ما هو الفرق بين الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة؟

اقرأ في هذا المقال


تعددت التقنيات والمفاهيم الذكية الحديثة، والتي أصبحت ثورة علمية مرغوبة ومفيدة، ولا تزال في تقدم مستمر لخلق منتجات أكثر ذكاء وقدرة على التواصل والتفاهم مع العالم الخارجي واتخاذ القرارات.
وكثيراً ما نسمع مصطلحات ونألف سماعها إلَّا أنَّنا لا نعلم بالضبط ما هي أو قد نحتاج لتعريف دقيق يوضح الفروقات، هل تعلم الآلة هو نفسه الذكاء الاصطناعي أم هما مجالان منفصلان؟ دعونا نعرف بالتفصيل ما هو الفرق بين الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.

ماذا يعني تعلم الآلة؟

تتعلم الآلة وتصبح قادرة على اتخاذ القرارات عن طريق عملية تعلّم مسبقة، حيث يتم تعليم الآلة باستخدام خوارزميات تدريب تعتمد على مجموعة كبيرة من المعلومات التي تساعد الآلة على الفهم.
على سبيل المثال إذا أردنا أن تكون الآلة قادرة على تمييز القطط عن الكلاب فإنَّنا نقدم لها مجموعة معلومات تحوي صور قطط ونقوم بإخبارها مسبقاً أنَّ الصور بها قطط وصور كلاب وكذلك نخبرها أنَّ الصور هي لكلاب إلى أن تتعلم وتميز بشكل جيد وفق خوارزميات التعليم المختلفة وبذلك تصبح قادرة على التمييز بين القطط والكلاب بشكل سريع وجيد.

ماهي خوارزميات تعلم الآلة؟

تكون خوارزميات تعلم الآلة مبنية وفق ما يسمَّى الشبكات العصبونية، حيث تعمل هذه الشبكات بشكل مشابه للشبكات العصبية الطبيعية في جسم الإنسان والتي تتعلم بالتكرار، حيث يمكن أن نقدم لطفل صغير نفس الصور السابقة للقطط والكلاب وسيصبح قادراً على التمييز بينهم.

وعندما يقوم المبرمج ببناء شبكة عصبونية لا بد له أن يهتم بالصفات التي سيستخدمها بالإضافة إلى ثقل وأهمية هذه الصفات في معادلات حساب القرار وهو قرار أن تكون الصورة لقطة أم لكلب وذلك بعد أن يتم انتهاء التدريب إذ أنَّ هذه الصفات والأوزان هي ما يعطي الخوارزمية دقتها وقوتها ويجعل قراراتها صائبة وصحيحة بنسب أعلى.

تعتمد معظم أمثلة الذكاء الاصطناعي التي نسمع عنها اليوم من أجهزة الحاسوب التي تلعب الشطرنج إلى السيارات ذاتية القيادة تعتمد اعتماداً كبيراً على التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية، وباستخدام هذه التقنيات، يمكن تدريب أجهزة الحاسوب على إنجاز مهام محددة من خلال معالجة كمية بيانات كبيرة والتعرف على الأنماط الموجودة في البيانات.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

إذا قسمنا مصطلح الذكاء الاصطناعي إلى كلمتي “الذكاء” و “الاصطناعي” فسنجد أنَّ “الاصطناعي” تعني أنَّه شيء من صنع الإنسان ولم يكن موجودًا بشكل طبيعي، و”الذكاء” تعني القدرة على الفهم والتفكير، بتعريف شامل فإنَّ الذكاء الاصطناعي هو الدراسة التي تبحث في تدريب الحواسيب لتستطيع القيام ببعض المهام التي تحتاج قدرة على التفكير والفهم والتحليل.

تصف أفلام هوليوود وروايات الخيال العلمي الذكاء الاصطناعي (AI) بأنَّه روبوتات شبيهة بالإنسان تسيطر على العالم، إلَّا أنَّ الذكاء الاصطناعي يتطور لتوفير فوائد كثيرة في كل مجال الصناعة، والتطور الحالي لتقنيات الذكاء الاصطناعي ليس مخيفاً، ويتيح للآلات أن تتعلم من التجربة، وأن تتكيف مع المدخلات الجديدة وتؤدي أعمالاً كالبشر.

أقسام الذكاء الاصطناعي

الأتمتة الذكية: أي جعل الآلة تعمل بشكل ذاتي تلقائي، على سبيل المثال أتمتة مهام متكررة وكبيرة لتقوم بها الآلة بدلاً من البشر، والجديد فيها أنَّها تتكيف مع تغير الظروف والحالات لتعطي العمل المطلوب وفق المدخلات التي تحصل عليها.

تعلم الآلة: وهو علم إضافة الذكاء للآلة بحيث يمكنها العمل واتخاذ القرارات وفقًا لعمليات تعليم مسبقة، وذلك بما يعرف بالتحليلات التنبؤية، وهناك عدة أنواع من خوارزميات تعلم الآلة فقد يكون التعلم بإشراف أي تصنيف المجموعات وفقًا لتصنيفات مسبقة محددة أو بدون إشراف أي تصنيف المجموعات وفقًا لأوجه التشابه والاختلاف، وقد تستخدم عمليات التعزيز التي لا تصنف البيانات بل تقدم تغذية عائدة لنظام الذكاء الاصطناعي وذلك بعد إجراء العديد من العمليات عليها.

الروبوتات: وهو مجال يركز على تصميم وصناعة الروبوتات، والتي تستخدم لتنفيذ مهام صعبة على البشر أو يتطلب تنفيذها تكرار دائم، حيث يمكن استخدام هذا المجال في المصانع وخطوط الإنتاج لتجميع قطع السيارات مثلاً.

رؤية الآلة: وهو علم السماح للحاسب بمشاهدة المحيط والتعرف عليه، وهنا يلتقط المعلومات المرئية باستخدام كاميرا مثلاً ويحللها ويتخذ القرارات بناء عليها ويكون ذلك بشكل آلي، ومن أهم استخداماته رؤية الصور الطبية.

السيارات ذاتية القيادة: تستخدم مزيجاً من تعلم الآلة ورؤية الحاسوب والتعرف على الصور لبناء مهارات القيادة وإضافتها للسيارة لتتمكن من السير بشكل آلي وتجنب العوائق وزيادة وتخفيف السرعة كأن لو كان سائق حقيقي يقودها.


شارك المقالة: