البرمجيات مفتوحة المصدر Open-source Software

اقرأ في هذا المقال


يشير مصطلح “المصدر المفتوح”، إلى شيء يمكن للأشخاص التعديل عليه ومشاركته؛ لأن تصميمه متاح للجميع، وقد نشأ المصطلح في سياق تطوير البرمجيات، للإشارة إلى حالة محددة من إنشاء برمجيات الكمبيوتر.

ما هي البرمجيات مفتوحة المصدر؟

البرمجيات مفتوحة المصدر هي برمجيات ذات كود مصدر (Source Code)، يمكن لأي شخص فحصه وتعديله وتحسينه، و”الكود المصدر” هو جزء من برمجية لا يراها على الإطلاق معظم مستخدمي الكمبيوتر، وهو الكود الذي يمكن لمبرمجي الكمبيوتر معالجته لتغيير كيفية عمل البرمجية (software)، سواء أكان برنامج (program) أو تطبيق (application)، يمكن للمبرمجين الذين لديهم حق الوصول إلى “الكود المصدر” لبرمجيات الكمبيوتر تحسين هذه البرمجيات، عن طريق إضافة ميزات إليه، أو إصلاح الأجزاء التي لا تعمل دائمًا بشكل صحيح.

ما الفرق بين البرمجيات مفتوحة المصدر وأنواع البرمجيات الأخرى؟

تحتوي بعض البرمجيات على “كود مصدر” لا يمكن التعديل عليه، إلا من قِبل الشخص، أو الفريق أو المؤسسة التي أنشأته، وتحتفظ بالتحكم الحصري عليه، يطلق الناس على هذا النوع من البرمجيات “ذات ملكية”، أو برمجيات “مغلقة المصدر”، يمكن فقط للمؤلفين الأصليين للبرمجيات ذات الملكية نسخها، وفحصها وتعديلها بشكل قانوني.

ومن أجل استخدام البرمجيات ذات الملكية، يجب أن يوافق مستخدمو الكمبيوتر على أنهم لن يفعلوا أي شيء بالبرنامج لم يُصرّح به مؤلفو البرنامج صراحةً، عادةً يتم ذلك عن طريق التوقيع على رخصة، تظهر في المرة الأولى التي يقومون فيها بتشغيل هذه البرمجيات، ويعد (Microsoft Office) و (Adobe Photoshop)، أمثلة على البرمجيات ذات الملكية الخاصة.

البرمجيات مفتوحة المصدر مختلفة، إذ يجعل مؤلفو الكود المصدر الخاص بهم متاحًا للآخرين الذين يرغبون في عرض هذا الكود، أو نسخه، أو التعلم منه، أو تعديل عليه، أو مشاركته، ويعد (LibreOffice) و (GNU Image Manipulation Program)، هما مثالان على برمجيات مفتوحة المصدر، وكما هو الحال مع البرمجيات ذات الملكية الخاصة، يجب على المستخدمين قبول شروط الترخيص عند استخدامهم لبرمجية مفتوح المصدر، ولكن تختلف الشروط القانونية لتراخيص البرمجيات مفتوحة المصدر بشكل كبير عن تلك الخاصة بتراخيص البرمجيات ذات الملكية.

تؤثر تراخيص البرمجيات مفتوحة المصدر على الطريقة التي يمكن للأشخاص استخدامها، ودراسة هذه البرمجيات، والتعديل عليها، وتوزيعها، بشكل عام، تمنح التراخيص مفتوحة المصدر مستخدمي الكمبيوتر الإذن باستخدام برمجية مفتوحة المصدر لأي غرض يرغبون فيه.

بعض التراخيص مفتوحة المصدر (ما يسميه بعض الناس تراخيص “الحقوق المتروكة”)، تنص على أن أي شخص يقوم بإصدار برمجية مفتوحة المصدر معدل عليها، يجب أن يقوم أيضًا بإصدار كود المصدر لهذا برمجية بجانبه، علاوة على ذلك، تنص بعض تراخيص البرمجية مفتوحة المصدر، على أن أي شخص يغير البرمجية ويشاركه مع الآخرين، يجب عليه أيضًا مشاركة الكود المصدر لهذا البرمجية دون فرض رسوم ترخيص مقابل ذلك.

تعزز تراخيص برمجيات مفتوحة المصدر التعاون والمشاركة؛ لأنها تسمح لأشخاص آخرين بإجراء تعديلات على الكود المصدر، ودمج هذه التغييرات في المشاريع الخاصة بهم، وتشجع المبرمجين على الوصول إلى البرمجيات مفتوحة المصدر، وعرضها  وتعديل عليها متى أرادوا، طالما أنهم يسمحون للآخرين بفعل الشيء نفسه عند مشاركة عملهم.

هل البرمجيات مفتوحة المصدر مهمة فقط لمبرمجي الكمبيوتر؟

لا، يمكن أن يستفيد المبرمجين وغير المبرمجين من التكنولوجيا مفتوحة المصدر، والمنطق مفتوح المصدر؛ نظرًا لأن المخترعين الأوائل قاموا ببناء أجزاء كثيرة من الإنترنت نفسها على تقنيات مفتوحة المصدر، مثل (Linux) وهو نظام التشغيل (OS) مفتوح المصدر وأكبر مشروع مفتوح المصدر في العالم، و(Apache) خادم ويب مفتوح المصدر لعب دورًا رئيسيًا في بداية عهد الويب، و(MySQL) هو نظام إدارة قواعد البيانات مفتوح المصدر تستخدمه العديد من تطبيقات الويب القائمة على قواعد البيانات، لذا فإن أي شخص اليوم يقوم باستخدام الإنترنت، سوف يستفيد من البرمجيات مفتوحة المصدر.

في كل مرة يقوم مستخدمو الكمبيوتر بعرض صفحات الويب، أو التحقق من البريد الإلكتروني، أو الدردشة مع الأصدقاء، أو بث الموسيقى عبر الإنترنت، أو تشغيل ألعاب الفيديو متعددة اللاعبين، يتم توصيل أجهزة الكمبيوتر، أو الهواتف المحمولة، أو وحدات التحكم في الألعاب، بشبكة عالمية من أجهزة الكمبيوتر، باستخدام برامج مفتوحة المصدر لتوجيهها ونقل البيانات إلى الأجهزة المحلية الموجودة أمامهم، عادةً ما تتواجد أجهزة الكمبيوتر التي تقوم بهذه الأعمال المهمة، في أماكن بعيدة لا يراها المستخدمون فعليًا أو لا يمكنهم الوصول إليها أبداً، ولهذا السبب يُطلق على هذه أجهزة الكمبيوتر اسم “أجهزة الكمبيوتر البعيدة”.

يعتمد الأشخاص بشكل أكبر على أجهزة الكمبيوتر البعيدة، عند أدائهم للمهام على أجهزتهم المحلية، مثلاً، فقد يستخدم الأشخاص برمجيات معالجة النصوص، وتحرير الصور، والدردشة، عبر الإنترنت والتي لا يقومون بتثبيتها وتشغيلها على أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم، وبدلاً من ذلك، يمكنهم الوصول إلى هذه البرمجيات على أجهزة الكمبيوتر البعيدة باستخدام متصفح الويب أو تطبيق على الهاتف المحمول، عندما يقومون بذلك، فإنهم يسهمون في “الحوسبة عن بعد”.

بعض الأشخاص يُطلق على الحوسبة عن بُعد اسم “الحوسبة السحابية“، لأنها تتضمن أنشطة، مثل تخزين الملفات، أو مشاركة الصور، أو مشاهدة مقاطع الفيديو، وتتضمن  الأجهزة المحلية والشبكة عالمية، من أجهزة الكمبيوتر البعيدة، والتي تشكلها، أصبحت الحوسبة السحابية جانبًا مهمًا في الحياة اليومية مع الأجهزة المتصلة بالإنترنت، بعض تطبيقات الحوسبة السحابية، مثل (Google Apps)، ذات ملكية خاصة، ولكن البعض الآخر، مثل (ownCloud و Nextcloud)، مفتوحة المصدر.

هل يعني مصطلح “المصدر المفتوح” أن شيئا ما مجاني؟

لا، هذه فكرة شائعة عن ما نعني بال “المصدر المفتوح” لكنها خاطئة، والآثار المترتبة على هذا المفهوم ليست فقط اقتصادية، فيمكن لمبرمجي البرمجيات مفتوحة المصدر كسب الأموال مقابل البرمجيات مفتوحة المصدر التي يقومون بإنشائها، أو التي يساهمون بها.

في بعض الحالات، ولأن ترخيص برمجيات مفتوحة المصدر قد يتطلب إصدار تعليمات للبرمجية المصدر الخاصة بهم عند بيع البرامج للآخرين، فإن بعض المبرمجين يفرضون أموال على المستخدمين، مقابل الخدمات لدعم البرمجية (بدلاً من شراء البرمجية نفسها)، يكون ذلك أكثر ربحًا، هكذا تظل برمجياتهم مجانية، ويكسبون المال من مساعدة الآخرين على تثبيت واستخدام هذه البرمجيات.

أحياناً بعض البرمجيات مفتوحة المصدر قد تكون مجانية، إلا أن المهارات الإضافية في البرمجة، والبحث عن الأخطاء وإصلاحها في البرمجيات مفتوحة المصدر، يمكن أن تكون ليست مجانية، يسعى أرباب العمل بالتحديد إلى توظيف مبرمجين ذوي الخبرة للعمل على البرمجيات مفتوحة المصدر.

المصدر: ?What is open source?What is open source softwareOpen source softwareWhat is open source, and why is it important?


شارك المقالة: