ما هو إقليم التندرا؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي التندرا

إن التندرا يشمل مجالاً عظيم الاتساع في الأصقاع الباردة التي يكون فيها فصل النمو قصيراً بدرجة لا تسمح بقيام حياة نباتية غنية، حيث أنها تمتد إلى الشمال من نطاق التايجا، بحيث يكون الانتقال بينهما بشكل تدريجي بشكل عام، فكلما اتجهنا جهة القطب قلت كثافة التايجا وقل حجم أشجارها، حتى تصل إلى مناطق يغطيها الجليد في أغلب شهور العام، ولا توجد بها إلا فصل دافئ قصير، حيث لا يزيد طوله على ثلاثة أشهر، كما أن معدل درجة الحرارة لا يرتفع في أي شهر من شهوره عن 10 درجات مئوية، ولكنه يزيد على 6 درجات مئوية في شهر أو شهرين منها.

الحياة النباتية في التندرا

وخلال هذا الفصل تنمو حياة نباتية فقيرة قصيرة العمر، حيث تتكون من أعشاب وطحالب وبعض نباتات ذات أزهار جميلة، ومن الممكن أن تختلف النباتات من مكان إلى آخر، وذلك يكون بحسب بعض الاختلافات المحلية الخاصة بطبيعة سطح الأرض، ففي الأماكن المنخفضة التي يتم تحولها إلى مستنقعات عند ذوبان الجليد تشمل الحياة النباتية كثيراً من الطحالب (Mosses) وحشائش البحر (Lichens)، التي تكثر كذلك على شواطئ البحار، أمَّا على المنحدرات التي تتجه باتجاه الجنوب فتنمو الكثير من النباتات ذات الأزهار المختلفة؛ وذلك لأن هذه المنحدرات تكون أدفأ نسبياً ويكون نصيبها من أشعة الشمس أكثر من نصيب الأراضي المنخفضة أو المنحدرات الشمالية.

حيث تتميز جميع هذه النباتات بأن جذورها تكون قصيرة؛ وذلك لأن ذوبان الجليد خلال فصل الصيف يكون في الغالب مقصوراً على طبقة سطحية رقيقة من التربة، بينما تبقى التربة السفلية متجمدة ولا تسمح لجذور النباتات بالتعمق فيها، كما تتناقص النباتات بطبيعة الحال كلما اقتربنا من القطب حتى تنتهي بشكل تام داخل المناطق التي يغطيها الجليد الدائم، وهي التي يطلق عليها في بعض الأحيان إسم الصحاري الجليدية.

الحياة الحيوانية في التندرا

كما تضم الحياة الحيوانية في التندرا بعض أنواع الحيوانات والطيور التي تتميز بمقدرتها على تحمل البرودة الشديدة، حيث تعتبر الرنة (Riendeer) من أهم هذه الحيوانات، وقد استطاع سكان تندرا أوارسيا أن يستأنسوها ويستخدموها في جر الزحافات التي يستخدموها خلال تنقلاتهم، وذلك فضلاً عن أنهم يأكلون لحمها ويستفيدون من جلودها في صناعة ملابسهم وخيامهم، ويطلق اسم الكاريبو (Caribou) على الرنة التي تعيش في شمال كندا، وهي لم تستأنس بعد، كما يقوم الإسكيمو الذين يعيشون فيه بصيدها، كما تتغذى الرنة (أو الكاريبو) على العشب الذي يمكنها أن تحصل عليه حتى أثناء فصل الشتاء بأن تكسر بحوافرها وقرونها طبقة الجليد التي تغطيه.


إلى جانب ذلك فقد تعيش في التندرا أيضاً بعض الحيوانات، التي قد تكون مفترسة ومن أهمها الدببة والذئاب والثعالب، حيث أنها تعتمد في غذائها على الحيوانات الصغيرة التي تنتشر داخل هذا الإقليم، ومن أهمها الجرذان والأرانب القطبية، وبعض هذه الحيوانات مثل الثعالب تمتاز بوجود فراء ناعم لها، ممَّا يجعل له قيمة كبيرة من الناحية الاقتصادية، ولهذا فإن صيدها والاتجار في فرائها يعتبر من الحرف المهمة التي يقوم بها السكان.

وبسبب فقر التندرا خلال فصل الشتاء ولأن الأرض تكون مكسوة بالثلوج فإن حيواناتها تهاجر إلى نطاق الغابات الصنوبرية باتجاه الجنوب بينما يقضي بعضها الآخر أغلب أيام هذا الفصل في جحور يحفرها تحت الثلوج، حيث تكون درجة الحرارة أعلى نسبياً منها على السطح، وكما تمتاز المياه الساحلية داخل إقليم التندرا بوجود حيوانات خاصة مثل فرس البحر (Seal) والدب القطبي، إلى جانب الكثير من الطيور البحرية مثل كل من طير البطريق أو البينجوين (penguin) ونوع من البط يشتهر بإسم بط الأيدر (Eider) وهو معروف بريشه الناعم الذي يتم استخدامه كثيراً في حشو كل من الوسائد والألحفة، حيث أن كل هذه الحيوانات تتغذى على ما تقوم باصطياده من أسماك وكائنات بحرية، ولهذا فإنها تكون كثيرة التنقل فوق كتل الجليد التي تطفو فوق البحر.

سكان منطقة التندرا


وسكان التندرا قليلون جداً في وقتنا الحاضر، حيث أنهم يعتمدون في حياتهم على حرفتي الصيد والرعي، فمثلاً في شمال كندا، يقوم (الإسكيمو) بصيد حيوان (الكاريبو) وسبع البحر، حيث يكون ذلك بشكل خاص خلال فصل الصيف، أمَّا في الشتاء فيرحلون باتجاه الجنوب، حيث يقومون بصيد الحيوانات ذات الفراء في الأجزاء الشمالية لنطاق الغابات الصنوبرية، أمَّا في شمال شبه جريرة إسكندنافيا وفنلندة وروسيا.


شارك المقالة: