الصحاري الحارة

اقرأ في هذا المقال


ما هي الصحاري الحارة؟

لا يوجد شك في أن الصحراء الكبرى تتواجد بشكلٍ كبير في أفريقيا كما أنها تمتد داخل شبه الجزيرة العربية في غرب آسيا وهي أكبر الصحاري الحارة، بل تمتاز أعظم الصحاري بشكل عام بالاتساع، حيث أن مساحتها تزيد عن ثلاثة ملايين من الأميال المربعة، كما تدخل ضمن الصحاري الحارة كل من صحراء ناميبيا وصحراء كلهاري في جنوب أفريقيا ثم الصحاري التي تشغل أغلب قارة أستراليا، صحاري المكسيك وأريزونا الموجودة في أمريكا الشمالية، صحراء أتكاما التي توجد في غرب أمريكا الجنوبية.
إذا ألقينا نظرة عامة على توزيع هذه الصحاري نلاحظ أنها تتسع بشكل خاص في شمال أفريقيا وفي أستراليا، ويعود السبب في ذلك بأن هاتين القارتين تتسعان اتساعاً واضحاً داخل العروض المدارية، ولا شك في أن اتصال أفريقيا بكتلة آسيا من جهة الشرق قد ساعد كثيراً على كُبر امتداد الصحاري بها، كما أن امتداد سلاسل الجبال الرئيسية بأستراليا بالقرب من سواحلها الشرقية قد حال دون دخول الرياح الماطرة باتجاه الأجزاء الوسطى والغربية وساعد بذلك على ظهور مساحات صحراوية كبيرة داخل هذه القارة إلى الغرب من نطاق الجبال، كما يقال أيضاً مثل هذا عن جنوب أفريقيا، حيث نلاحظ بأن الحافة المرتفعة للهضبة يكون امتدادها بحذاء الساحل الشرقي للقارة، ووجود هذه الحافة هو الذي يحول دون دخول أغلب الرياح الماطرة باتجاه الغرب، ممَّا تسبب في ظهور صحراء كلهاري وصحراء ناميبيا.
أمَّا داخل أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية فإن الحال يختلف عن ذلك، ففي أمريكا الشمالية نرى أن اليابس يضيق بشكل فجائي تقريباً إلى الجنوب من خط عرض 30 درجة شمالًا، ويكون أثر البحار التي تجاوره كخليج المكسيك في الشرق والمحيط الهادي في الغرب واضحاً في مناخ الأطراف الجنوبية للقارة، ممَّا تسبب في حصر المناخ الصحراوي الحار في الأجزاء الداخلية من هذه الأطراف.
أمَّا داخل أمريكا الجنوبية فإننا نجد أن امتداد سلاسل جبال الإنديز بالقرب من سواحلها الغربية قد حصر المناطق الصحراوية فيها داخل الشريط الضيق الموجود بين هذه الجبال والساحل، كما هو الحال في بيرو وشمال شيلي، بينما تجد الرياح الشرقية بأن الطريق أمامها مفتوحاً لهطول أمطارها على مناطق واسعة من شرق القارة.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: