متحف الطفل في القاهرة

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن متحف الطفل:

إن كل من العلم والتكنولوجيا والخيال والحقيقة في الماضي والحاضر والمستقبل تتفاعل جميعها لخلق عالم رائع للطفل المصري ألا وهو متحف الطفل، حيث إنه صرح يجذب ذكاء الطفل وطبيعته الفضولية، مما يسمح بالتفاعل مع ما يراه بحرية كاملة، كما أن الأطفال في هذا المتحف قادرون على التعامل مع التكنولوجيا العالية والأساليب الحديثة لإثراء معرفتهم وخيالهم.

كانت السيدة سوزان مبارك راعية الأطفال المصريين أول من أعربت عن رغبتها في إنشاء متحف للأطفال يقودهم إلى عالم جذاب، حيث يتم تشجيعهم على مشاهدة كل جديد والتعرف عليه واكتشافه بالمقارنة واللمس، حيث إن الهدف من إنشاء متحف للأطفال هو جعل الطفل يشعر بأهميته المطلقة.

منذ عام 1985 للميلاد ولأكثر من عشر سنوات بذلت مجموعات عمل متخصصة من الخبراء المصريين والعالميين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفيزياء والتاريخ والجغرافيا والحضارة والجيولوجيا والعمارة والهندسة وفنون المعارض جهودًا متضافرة لإنشاء معرض متميز، إلى جانب إنشاء متحف فريد للطفل المصري.

حيث يبدأ الطفل جولته في المتحف بعد حصوله على “جواز سفره”، كما أنه يرى ويستمع ويتعرف على جميع جوانب الحياة المختلفة، بدءًا من الأجداد القدامى وصولًا إلى العصر الحديث، كما يبدأ في إدراك العلاقات بين جميع الأشياء، وحقيقة أنه جزء من كل ما يلاحظه في الطبيعة وفي التطور.

أهمية متحف الطفل:

يزود المتحف الطفل بالمعرفة الثقافية عن مصر وطنه الأم بكل خصائصها المادية والبيئية والفنية والعلميةـ حيث يقع متحف الأطفال وملحقاته في حديقة الغابة بمصر الجديدة بالقاهرة، كما تبلغ مساحة الحديقة حوالي 13.5 فدانًا من النباتات والأشجار المختلفة التي تحمل ملصقات تشير إلى أسمائها وأنواعها حتى يتمكن الطفل من اكتساب معرفة بالطبيعة أثناء تجوله.

يقع المبنى الرئيسي للمتحف في وسط المنتزه ويتكون من أربعة أقسام، يروي كل منها قصة عصر أو بيئة جغرافية معينة، حيث تبدأ الجولة بمشاهدة تسع شاشات تلفزيونية تعرض أطفالاً مصريين يرتدون أزياء من مناطق مختلفة، بالإضافة إلى صور لكل من هذه البيئات، إذ يشعر الأطفال بسعادة غامرة لرؤية صورهم كجزء من العرض بواسطة دائرة تلفزيونية مغلقة

كما تشرح الحضارة الفرعونية للطفل كيف تعامل قدماء المصريين مع نهر النيل والطمي والنباتات والصخور والمعادن، وكيف صُنعت ملابسهم وطعامهم ومنازلهم، كما يتم عرض أجهزة الري المختلفة ويمكن للطفل رؤية كل منها بالضغط على زر معين لذلك.

كما يتم عرض عملية الغزلوالنسيج وصنع الملابس من ألياف النبات، كما أن هناك معينات سمعية وبصرية تشرح للطفل قصة الكتابة واختراع الأصباغ والألوان والأحرف الهيروغليفية مقارنة باللغة العربية، وكذلك الأساليب.

كما يتم مجموعات وعروضٍ أخرى تتعلق بالطفل كالمهارات المصرية القديمة في بناء السفن، حيث يحتوي المبنى الرئيسي على قاعة يعرض فيها مبنى حجري، ومن خلال نظام الضغط على الزر، يمكن للطفل أن يرى حركة ميكانيكية للهرم يتم من خلالها تقسيمه للكشف عن ممراته الداخلية وغُرفه، كما يتم أيضًا عرض أنواع مختلفة من الأحجار وطرق القطع والتسوية على الشاشة.

كما يتعرف الطفل على الصحاري المصرية ومواردها ونباتاتها وحيواناتها، وكيف تتكيف مع المناخات الحارة الشديدة وندرة المياه. وبمجرد لمس صورة أي حيوان على شاشة إلكترونية، فإنه يمكن للطفل مشاهدة فيلم قصير من اختياره تتعلق بذلك الحيوان. كما يمكنه مشاهدة أفلام عن معادن الصحراء والأحجار الكريمة ومصادر الطاقة والاستماع إلى حوار بين الصحارى المصرية الثلاث: الشرقية والغربية والجنوبية.

مقتنيات متحف الطفل:

قاعة البحر الأحمر: تعرض هذه القاعات البيئات المختلفة للبحر الأحمر سواء في المناطق الساحلية أو في أعماق البحر، حيث يقوم الطفل بجولة في الأعماق المختلفة في غواصة لمشاهدة الشعب المرجانية الجميلة والأسماك الملونة، حيث يشرح العرض مصادر التلوث والضرر الذي يلحقه.

الطابق الثاني بالمتحف: يحتوي على تمثال بالحجم الكامل للسيدة سوزان مبارك تحمل كتابا مفتوحا يخاطب أبناء مصر، حيث إن الرسالة التي تم إيصالها بصوتها كانت تحث الأطفال على قراءة معارفهم وإثرائها من خلال وجود مكتبة في كل بيت مصري.

الحديقة المحيطة بالمتحف: هذه الحديقة غنية بالعديد من النباتات والأشجار التي تحمل ملصقات تحتوي على معلومات عن كل الأنواع ليقرأها الطفل ويقارنها أثناء تجوله في الحديقة، حيث يمكنه بعد ذلك محاولة رسم ما لاحظه بمساعدة قائد الجولة، كما تتاح للأطفال فرصة مشاهدة الطيور في الحديقة وهي تلتقط طعامها من الأرض ومقارنة مناقيرها وريشها ومخالبها، ويمكنهم أيضًا مراقبة أعشاش الطيور باستخدام المنظار.

كما يشاهد الأطفال الفراشات الملونة في أسرة الزهور ويحاولون رسم الفراشات التي يحبونها، كما يساعد مدرب الرحلات الأطفال على إبقاء مسافات مناسبة بعيدًا عن الفراشات والحشرات الأخرى حتى لا تزعجهم، وعن طريق العدسات المكبرة يتم تعليم الأطفال مراقبة سلوك النمل والنحل والحشرات الأخرى.

المصدر: كتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رزعبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصوركتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسف


شارك المقالة: