ما هو مفهوم التعلم المتقن في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التعلم المتقن في الرياضة:

التعلم المتقن في الرياضة: يعرف بأنه الوصول بالتعلم الرياضي أو الفريق الرياضي المتعلّم الى أعلى مناصب الإتقان والتثبيت في التعلم الرياضي والأداء الحركي، وذلك قبل المغادرة الى تعلّم مهارة أخرى أكثر تعقيداً وصعوبة، حيث لا يمكن إيصال الفرد الرياضي في أدائه إلى المستوى الدقيق ولا يمكن أن يأخذ أداءه الشكل الفني المعبر عن جمالية الحركة وانسيابيتها بدون الممارسة.

كما أن التعلم الرياضي المتقن من الممكن أن يحتاج في الكثير من الأوقات إلى تقسيم الحركات الرياضية والمهارات الرياضية المراد تحقيق الإبداع فيها، وكذلك بسبب ما يوجد بها من تعقيد يتطلب التقسيم، حيث يوجد الكثير من المهارات الرياضية التي تحتاج إلى أن يتم تدريبها باعتبارها وحدة واحدة وبدون تقسيم؛ وذلك لسهولة الحركة وبساطتها.

كما يقود التقسيم إلى أحداث معقدة في مسارها الحركي؛ وذلك لأنها ذات مسار حركي واحد، وهذا قد تتسبب في إعاقة الوصول إلى مستوى الثبات والآلية، فإن الوصول بالمهارات الرياضية إلى مستوى الآلية في الأداء، يجعل إمكانية الاحتفاظ بها أطول من المهارات التي لم تصل إلى ذلك المستوى.

مراحل التعلم المتقن في الرياضة:

  • المرحلة العقلية: وتُسمَّى أيضاً مرحلة البرنامج الحركي، حيث تعتمد هذه المرحلة بشكل أساسي على تهيئة وتجهيز العمليات العقلية للفرد الرياضي المتعلم لخدمة تعلم المهارات المطلوب تعلمها، وذلك يؤكد على دور العقل والجهاز العصبي بشكل عام في تعلم المهارات الرياضية الجديدة، ومن أجل أن يتم تحقيق مساهمة العمليات العقلية للاعب في تعلم مهارة جديدة، فإنه يحتاج إلى ثلاث أشياء، وهي:

1. التعرف على النماذج الحركية التي تعلمها اللاعب سابقاً، والتي يمكن استخدامها في تعلم المهارات الجديدة.

2. تعلم النماذج والهيئات الحركية الجديدة المطلوبة لإنجاز ممارسة المهارة الجديدة، بالإضافة إلى تنظيم وتكامل النماذج الحركية التي تم تعلمها سابقاً، والنماذج الحركية المطلوب تعلمها ووضعها في سياق واحد لخدمة الحركة الجديدة المطلوب تعلمها.

وفي حال لم يكن البرنامج الحركي الذي تم إعداده جاهزاً، فإن كل منهم سوف يراجعه؛ من أجل أن يعتمد على الخبرة المستمدة من أداء المهارة الرياضية، والتغذية الراجعة المستمدة من أداء المهارة الحركية وبالإضافة إلى التغذية الراجعة الذي يمدّها المدرب للاعب.

  • المرحلة التطبيقية: وهي تلك المرحلة التي يتم فيها مواصلة التدريب على أداء المهارة؛ حتى يتحسن أداؤها بعد أن تم بناء البرنامج الحركي وتنفيذ المهارة بشكل مقبول، حيث أن المرحلة التطبيقية تستغرق زمن أطول من المرحلة العقلية، كما يتم خلال هذه المرحلة التركيز على تصحيح توقيت وتوافق كل مرحلة من مراحل المهارة؛ وذلك بدلاً من التركيز على نتائج الحركة.

كما يوجد عدة خصائص لهذه المرحلة تؤدي إلى تحسين وتطوير المهارة، وأهم تلك الخصائص: (تحسين البرنامج الحركي، تحسين وتطوير دقة أداء المهارة الحركية المطلوب تعلمها، التوفير في الطاقة المستهلكة في أداء المهارة، تحسين القدرة على التوقع الحركي وبالإضافة إلى رفع كفاءة وقدرة توقيت الأداء وتحسين السرعة، مع رفع كفاءة القدرات الحركية المرتبطة بأداء المهارة).

  • مرحلة مستوى الأداء المتقدم للمهارة: وهي المرحلة الثالثة من مراحل تعلم المهارة الرياضية، حيث تعد الدافعية العنصر المهم في هذه المرحلة، إذ أن في نهاية هذه المرحلة يصل أداء المهارة المراد تعليمها إلى مستوى النموذجية؛ أي بمعنى كلما زاد عدد مرات تطبيق المهارة واستمرار التغذية الراجعة الصحيحة، كلما اتجه نحو ارتقاء المستوى ووصوله إلى النموذجية ثم آلية الاتقان الكامل للمهارة.

خصائص التعلم المتقن في الرياضة:

  • برنامج حركي أكثر كفاءة في انتاج التطبيقات الصحيحة.
  • فهم كامل وشامل لطريقة الأداء الصحيح للمهارة.
  • ارتفاع مستوى درجة أداء الحركة، بالإضافة إلى اقتراب أداء المهارة من الآلية.
  • التحرر في متابعة استمرارية الأداء الحركي، بالإضافة إلى عدم الاعتماد على تحليل الحركة أثناء الأداء، مع ارتفاع مستوى درجة الثقة بالذات خلال ممارسة المهارة.
  • كما يكون بإمكان اللاعب الرياضي التركيز على عناصر من الرياضة مثل الخطط، حيث سوف يكون بإمكان اللاعب الرياضي المتعلم تقييم أداء المهارة، من حيث كونها تم ممارستها بالشكل المطلوب أم لا.
  • كما أن من المعروف بأن التعلم المتقن في الرياضة هو ليس تكنيك حديث، إنما هو عبارة عن هيكلية عامة للتدريب الرياضي، إذ لا يستطيع خلال هذه الهيكلية من تحديد واجبات المدرس الرياضي ومن ثم تحديد الطريقة أو النظام الذي سيتم اتباعه في التدريب من قبل المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي؛ وذلك من أجل الحصول على مؤشرات نجاح جيدة.

عوامل التعلم المتقن في الرياضة:

  • القدرة على فهم التدريس والتدريب الرياضي: حيث يقصد بها قدرة الفرد الرياضي المتعلم على فهم طبيعة المهمة والوظيفة والإجراءات التي يجب اتباعها في تعليم المهمة الرياضية، حيث ترتبط هذه القدرات بالقدرات اللفظية للأفراد الرياضيين المتعلمين، وقدرة اللاعب على فهمها.

كما تستوجب توفر قدرة لفظية في فهم واستيعاب المعلومات الرياضية سواء كانت المسموعة أو المقروءة، كما أن القدرة على فهم التدريس الرياضي مرتبطة بشكل مباشر بالوقت الذي يحتاجه الفرد الرياضي المتعلم للاستيعاب الذي يختلف من لاعب إلى لاعب ثاني.

  • المثابرة: وهي الفترة الزمنية التي يقضيها الفرد الرياضي المتعلم نشطاً في التعلم، حيث يجب التميز بين الوقت الكلي المستهلك في التعلم الرياضي والوقت الذي ينشغل فيه الفرد الرياضي المتعلم في التعلم، إذ يكون جزءاً من الوقت قد ضاع من المتعلم الرياضي لظروف تتعلق بالمتعلم الرياضي، مثل الشرود الذهني وعدم التركيز وصعوبة المفردات.
  • القدرة: حيث تعني مقدار الزمن اللازم لتعلم مهمة رياضية وفق طرق تعليمية محددة، كما تختلف القدرة من لاعب رياضي إلى لاعب رياضي آخر وفق القدرات السابقة.
  • نوعية التعلم الرياضي: وهي درجة اقتراب وتفسير وترتيب عناصر المهمة الرياضية، حيث يتطلب ذلك من الفرد الرياضي الذي تم تعليمه ربط طريقة تدريسه بالفروق الفردية بين الأفراد الرياضيين المتعلمين.
  • فرص التعلم الرياضي: حيث يقصد بها هو الزمن المسموح للتعلم الرياضي، كما أنه من أجل تعظيم الإمكانات الرياضية، فمن المهم أن يؤمن اللاعب بقدراته، فعلى سبيل المثال، مع زيادة المخاطر في الرياضة والمنافسة أصعب ومستوى اللعب أكثر صرامة، يبدأ الإيمان بالذات في لعب دور أكثر تكاملاً في الأداء.
  • تمكين اللاعب: حيث يمكن للرياضيين المبتدئين تحقيق النجاح من خلال إنجاز المهام الموكلة إليهم من قبل مدربهم، فإنهم يرون تحسينات من خلال زيادة التدريب والتفاني وتكرار المنافسة، مع انتقال مستوى الموهبة إلى مستوى النخبة، حيث يصبح الإيمان بالنفس أكثر أهمية.

كما يمكن للمدرب الجيد والآباء الداعمين والزملاء ملء الفراغ في الثقة بالنفس التي قد يمتلكها الرياضي مؤقتًا،  فعلى سبيل المثال يمكن للمدرب أن يكتسب الثقة من خلال التشجيع والتعبير عن إيمانهم وإبراز الخطوات الإيجابية التي قطعها الرياضي، ومع ذلك في المستوى الأعلى في الرياضة من المهم أن يعتقد الرياضي أنه بإمكانه تحقيق أهدافه، سواء كان ذلك يمثل بلاده في حدث دولي أو التنافس على المسرح الأكبر، مثل الألعاب الأولمبية.

المصدر: علم التدريب الرياضي،محمد حسن علاوي، 1997التعلم وجدولة التدريب، وجيه محجوب، 2000التعلم الحركي، والتدريب الرياضين، محمد عبد الغني، 1987نظريات التعلم الحركي،وجيه محجوب وآخرون، 2000


شارك المقالة: