الخرائط الجغرافية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الخرائط الجغرافية؟

إن الخريطة هي وسيلة مهمة في حياة الإنسان، ولم يعد استخدامها متوقف على الجغرافي والمؤرخ ورجل الآثار فقط، بل امتد دورها وزاد الاعتماد عليها في كثير من المجالات مثل مجال الإعلام والأمن والسياحة وغيرها، حيث أدرك القدماء بعض جوانب أهمية الخرائط، فرسموا بعضها لتمثيل العالم، وأقدم خريطة تمثل العالم عثر عليها في بلاد العراق ويرجع تاريخها إلى حوالي 43 قرناً مضت.
إن لفظ (خريطة) عند العرب يعني كيساً أو حقيبة من الجلد أو القماش يتم استخدامها لحفظ الأشياء أو تُلف بها ضروع الماشية حفاظاً على لبنها كي لا ترضعه صغارها، ولا يزال هذا اللفظ قيد الاستعمال عند كثير من القبائل البدوية في بادية الشام والعراق وشمال شبه الجزيرة العربية، وهذا يعني أن اللفظ كان موجوداً لدى العرب، ولكن مدلوله لم يكن مدلول الخريطة التي نعرفها الآن.
لقد كان عدد من الجغرافيين العرب يستخدمون كلمة الصورة أو المصور الجغرافي أو لوح الترسيم بدلاً من كلمة خريطة التي نعرفها حالياً، كما أن أول إشارة وردت لكلمة (صورة) بمعنى (خريطة) جائت مقترنة باسم الحجاج بن يوسف الثقفي عندما تباطئ في فتح منطقة بخارى من قبل قائده قتيبة بن مسلم.
حيث طلب الحجاج صورتها أي خريطتها ودرسها، ومن دراسة تلك الخريطة قام الحجاج بارسال اقتراحاته إلى قائده حول الخطط العسكرية التي من الممكن اتباعها من أجل فتح منطقة بخارى، ولقد تمكن المسلمون في النهاية من دخول بخارى وكانت تلك الخريطة ضمن الأسباب التي ساعدت على ذلك.
إن استخدام لفظ (خارطة) أو (خريطة) في اللغة العربية يعود إلى محمد علي باشا والى مصر، حيث تم تعريب كلمة كارت Carte فرنسية الأصل إلى لفظ (خارطة)، والخريطة هي عبارة عن قطعة متساوية من الورق أو القماش أو الجلد أو غيرها تمثل جزءاً من سطح الأرض أو كله.
وتختلف الخريطة عن الصورة الفوتوغرافية في أنها لا تحتوي على جميع الظاهرات التي توجد على السطح الذي تمثله، ولكنها تشمل ظاهرة واحدة أو أكثر على حسب الغرض الذي تم رسمها من أجله، بالإضافة إلى ذلك فإن الخريطة يمكن أن توضح بعض الظاهرات غير المرئية مثل كل من خطوط الطول، دوائر العرض، الحدود السياسية والإدارية، أسماء الأماكن.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: