ما هي رسوبيات الرياح؟

اقرأ في هذا المقال


رسوبيات الرياح:

إن الرياح لا تعتبر ذات أهمية كبيرة كعامل مؤثر في تغيير ملامح الطبيعة، لكنها عامل ترسيب مهم في بعض المناطق. وتتميز رسوبياتها كثيراً في المناطق الجافة والسواحل الرملية حول العالم. ورسوبيات الرياح نوعان أحدهما روابي وهضاب رملية من حمولة الرياح الأرضية، والأخرى طبقة رقيقة مترامية الأطراف من الغرين المتراكم من الحمولة المعلقة. والرسوبيات الرملية تتشابه الرياح المياه الجارية، حيث أنها تلقي بحمولتها عند نقصان سرعتها وتلاشي طاقتها على الحمل.
وتتم عملية الترسيب كلَّما برز عائق في سبيل مجراها والذي قد يؤدي إلى نقصان سرعة حركتها. وخلاف الراسب الغريني الذي قد يكون طبقة رقيقة على رقعة واسعة، فإن الرياح عموماً تلقي بحمولتها من الرمال في روابي وهضاب تُسَّمى الكثبان الرملية. وعند اصطدام الرياح بعائق كصخر أو مجموعة نباتات، فإنها تلف من حولها ومن فوقها تاركة منطقة ظل من ورائها ونطاقاً أصغر أمامها، تقل فيه سرعة الرياح عمّا حولها.
وتتراكم بعض حبيبات الرمال الواثبة في منطقة الظل هذه، ومع زيادة تراكم الرمل يتكوَّن حاجز يعمل على حجز كمية أكبر من الرمال. وإذا ما استمر هبوب الرياح مع تواجد مصدر كافٍ للرمال معه، فإن الروابي الرملية المتكونة تنمو إلى كثبان رملية. وعند عمل قطاع في كثيب رملي يتضح أنه غير متماثل، حيث أن الجانب المحجوب عن الرياح أكثر ميلا ًمن الجانب الاَخر. ويتحرَّك الرمل صاعداً الجانب الأقل انحداراً بواسطة الوثب.
وبعد القمة مباشرة تنقص سرعة الرياح ويتراكم الرمل، فمع زيادة كمية الرمال يزداد الانحدار. وبالطبع ستتدحرج كمية منه تحت تأثير الجاذبية. ولهذا يُسمَّى الجانب المحجوب عن الرياح بوجه الانزلاق. وعادةً فإنَّ لوجه الانزلاق زاوية تبلغ حوالي 34 درجة وهي زاوية السكون للرمال غير المتماسكة، حيث أن زيادة تراكم الرمال مع انحدار جزء منها على وجه الانزلاق يؤدي إلى هجرة الكثيب الرملي البيئه باتجاه حركة الهواء. ومع تراكم الرمال على وجه الانزلاق تتكوَّن طبقات مائلة في اتجاه هبوب الرياح تُسمَّى الطبقات المتقاطعة. وعند دفن الكثبان الرملية تحت طبقات رسوبية أخرى تتحول إلى جزء من سجل الطبقات الرسوبية تغيب ملامح شكلها غير المتماثل، غير أن الطبقات المتقاطعه تبقى على حالها.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.محمد صبري/مبادئ الجغرافيا الطبيعية/2007.


شارك المقالة: