ماهي تقنية الجيل السادس 6G ومتى ستتوفر؟

اقرأ في هذا المقال


الاتصالات الخليوية

غيّرت الاتصالات الخليوية طريقة تفاعل البشر مع العالم ومع بعضهم البعض، إذ أنّه من الصعب إيجاد تقنية أخرى كان لها نفس الأثر القوي على حياتنا، حيث تطوّرت هذه التقنية بسرعة هائلة انطلاقاً من الجيل الأول 1G، ووصلاً إلى الجيل الخامس 5G اليوم.
وعلى الرغم من أنّ منظومات هذا الجيل ما تزال قيد النشر، وتقنيات الجيل الرابع 4G وحتى الثالث 3G هي المعتمدة في مناطق واسعة حول العالم، بدأ الحديث بالفعل عن تقنية الجيل السادس 6G.

ستغيّر تقنية الجيل السادس 6G شكل الإنترنت الذي نعرفه اليوم، حيث ستكون سرعة النقل كبيرة إلى حدٍّ بعيد، ولن نكون مجبرين على انتظار أشرطة تقدم التحميل لأي كمية عادية من البيانات، فببساطة سيكون كل شيء متاحاً مباشرةً.
ومع أنّ هذه التقنية ما زالت في مرحلة وضع المعايير، وبالتأكيد ستأخذ وقتاً طويلاً قبل دخولها حيّز الاستخدام، إلَّا أنَّنا في هذا المقال سنتعرف عليها، ومتى من الممكن أن تتوفر؟ وما الذي علينا توقعه حولها؟

تقنية الجيل السادس 6G

حقيقةً من الصعب في الوقت الحالي تعريف تقنية الجيل السادس بشكل دقيق، لكن هناك بعض الشائعات حول هذه التقنية، حيث وبحسب تلك الشائعات ستوفّر معدل نقل بيانات قد يبلغ (1Tb) في الثانية.
كما أنَّ عرض الحزمة سيكون أفضل بكثير من قيمته الحالية في شبكات الجيل الخامس، بالإضافة إلى أنَّ المحطات القاعدية ستخدم عدداً ضخماً من المستخدمين قد يفوق بكثير المليون مستخدم التي ستخدمها محطات الجيل الخامس.

وبحسب (Jessica Rosenworcel) وهي عضو في اللجنة الفيدرالية للاتصالات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، فإنَّ شبكات الجيل السادس سوف تعمل على ترددات عالية من رتبة تيراهرتز(THz).
وستكون المحطات القاعدية صغيرة الحجم ومنتشرة في كل مكان، ممَّا يجعلها قادرة على تخديم مئات وحتى آلاف الاتصالات اللاسلكية المتزامنة، بسعة أعلى بألف مرّة من تلك المتوفرة في شبكات الجيل الخامس.

متى ستتوفر تقنية الجيل السادس؟

جرت العادة أن يتم تقديم جيل جديد من شبكات الاتصالات الخليوية كل عقد من الزمن، لذلك من المتوقع أن نرى شبكات الجيل السادس في حوالي العام 2030، أو على الأقل في غضون ذلك الوقت ستكون بعض شركات الاتصالات قد بدأت بالانتقال إليه، وسنرى مصنعي الهواتف ينتجون هواتف ذكية قادرة على دعم 6G، حيث إنّ الدراسات بدأت بالفعل.

في أوائل عام 2018 أعلنت جامعة (Oulu) الفنلندية عن تمويل برنامجها لتطوير تقنية الجيل السادس، بما في ذلك المواد والهوائيات والبرمجيات وغيرها من المتطلبات لهذا الجيل، حيث تقوم الفكرة على البدء بتطوير العتاد اللازم ومن ثمّ اكتشاف كيفية استخدام هذه التقنية، ولم يقتصر الأمر على هذه الجامعة إذ أنّ العديد من الجهات باشرت أبحاثها بالفعل كجامعة (Virginia Tech)، وشركات مثل (Samsung وLG).

لن تنتهي الأبحاث حول شبكات الجيل السادس بين ليلة وضحاها، لذلك ربما لن تكون هذه الشبكات متوفّرة بالسرعة التي نريدها، حيث إن هناك العديد من الإجراءات الواجب اتّخاذها كتحديد الحزم الترددية المطلوبة، وشراء الطيف الترددي المرخص، والتعامل مع القواعد المفروضة.

ما الذي علينا توقعه؟

إنَّ أي شيء يعتمد على الاتصال بالإنترنت سيتحسن بشكل كبير عند استخدام شبكات الجيل السادس، فبينما نملك اليوم أنظمة واقع افتراضي وواقع معزّز قوية بفضل شبكات الجيل الخامس.
ومدن ومزارع ذكيّة متصلة بالكامل بالإنترنت، وأنظمة روبوتيك ذكية تعمل في المصانع، سيواصل الجيل التالي دعم هذه القطاعات بأفضل شكل ممكن، وربما سنكتشف حقول جديدة لم نستطع الوصول إليها اليوم.

ستلعب شبكات الجيل السادس دوراً مهماً أيضا في ثورة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء التي نشهدها، فعلى سبيل المثال يجب أن تكون السيارات ذاتية القيادة على معرفة دقيقة بموقعها، والبيئة المحيطة بها وتغيرات هذه البيئة.
كما يجب أن تعرف مستخدمي الطريق كالمشاة والدراجين والسيارات الأخرى، ويجب أن تتواصل معهم بحيث يتم تفادي الحوادث والازدحام وتخفيض زمن الرحلة بأكبر قدر ممكن.

يتطلب ما سبق القدرة على تأسيس اتصال سريع، وتبادل كميات كبيرة من البيانات بأقل تأخير ممكن، وهنا يأتي دور تقنية الجيل السادس، فبينما تتميز شبكات الجيل الخامس بتأخير منخفض قد يبلغ حوالي 4ms، يمكن للجيل السادس تخفيض هذا التأخير أكثر، وربما قد نصل نظريًا إلى تأخير يساوي الصفر، ولفهم معنى ذلك يمكن أن نتخيل أن زمن تشغيل فيلم ما سيكون محدوداً فقط بالزمن اللازم لعمل الشاشة.

إنَّ هذا مجرد مثال واحد فقط لما يمكن تحقيقه بمساعدة هذه الشبكات، والتي ستكون كما يشبهها Marcus) Weldon) كبير المهندسين في مختبرات (Nokia Bell Labs) بمثابة حاسة سادسة للإنسان والآلات الذكية.

هل نحتاج لتقنية الجيل السادس بالفعل؟

تسعى شبكات الجيل الخامس إلى تسهيل الوصول إلى الإنترنت لعدد كبير من الأشخاص، وتهدف إلى تحسين كل شيء انطلاقاً من الترفيه وصولاً إلى الرعاية الصحيّة، وهنا يجب أن نطرح سؤالاً مهماً، هل يمكن تطوير هذه القطاعات أكثر من ذلك؟ وهل يتطلب هذا التطوير استخدام شبكات الجيل السادس؟

ربما يمكن أن نجيب على تلك التساؤلات بنعم، فالمنتجات الجديدة يمكن أن تتدفق باستمرار ضمن السوق للاستفادة من التقنيات الجديدة، لكن لطالما يستمر المُطوّرون والمصنعون وشركات الاتصالات بتحسين شبكات الجيل الخامس، فلن نحتاج إلى الانتقال للجيل التالي.


شارك المقالة: