خلال المهرجانات مثل دورجا بوجا في البنغال، وكانت تتميز الدمى الهندية الطينية بسطحها الزجاجي البراق.

الدمى الهندية المصنوعة من الحجر:

كانت تعد الأشكال البشرية باللون الوردي والحجر الرملي المحفور وكانت ثقيلة الوزن، إلا أنها ممتازة وتحمل مهارات أسلافهم وتقاليد فنهم، وتمت صناعة الدمى الحجرية باستخدام الحجر الرملي وحجر “Nilgiri “والحجر الناعم “Kochilla “وحجر السربنتين وتشمل الموضوعات الشائعة صور الآلهة الهندوسية والراقصين، وكانت تنتج ماكرانا في ولاية راجاستان دمى وتماثيل رخامية رائعة.

الدمى الهندية الورقية:

تُعتبر هذه حرفة جديدة نسبياً في الهند، وقد اشتهرت جيداً في أجزاء كثيرة من البلاد، حيث أن المواد الخام متاحة بسهولة وغير مكلفة، وبعد فترة وجيزة من اكتشاف الصينيين كيفية صنع الورق قبل حوالي 2000 عام بدأوا في تجربة طرق تشكيلها عن طريق تمزيقها إلى قطع، وخلطها بالغراء وتشكيلها إلى أشياء مفيدة وجذابة، ثم انخفض الاهتمام بهذه الحرفة لمئات السنين حتى أحياها الفرنسيون في القرن الثامن عشر، وأطلقوا عليه اسم الورق الممعجن “الورق الممضوغ”.
تُصنع دمى الورق المعجن عن طريق نقع الورق في الماء حتى يتفكك، ثم يتم سحقه وخلطه بمحلول لاصق، وتشكيله في قوالب وتركها حتى تجف وتثبت، ويتم بعد ذلك دهنها وتلميعها، ويكون الورق الذي تم قصفه إلى اللب أنعم تشطيب في المنتج النهائي، وعندما لا يكون القصف دقيقاً جداً تكون النهاية أقل سلاسةً، كان يتميز التصميم المرسوم على الورق الممعجن بألوان زاهية، وكما كان يُستخدم الذهب في معظم الأشياء، وكانت تتم إضافة الورنيش الذي يتم تطبيقه على المنتج النهائي مما يضفي لمعاناً ونعومة ًعاليين.

الدمى الهندية الزجاجية:

لقد كان المغول هم من اكتشفوا الإمكانيات الزخرفية للزجاج، وحقيقة أنه عندما يتم قطعه يتمتع ببريق يشبه الماس، ويقال إن أصل النقوش الزجاجية من الهند ولكن تم تصديرها إلى أوروبا، وقد صنعوا الهنود الدمى الزجاجية الجميلة المميزة المملؤة بسائل ملون يسمى “panchkora “.

دمى القماش الهندية:

كانت دمى القماش موجودةً منذ فترة طويلةً تقريباً مثل القماش نفسه، فقد صُنعت الدمى من القماش في مصر القديمة، ولقد كانت أكثر شعبيةً في بعض فترات التاريخ من غيرها، ولم يتم نسيانها أبداً والسبب الرئيسي لذلك هو أن القماش هو أسهل المواد التي تجدها المرأة، فيمكن للأم دائماً استخدام خرقة قديمة على الأقل لتصميم دمية لطفلها بصرف النظر عن حقيقة توفرها دائماً، كما ويسهل التعامل مع القماش ولا يتطلب أي أدوات تقريباً فكانا هذان السببان أساس اختيار القماش كمادة لدمى الأزياء.
تتميز الدمى القماشية بالبساطة والسحر الأساسيين، مما يميزها عن الدمى الأخرى والتي عادة ما تصنع لتكون واقعية في المظهر، وعلى الرغم من أن معظم الدمى المصنوعة من القماش في جميع أنحاء العالم تفتقر إلى التطور والواقعية إلا أن الدمى المصنوعة من القماش التي صنعها الفنان الحائز على جائزة مادري جين كانت تصور حياة الإنسان بشكل واقعي مثل الدمى المصنوعة من مواد أخرى.
كانت أجزاء الجسم القماشية تُخاط وتُحشى بالقطن الصناعي، مع إطار معدني يوفر بنية الجسم، كما كانت الوجوه مصنوعة من قماش محشو بالقطن الصناعي، وتم رسم ملامح الوجه بعناية فائقة باليد وتم خياطة جميع الأطراف والأصابع والقدم بشكل منفصل؛ لتوفير تصوير أكثر واقعية للإيماءات، كما تمت خياطة الملابس والإكسسوارات وتحضيرها يدوياً.

المصدر: احتراف الدمى الخزفية. تأليف: جاين بول.كتاب كروشيه الدمى. تأليف: المصممة ندى.الحرف والصناعات اليدوية. تأليف: اعتماد علام.أميراتي لصناعة الدمى. تأليف: معصومة البلوشي.


شارك المقالة: