جغرافية نهر باراجواي

اقرأ في هذا المقال


ما هي جغرافية نهر باراجواي؟

نهر باراغواي ويُسمَّى أيضاً نهر ريو باراغواي باللغة البرتغالية، ريو باراغواي باللغة الإسبانية، وهو يعد في المرتبة الخامسة من حيث الحجم من بين الأنهار التي توجد في أمريكا الجنوبية، وأيضاً يعتبر الرافد الرئيسي لنهر بارانا، حيث ترتفع منطقة الباراغواي في منطقة ماتو جروسو في البرازيل على ارتفاع 980 قدماً أي (300 متر) فوق مستوى سطح البحر، وتعبر باراغواي إلى نقطة التقاءها مع بارانا بالقرب من الحدود الأرجنتينية.
كما يبلغ طوله 1.584 ميل أي (2550 كم)، حيث يقع المصدر والمسار العلوي لنهر باراغواي في البرازيل، ويقوم على رسم جزءاً من الحدود مع باراغواي قبل دخول باراغواي نفسها، والتي تعبرها من الجهة الشمالية إلى الجهة الجنوبية، ثم تشكل الحدود بين باراغواي والأرجنتين لمسافة 150 ميلاً؛ أي (240 كم) الأخيرة من مسارها قبل الانضمام إلى نهر ألتو (العلوي) بارانا، ثم يتدفق النهر المشترك إلى الأرجنتين باعتباره نهر بارانا السفلي.
كما تتعرض باراغواي لفيضانات موسمية في معظم مدتها، ممَّا يؤثر بشكل كبير على تدفق الجزء السفلي من بارانا، حيث يوجد في باراغواي معدلات تدفق متفاوتة بين المصدر والفم، وفوق كورومبا بالبرازيل يحدث أعلى معدل للتدفق في فبراير وأقل معدل يحدث من شهر يوليو إلى شهر أغسطس، حيث يحدث أعلى معدل تدفق من كورومبا في يوليو وأقل معدل من شهر ديسمبر إلى شهر يناير.
فيضانات باراغواي العليا (نزولاً إلى كونسبسيون، باراغواي) تكون من بداية شهر ديسمبر إلى شهر مارس، بينما وسط باراغواي (من كونسبسيون إلى أسونسيون، باراغواي) تكون فيضانات تبدأ من شهر مايو إلى شهر يونيو، وتحدث الفيضانات في الجزء السفلي من باراجواي في شهر فبراير وتصل منطقة فيضان النهر إلى حوالي 38600 ميل مربع (100000 كيلومتر مربع).
والمناخ الذي يسود في حوض تصريف باراغواي الذي تبلغ مساحته 380.000 ميل مربع تقريباً أي (980.000 كيلومتر مربع) يكون حار ورطب ويتميز بفصل شتاء جاف وأمطار غزيرة في الصيف، وتم العثور على الغابات والمراعي على طول ضفاف باراغواي، ومن السمات البارزة للحوض العلوي المستنقع الموسمي الواسع الذي يُسمَّى بانتانال.
وفي اتجاه مجرى النهر يمتد السهل الغريني الكبير لغران تشاكو غرباً من النهر، وفي الأراضي المنخفضة في شرق باراغواي يتناوب الغطاء الحرجي ومراعي السافانا، كما تشمل مجموعات الأسماك في النهر دورادو مثل السلمون وسمك البيرانا والباكو الشبيه بالباس.
كما أن الحوض قليل السكان ومتخلف اقتصادياً إلى حد كبير، وتعتبر تربية الماشية وزراعة الكفاف من الوسائل الرئيسية لكسب العيش، يستخدم النهر بشكل أساسي لحركة المرور المحلية والسفن البخارية من بوينس آيرس تنطلق باتجاه المنبع حتى أسونسيون.

استخدامات النهر:

يعتبر نهر باراجواي هو ثاني أكبر نهر في حوض ريو دي لا بلاتا بعد نهر بارانا، حيث يغطي حوض الصرف في باراغواي حوالي 1.095.000 كيلومتر مربع؛ أي (423.000 ميل مربع)، ويوجد مساحة شاسعة تشمل أجزاء رئيسية من الأرجنتين وجنوب البرازيل وأجزاء من بوليفيا ومعظم دولة باراغواي، وعلى عكس العديد من الأنهار الكبرى الأخرى في حوض ريو دي لا بلاتا لم يتم بناء سدود في باراغواي لتوليد الطاقة الكهرومائية، لهذا السبب فهي صالحة للملاحة لمسافة كبيرة وتأتي في المرتبة الثانية بعد نهر الأمازون، وذلك من حيث الطول الملاحي في القارة.
وهذا يجعلها ممراً مهماً جداً لحصول الشحن والتجارة، ممَّا يوفر وصلة تمس الحاجة إليها بالمحيط الأطلسي للدول غير الساحلية مثل باراغواي وبوليفيا، وهي تخدم مدناً مهمة مثل أسونسيون وكونسيبسيون في باراغواي وفورموزا في الأرجنتين، كما يعتبر النهر أيضاً مصدراً للتجارة في شكل صيد الأسماك ويوفر الري للزراعة على طول مساره.
وعلى هذا النحو فهي توفر طريقة حياة لعدد من الصيادين الفقراء الذين يعيشون على طول ضفافها، كما أن غالبية دخلهم يأتي من بيع الأسماك في الأسواق المحلية، فضلاً عن توفير مصدر رئيسي لقوت أسرهم، وقد أدى ذلك إلى ظهور مشكلات في المدن الكبيرة مثل أسونسيون، حيث قام المزارعون الفقراء من المناطق الداخلية للبلاد بسكان ضفاف النهر بحثاً عن أسلوب حياة أسهل.
كما تدفع الفيضانات الموسمية على ضفاف النهر أحياناً عدة آلاف من السكان النازحين إلى البحث عن مأوى مؤقت حتى تنحسر المياه عن منازلهم، حيث اضطر جيش باراغواي إلى تخصيص أرض في أحد احتياطياته في العاصمة للإسكان الطارئ لهؤلاء المواطنين النازحين، ويعتبر النهر من المعالم السياحية لجماله الطبيعي.
كما يعد نهر باراجواي هو الممر المائي الرئيسي لأراضي بانتانال الرطبة التي تبلغ مساحتها تقريباً 147629 كيلومتر مربع؛ أي (57000 ميل مربع) في جنوب البرازيل وشمال باراغواي وأجزاء من بوليفيا، وتعتبر منطقة بانتانال أكبر الأراضي الرطبة الاستوائية في العالم، وتعتمد إلى حد كبير على المياه التي يوفرها نهر باراغواي، ونظراً لأهميته كممر مائي صالح للملاحة يخدم البرازيل والأرجنتين وباراغواي، فقد كان النهر محور التنمية التجارية والصناعية.
وفي عام 1997 ميلادي قامت حكومات دول حوض لا بلاتا باقتراح خطة تحت إشراف وكالة اللجنة الحكومية الدولية في هيدروفيا (CIH)؛ وذلك من أجل تطوير الأنهار إلى نظام مجرى مائي صناعي للمساعدة في تقليل تكاليف تصدير البضائع من المنطقة ولا سيما محصول فول الصويا الذي احتضنته المنطقة، حيث تضمنت الخطة بناء المزيد من السدود الكهرومائية على طول بعض الممرات المائية جنباً إلى جنب مع بذل جهد كبير لإعادة هيكلة الممرات المائية الصالحة للملاحة، وأبرزها نهر باراغواي من خلال تجريف المجرى المائي وإزالة الصخور وإعادة هيكلة القنوات.
كما قد أشارت الدراسات إلى أن الهندسة النهرية المقترحة لباراغواي سيكون لها تأثير مدمر على أراضي بانتانال الرطبة، فقد نجحت الجهود التي بذلها تحالف ريوس فيفوس لتثقيف الناس حول تأثيرات المشروع في تأخير المشروع، ووافقت الدول المعنية على إعادة صياغة خطتها، لا تزال الخطة النهائية غير مؤكدة إلى جانب تأثيرها على بانتانال وبيئة حوض ريو دي لا بلاتا بأكمله، ويستمر الجدل حول ما إذا كان المشروع سيكون له تأثير كارثي على البيئة المحلية، وكذلك المكاسب الاقتصادية المحتملة حتى يومنا هذا.

خصائص مياه النهر:

إن حوض نهر باراجواي يشمل على العديد من الموائل المميزة، وذلك بدءاً من المياه شديدة النقاء مثل ريو دا براتا (pt) بالقرب من بونيتو ​​في الجزء العلوي إلى نهر برميجو الغني بالرواسب في الجزء السفلي، حيث يبلغ الحمل المعلق لنهر باراجواي حوالي 100 ملليجرام لكل لتر (5.8 × 10−5 أوقية / متر مكعب في) قبل تدفق بيرميجو، لكنه يرتفع إلى حوالي 600 ملليجرام لكل لتر أي (0.00035 أونصة / متر مكعب) بعد ذلك.
مباشرة بعد تدفق نهر (Bermejo) قد يصل الرقم الهيدروجيني لنهر باراجواي إلى 8.2، ويبلغ الرقم الهيدروجيني النموذجي لنهر باراغواي ما بين 5.8 إلى 7.4 في الجزء العلوي (يُعرَّف بأنه المقطع الذي يسبق التدفق الداخلي لأول رافد غير بانتانال، نهر أبا) وبين 6.3 إلى 7.9 في الجزء السفلي، وإن ذروة موسم الفيضان في نهر باراغواي (تقاس في كورومبا) يتأخر من 4 إلى 6 أشهر مقارنة بذروة موسم الأمطار؛ وذلك بسبب بطء مرور المياه عبر أراضي بانتانال الرطبة.
ويوجد هناك اختلافات كبيرة في درجات الحرارة حسب الموسم، وخلال موسم انخفاض المياه تكون مياه نهر باراغواي دافئة نسبياً (عادة أعلى من 27 درجة مئوية أو 81 درجة فهرنهايت) ومغطاة بالغيوم (عمق Secchi عادة أقل من 32 سم أو 13 بوصة) ولكن في موسم الفيضان يكون الجو أكثر برودة (عادةً ما تكون ما بين 18 إلى 26.3 درجة مئوية أو بين 64.4 إلى 79.3 درجة فهرنهايت) وأكثر وضوحاً (عمق Secchi عادةً ما بين 26 إلى 130 سم أو 10-51 بوصة)، كما أن الجزء العلوي من نهر باراجواي أكثر دفئاً من الجزء السفلي، وعموماً لا تقل درجة حرارته عن 22.5 درجة مئوية؛ أي (72.5 درجة فهرنهايت) على الرغم من أن بعض روافد باراجواي العليا قد تنخفض إلى أقل من هذا.

حيوانات النهر:

تتمتع المنطقة البيئية لنهر باراجواي بثراء كبير في الأنواع مع حوالي 350 نوعاً من الأسماك، بما في ذلك أكثر من 80 نوعاً متوطناً، وإن حوالي 80٪ من أنواع الأسماك في النهر هي أسماك القرموط (تتراس وحلفاء) وسيلوريفورم (سمك السلور)، والعديد من هؤلاء يهاجرون أعلى نهر باراجواي لتفرخ بما في ذلك (Prochilodus lineatus وPseudoplatystoma corruscans).
ليس من المستغرب أن العديد من الأنواع الموجودة في النهر هي أساساً من أصل حوض نهر بارانا، ولكن الحيوانات لها أيضاً صلة بنهرين من الأمازون وهما (Guaporé وMamoré)، بينما تتدفق في اتجاهات مختلفة فإن كل من باراغواي وجوابوري وماموري لها مصدرها في نفس المنطقة في وسط أمريكا الجنوبية، ومن بين الأنواع المشتركة بين هذه الأنواع تترا الشبح الأسود وهي سمكة مهمة في صناعة الأحياء المائية ودورادو الذهبي وهو أمر مهم في صناعة صيد الأسماك.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: