بيت القفل

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن بيت القفل:

بيت القفل الذي يعتبر من أبرز الابتكارات المعمارية في محافظة “مسندم” في سلطنة عمان، ومن أكبر المشاكل التي تواجه المواطن العماني هي مشكلة السكن؛ وذلك لطبيعة الأرض العمانية الوعرة، لذلك كان لابد من التفكير الإبداعي لتحويل هذه البيئة الصعبة إلى منازل تحمي السكان من الأخطار الخارجية والمناخ والفيضانات والسيول والتهديدات الأخرى المختلفة.

سبب تسمية بيت القفل بهذا الاسم:

يعود سبب تسمية هذا النوع من المنازل بهذا الاسم إلى وجود نظام قفل لكل منزل قبل أن يخترع الإنسان نظام القفل الحديث بالمفتاح التقليدي، ويحتوي كل بيت قفل على نظام قفل يتكون من قفلين مصممين خصيصًا، بحيث يمكن لصاحب المنزل فقط التحكم فيها وفتح البوابة الرئيسية للدخول.

مواصفات بيت القفل:

  • تم بناء المنزل في البداية بطريقة بدائية إلى حد ما، حيث لجأ سكان السلطنة إلى حفر حفرة عميقة صغيرة يتراوح عمقها ما بين “متر إلى مترين”، ووضعت بداخلها أواني مليئة بالتمر، ثم تم وضع البيوت فيها.
  • بنيت بمدخل صغير جدًا لا يتسع لأكثر من شخص، وعن طريق الزحف، تطور المنزل شيئًا فشيئًا حتى تم بناء هيكله بالكامل من الحصى الجبلي، وبعد عمل الهيكل جاء دور السقف المصنوع من جذوع العناب وأشجار الكراث، وتم تطوير المنزل بإضافة طبقة من الطين والأحجار التي تعمل كعزل عن (الرطوبة، المطر، والحرارة الشديدة).
  • الصخور هي المبنى الرئيسي في المنزل، وهي مرتبة في طبقات متساوية الطول، ولكنها تختلف في حجم الصخور نفسها، ولا ينسى سكان السلطنة عمل فتحات تهوية مناسبة، أما بالنسبة للباب، متوسط الحجم متر في “1.5” متر ومصنوع من خشب السدر السميك؛ ليمنح المنزل قوة ومتانة كافية لتوفير الأمن للسكان.
  • يتميز المنزل بتصميم داخلي فريد، حيث يتم عمل العديد من الاستراحات داخل الجدران، والتي تعتبر بمثابة أرفف يستخدمها السكان لتخزين ووضع معلقاتهم بداخلها، وتضاف أوراق شجر السخبر إلى سطح المنزل لحماية المنزل من النمل الأبيض والحشرات.
  • وكوصف يمكن أن نصف فيه باب “بيت القفل” الذي يتميز بسرية فتحه بالطرق التي لا يمكن لأحد معرفة فتح هذا الباب إلا صاحب المنزل نفسه، ولديه أكثر من طريقة وأداة لقفل الباب ومنها: ما يسمى بـ (المزلاج) وهو من الداخل ويمكن لصاحب المنزل فتحه وغلقه من الخارج بطريقة يستخدم من خلالها ما يعرف (العلق)، وهي قطعة معدن طويل لها حجم وانحناء محدد ومنحنية بها يتم تحريك المزلاج من خلال الفتحات الموجودة في المزلاج المعروفين في العدد والموقع فقط لصاحب المنزل.
  • أما الأداة الثانية فتسمى (الحفرة) بوضع قطعة من الخشب أسفل الباب من الداخل، وتكون ثابتة في فتحة مباشرة أسفل الباب ويظهر جزء منها في الأعلى لمنع الباب من الفتح، ويتحرك صاحب المنزل ويأخذ قطعة الخشب من الحفرة بطريقة لا يعرفها إلا صاحب المنزل، وذلك باستخدام عصا بطول معين وهي مربوطة بحبل، وهذا هو السر من فتح وإغلاق المنزل، ولهذا نُسب إليه اسم (بيت القفل) وتميز به.

أهمية بيت القفل:

يعتبر بيت القفل عند سكان جبال مسندم قديماً:

  • ملجأ ومأوى لهم ولأسرهم.
  • مخزن لطعامهم وأمتعتهم التي يعيشون فيها في فصل الشتاء، كما أنهم يحتفظون بطعامهم مثل (التمور، والحبوب وغيرها) في أواني فخارية كبيرة تسمى (خرس) وممتلكاتهم الأخرى عندما يهاجرون إلى المناطق الساحلية في الصيف، وتوضع هذه الجرار خلال مراحل؛ أولها أنه أكبر من باب المدخل، مما يجعل من المستحيل نقله خارج المنزل بعد الانتهاء من البناء.

المصدر: كتاب عجائب الآثار في التراجم والاخبار للمؤلف العلامة الشيخ عبد الرحمن الحنفي.كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن موسى.كتاب المعالم السياحية الدولية، الصادر عن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.كتاب المعالم الأثرية في البلاد العربية تأليف جامعة الدول العربية.


شارك المقالة: