بماذا تشتهر فلسطين

اقرأ في هذا المقال


تقع فلسطين أو ما يطلق عليها بالضفة الغربية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ولطالما استخدم اسم فلسطين كمرجع عام لفلسطين التاريخية، وبحسب رؤية السلطة الفلسطينية لحل الوضع النهائي مع إسرائيل فإنّ الدولة الفلسطينية تشمل القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، واللغة الرسمية لفلسطين هي اللغة العربية بينما اللغة العبرية والإنجليزية مفهومة على نطاق واسع.

المناخ في فلسطين:

تقع الضفة الغربية وقطاع غزة في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، ويتميز مناخ البحر الأبيض المتوسط ​​بصيف جاف وحار وشتاء معتدل ورطب، كما تهطل الأمطار في الخريف والشتاء إلّا أنّ جنوبها أبرد من شمالها.

التراث والثقافة الفلسطيني:

سيبقى التراث الفلسطيني أهم ما يميزها، بحيث يعد النهر الذي لا يجف للعديد من الآداب والفنون الفلسطينية، ونظرًا لأهمية التراث الفلسطيني وذلك لتأكيد وترسيخ الهوية الفلسطينية ووحدة الفلسطينيين من مختلف الطوائف الدينية والعرقية، كما إنّ الانتماء إلى هذا التراث ودعمه وإحيائه جيلاً بعد الآخر هو مهمة ثقافية مقدسة، وتتجمع حولها جميع الفنون والآداب متجاوزة حدودها المكانية إلى المجالات العالمية الأوسع.

منذ منتصف القرن العشرين أو حتى قبل ذلك تعرضت ثقافة الأراضي الفلسطينية لمحاولات دؤوبة لطمس هويتها الأبدية كأراضيها المقدس واستمرار أزقتها القديمة، ومع ذلك فإنّ ابتكارات الفلسطينيين -حتى أولئك الذين استشهدوا- تظل صامدة مثل جدار هش ضد هذه المحاولات، ولا تزال كتابات غسان كنفى تلهم الكثير من المثقفين في العالم العربي ناهيك عن المثقفين الفلسطينيين.

ولا تزال أشعار محمود درويش وسميح القاسم تتردد في التجمعات الثقافية الرسمية والعامة، ولا تزال الشخصية الكاريكاتورية حنظلة لرسام الكاريكاتير الشهير ناجي العلي تزين أعناق الشباب من مختلف الأعمار، وقد ساهم هؤلاء وغيرهم في تأكيد التراث الفلسطيني وإحياء جمالياته في سياق تكوين الوعي الثقافي الجماعي الذي يوحد الفلسطينيين.

كما أنّ العزف على مزمار القربة مع الدبكة الفلسطينية (رقصة جماعية تقليدية) إلى جانب العود والقانون، ولا تزال من وسائل الحفاظ على الثقافة الفلسطينية من خلال التشبث بألحانها الأولى التي تغرق في أعماق التاريخ الفلسطيني، وفي عالم الموضة يتألق الثوب الفلسطيني المميز المطرز باليد بحرفية كبيرة تتواجد في كل بيت فلسطيني، بالإضافة إلى الكوفية والعقل الرجالية التي تعتبر وسيلة للحفاظ على الثقافة الفلسطينية إلى جانب كافة أشكال الإبداع الفني والأدبي.

فن الملصق هو أحد الابتكارات الجمالية والرمزية التي حققها الفلسطينيون، مؤكدة على معتقداتهم الوطنية من خلال رموز مهمة مثل العلم الفلسطيني وشجرة الزيتون وقبة الصخرة لتعزيز قيم الانتماء والإيمان والوحدة الوطنية والارتباط بالأرض.

اللباس التقليدي:

اللباس التقليدي للرجال في فلسطين وأماكن أخرى في بلاد الشام هو الجلابية وهو ثوب قطني فضفاض يمتد من الكتفين إلى الكاحل، وفي المساء وخلال فصلي الخريف والشتاء يتم ارتداء عباءة من الصوف وهي العباءة، وعلى القمة الرأس مغطى بعمامة مصنوعة من شريط طويل من القماش القطني وكلما ارتفع المركز الاجتماعي ارتفعت العمامة.

وعادة ما يغطى الرجال البدو رؤوسهم بكوفية وهي قطعة مربعة من القطن، ويتم طيها قطريًا ثم لفها حول الرأس لحماية الوجه من أشعة الشمس ورياح رمال الصحراء العاتية، والكوفية إما بيضاء أو سوداء وبيضاء مربعات، وتثبت في مكانها بشريط أسود معقود بإحكام ويسمى هذا الشريط المعقود بالعقال، وخلال القرن العشرين أصبحت الكوفية والعقال رمزًا للوطنية الفلسطينية كما بدأ غير البدو في ارتدائهم، وكانت العلامة التجارية للراحل ياسر عرفات.

الاقتصاد في فلسطين:

منذ القدم كان الفلسطينيون مزارعين لوجود التربة الخصبة والمياه، ففي الضفة الغربية تتسبب سلسلة الجبال الممتدة من الشمال إلى الجنوب في هطول الأمطار، ومع ذلك فقد انخفضت كمية ونوعية المياه بشكل كبير خلال العقود الماضية لدرجة أنّ مساهمة النهر في الزراعة قد تضاءلت بشكل كبير، وفي الماضي كان المزارعون يعيشون في مجتمع مكتفي بذاته ولكن تغير هذا منذ منتصف القرن التاسع عشر نتيجة لزيادة العلاقات التجارية مع الدول الغربية.

استمر هذا خلال الانتداب البريطاني، حيث كان التطور المهم في هذه الفترة هو التوسع التدريجي للاقتصاد الموازي من قبل المستوطنين اليهود، كما إنّ مشترياتهم من الأراضي لم تجبر أسعار الأراضي على الارتفاع فحسب بل أدت أيضًا إلى طرد أصحاب عقود الإيجار الفلسطينيين من أراضيهم، وخلال حرب 1948 (النكبة) غمر قطاع غزة والضفة الغربية بتدفق هائل للاجئين الفلسطينيين لم يستطع الاقتصاد استيعابهم.

كان لتدهور الوضع السياسي وتزايد الاضطرابات الخارجية والداخلية تأثير مباشر على الاقتصاد الفلسطيني، ويحتل الاقتصاد الفلسطيني الحالي مرتبة متدنية بين اقتصادات العالم وهو شديد التأثر بعدم الاستقرار، وعلى الرغم من توفر الموارد البشرية والطبيعية والإنتاجية العالية للمجتمع والأفراد الفلسطينيين، ووفقًا للبنك الدولي يندرج الاقتصاد الفلسطيني في فئة البلدان ذات الدخل المتوسط ​​الأدنى، ولضعف وعدم استقرار الاقتصاد الفلسطيني أسباب عديدة منها سياسية وأمنية واقتصادية.

الروابط المجتمعية في فلسطين:

تقليديا كانت فلسطين مجتمعًا زراعيًا في الغالب مما حدد علاقاته الاجتماعية بقوة، وعلى الرغم من أنّ المدن شهدت نموًا معتدلاً منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وفي نهاية الحرب العالمية الأولى كان حوالي 70 بالمائة من الفلسطينيين لا يزالون يعيشون في المناطق الريفية، واليوم نسبة سكان الحضر إلى الريف هي عكس ذلك تمامًا على الرغم من وجود اختلافات كبيرة داخل فلسطين، وحوالي 60٪ من سكان الضفة الغربية ما زالوا يعيشون في مناطق ريفية مقابل 20٪ فقط من سكان قطاع غزة، وهذا هو نتيجة التدفق الاستثنائي للاجئين في عام 1948.

في المجتمع الزراعي الفلسطيني شكل الأفراد الفلسطينيون جزءًا من مجموعات القرابة الأكبر يطلق عليها اسم الحمولة (أو ما يعرف بالعشيرة)، حيث تتكون الحمولة من عدة عائلات تنحدر من سلف مشترك، وتشكل عدة عشائر معًا قبيلة، والقرابة كانت (ولا تزال) تحددها عائلة الأب، وتم الحفاظ على روابط اجتماعية واقتصادية قوية داخل الحمولة، كما عاش أعضاء الحمولة معًا وكانوا يمسكون بالممتلكات المشتركة ويحرثون الحقول بشكل جماعي.

السياحة في فلسطين:

على الرغم من حقيقة أنّ فلسطين ليست دولة مستقلة لها سيطرة على حدودها، فإنّ الأراضي الفلسطينية (القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة) تجتذب مع ذلك عددًا كبيرًا من السياح كل عام إلى مواقعها الدينية والتاريخية الفريدة.

استضافت فلسطين العديد من القوى والشعوب على مدى آلاف السنين مثل الكنعانيين والبابليين والآشوريين واليونانيين القدماء والفينيقيين والرومان والبيزنطيين والصليبيين والعثمانيين، ويعيش إرثهم في مجموعة غنية من الآثار والاكتشافات الأثرية وكذلك المدن التي تشكل مناطق جذب سياحي في حد ذاتها.

ساعد الطقس الدافئ في الصيف والمناخ المعتدل نسبيًا في الشتاء فلسطين على أن تصبح وجهة للسياح من مختلف الأذواق والأعراق، وتشمل مناظرها الطبيعية المتنوعة من شواطئ البحر الأبيض المتوسط، والجبال المغطاة بالثلوج والسهول الواسعة والصحاري القاحلة، وفلسطين هي أيضًا موطن لأريحا أقدم مستوطنة مأهولة بالسكان في العالم.

أنواع السياحة:

يمكن تقسيم السياحة في فلسطين إلى عدة أنواع وهي:

1- السياحة الدينية: بفضل تمركز المواقع التي يبجلها أتباع الديانات التوحيدية الثلاث (الإسلام واليهودية والمسيحية).

2- السياحة الثقافية: وذلك لوفرة المعالم الأثرية.

3-سياحة علاجية أو صحية: التي تعتمد على فوائد البحر الميت.

فلسطين هي موطن أقدس كنائس المسيحيين وهي كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس، ويقع المسجد الأقصى في القدس وهو ثالث أقدس مسجد في الإسلام وقبة الصخرة المذهبة وهي مزار إسلامي، ويقع المسجد الأقصى في جبل الهيكل وهو أقدس موقع في اليهودية، ويوجد عند سفحه حائط المبكى وهو أقدس مكان يُسمح لليهود بالصلاة فيه.

المصدر: كتاب رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها المؤلف محمد ثابت.كتاب حول العالم في 200 يوم المؤلف أنيس منصور.كتاب مدن جديدة ومواقع أثرية المؤلف نائل حنون.كتاب الموسوعة الأثرية العالمية لنخبة من المؤلمين.Palestine


شارك المقالة: