ما هي أساليب جدولة الممارسة الرياضية؟

اقرأ في هذا المقال


أساليب جدولة الممارسة الرياضية:

في أغلب الأوقات يحاول المدرب الرياضي أو المدرس الرياضي أن يعلم اللاعب أكثر من مهارة أساسية في مدة زمنية محددة، فعلى سبيل المثال يضع مدرب نادي الوحدات هدف محدد خلال بداية الأسبوع، وهو تعليم ثلاث لاعبين مهارات أساسية خاصة في لعبة كرة القدم، ولكن في نفس الوقت يقوم معالجين النادي لمرض الجلطة القلبية بإعطاء تمارين وحركات معينة ومحددة مثل القفز العمودي.

ولكن الذي يواجه المدرب والمعالج النادي هو كيف يتم وضع هذه التمارين وتدويرها وتدرجها في التعليم الرياضي للمهارات الحركية؛ وذلك بهدف استهلاك أحسن وأفضل العوامل للوصول إلى أقصى تعلم رياضي، ومن جانب ثاني وجود الاختلافات الكبيرة في المهارات الرياضية في أغلب الألعاب عمل على إيجاد طرق مختلفة لتعلم المهارات الرياضية.

كما أن التطور الكبير التي حققته الأنشطة الرياضية في مختلف مستويات الرياضة وتأثر علوم الرياضة بالقوة العلمية أبرز الكثير من المشاكل والصعوبات الخاصة بالحركة، حيث أصبح إيجاد حل لتلك المشاكل والصعوبات أحد أهم الواجبات الأساسية للأفراد الرياضيين العاملين في المجال الرياضي؛ حيث أن ذلك يتطلب العمل على تنظيم وتوجيه التعلم الحركي والتدريب الرياضي، كما يوجد عدة أساليب تساعد على تعلم الممارسة الرياضية، وأهم تلك الأساليب:

التمرين الحركي المتسلسل والعشوائي:

إذا أراد مدرب كرة القدم بتعليم أربعة مهارات مختلفة خلال مدة زمنية معينة، حيث عادةً ما يقوم بتجهيز فترة تعليمية زمنية محددة للمهارة الأولى ضمن تكرارات محددة، فعندما يتقن اللاعبين المهارة الأولى ينتقل المدرب إلى المهارة الثانية؛ حيث أن هذا التدريب يسمى بالتدريب المتسلسل، كما أن اللاعب المتعلم في هذه الطريقة يركز على المهارة من جميع الجوانب ويتفرغ للتركيز عليها حتى يصل إلى مستوى أداء جيد قبل الانتقال إلى مهارة ثانية.

ففي بعض الأوقات يقوم اللاعب بالتدرب على أكثر من مهارة رياضية خلال الوحدة التعليمية الواحدة، فإن هذا يسمى بالتمرين العشوائي، فعلى سبيل المثال يقوم مدرب كرة السلة بتعليم التمرير والتنطيط خلال وحدة تعليمية واحدة، حيث عندما يتعلم اللاعب من خلال التمرين العشوائي، فإن الأداء في مدة التعليم هو أقل نجاحاً من اللاعب الذي يتعلم بطريقة التدريب المتسلسل، ولكن عندما يستأنف المدرب تدريب الفريق بعد مدة معينة، فإن الأفراد الذين تدربوا على الطريقة العشوائية يكونوا أكثر فعالية في الأداء.

حيث يستخدم التمرين المتسلسل في حالة كان الهدف من التدريب هو التأكيد على الأداء الرياضي الممارس وبدون تغيير لظروف المهارة الممارسة أو تغيير من مهارة إلى مهارة ثانية؛ حيث أن هذا يعني الثبات عند ممارسة المهارات المغلقة، فإن التدريب المتسلسل هو التدريب المناسب عند أداء المهارات الرياضية المغلقة، حيث أن المهارة تتطلب أداء بظروف ثابتة ومحيط ثابت ولا تتطلب تغير في التركيز والانتباه ولا تتطلب التوقع العالي ولا تتطلب سرعة الاستجابة.

وكذلك فإن التدريب الرياضي المتسلسل يكون مناسباً للمهارات الرياضية التي تتطلب درجة عالية من الإثارة، أو درجة عالية من الانتباه والتركيز؛ وذلك لإعطاء نتائج عالية من الأداء من ناحية القوة والسرعة والتحمل.

أما في الألعاب الرياضية أو المهارات المغلقة فإن طبيعة الأداء المتغير الذي يحدث في كرة السلة وكرة القدم وكرة اليد، فإن التدريب العشوائي يكون مؤثراً وفعالاً عند تعلم المهارات الرياضية؛ وذلك لأن اللاعب يتعلم كيفية تحويل الانتباه والتركيز وتهيئة برامج حركية سريعة؛ وذلك بهدف مواجهة تغير المواقف أثناء ممارسة اللعب.

التدريب الثابت والمتغير:

إن نوعية التدريب الرياضي والتدريب الحركي لتعلم المهارات الجديدة، والذي يعزز من قابليات اللاعب في تنفيذ أشكال متعددة لحركة واحدة هو مركز اهتمام المدرب؛ وذلك لغرض تعليم ونشر البرنامج الحركي، فعلى سبيل المثال التصويب في كرة اليد يتطلب من اللاعب أنواع متنوعة ومختلفة من الرمي؛ ممّا يتطلب تعليم اللاعب وتدريبه بشكل متغير دائم.

حيث أن التدريب الثابت يعني التكرارات التي تأتي وراء بعضها البعض؛ وذلك لأداء ممارسة حركة ثابتة حيث يخضع لعامل متغير واحد خلال المدة التدريبية، أما التدريب المتغير يعني التكرارات ذات الطبيعة المتعاقبة، حيث يتطلب من اللاعب التجهيز لاستقبال الظروف المتغيرة والتحرك على أساس هذا التغير.

كما أن المهارات المغلقة تتطلب برنامج حركي ثابت وأداء حركي عالي المستوى؛ وذلك بهدف التنفيذ، أما بالنسبة إلى المهارات المفتوحة فإنها تتطلب برنامج حركي مكيف للاستجابة إلى نوع وحجم واتجاه المثير. ونسبةً إلى ذلك أن التدريب الثابت ملائم للمهارات المغلقة، حيث أنه يعمل على تثبيت البرامج الحركية وبصورة تقترب من النموذج الصحيح للأداء، أما التدريب المتغير فإنه ملائم للمهارات المفتوحة.

حيث أن النموذج الصحيح للأداء الرياضي يأتي في الدرجة الثانية، أما في الدرجة الأولى فإنه نتيجة استخدام البرنامج الحركي هي الأهم، فعلى سبيل المثال في كرة السلة لا يتم التأكيد على الجزء التحضيري الصحيح ضمن مساراته، فقد يكون الجزء التحضيري الصحيح والكامل هي طريقة غير مجدية للوصول إلى النتيجة المطلوبة، حيث أن وجود تقصير في الجزء التحضيري يعمل على توليد عنصر المباغتة للفريق الخصم، بالإضافة إلى أنه يفوّت عليه فرصة التجهيز للاستجابة الصحيحة.

التدريب المكثف والموزع:

إن التدريب الرياضي هو عملية خاصة لإعداد الرياضيين على أساس مبادئ علمية، تهدف إلى تحسين والحفاظ على قدرة أداء أعلى في الأنشطة الرياضية المختلفة، حيث يوجد نوع خاص من التدريب مصمم لتحسين اللياقة والقدرة على الأداء في رياضة معينة.

فإن العامل الذي يحدد التدريب المكثف والتدريب الموزع هو فترات الراحة بين أوقات التدريب المتكرر، حيث يقصد بالتدريب المكثف ممارسة الحركات الرياضية بدون فترات الراحة، أما التدريب الموزع يعني وجود فترات راحة كافية بين التكرارات، كما يمكن للمدرب الرياضي أن يتلاعب بفترات الراحة، حيث أنها قد تكون بين كل فترتين تدريبية أو بين كل ثلاث فترات، حيث أن تحديد نوع التدريب يعتمد على عدة عوامل، وأهم تلك العوامل هي:

  • حجم الأداء: حيث في حالة كان الأداء الحركي الممارس يتطلب مجاميع عضلية كبيرة، فإن ذلك يستهلك طاقة عالية، بالإضافة أنه يحتاج إلى قوة بدنية كبيرة، ونسبةً إلى ذلك يتم إعطاء أوقت راحة كافية بهدف الاستشفاء.
  • التوافق: حيث كلما كان الأداء الحركي الممارس في الملعب يحتاج إلى توافق عالي؛ بحيث تكون المهارة الرياضية معقدة مثل الدحرجة.
  • ظهور التعب: حيث أن ظهور التعب على اللاعب يدل على عدم إعطائه فترات راحة كافية بعد أوقات التدريب، فإن ممارسة التدريب تحت ظروف التعب يعمل على توليد أداء حركي منخفض، ممّا يولد ذلك برامج حركية مناسبة للأداء المنخفض، حيث في حالة تم تكرار الأداء تحت ظروف التعب تتولد وتظهر برامج حركية غير فعالة.

المصدر: علم التدريب الرياضي،محمد حسن علاوي، 1997 التعلم وجدولة التدريب، وجيه محجوب، 2000تعلم الحركي، والتدريب الرياضين، محمد عبد الغني، 1987ننظريات التعلم الحركي،وجيه محجوب وآخرون، 2000


شارك المقالة: