ما هي القيادية الأخلاقية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم القيادية الأخلاقية في علم الاجتماع الرياضي:

القيادة الأخلاقية في علم الاجتماع الرياضي:  وهي قدرة القائد الرياضي على تحديد الأشياء والعوامل الصحيحة قبل التفكير بكيفية إنجازها؛ أي بمعنى أن يسأل القائد الرياضي نفسه ما هي أهم الأشياء الصحيحة التي ينبغي إنجازها قبل أن يسأل الطريقة والوسيلة اللازمة الصحيحة لإنجازها، كما أنه لا تحقق أي جماعة رياضية أو مؤسسة رياضية أهدافها بدون وجود قائد لهذه الجماعة، ولا يمكن الوصول إلى المخرجات السليمة والصحيحة لأي نشاط جماعي وعشوائي بدون وجود قيادة تعمل على تنظيم تلك الأعمال والأنشطة الرياضية.

ولا بُدّ للقائد الرياضي الأخلاقي أن يكون متمتعاً بصفات أخلاقية؛ كي يكون قادراً على خلق من أجواء المحبة والسعادة والانسجام وللعمل على نسج العلاقات الاجتماعية بين الأفراد الرياضيين؛ ممّا يكون له أثر إيجابي بالغ على المنظمة الرياضية، حيث يساهم في رفعتها وتطورها؛ فعلى القائد الرياضي أن يمتلك البعد الأخلاقي اللازم بالنهوض بمستوى الأفراد الرياضيين ورفع كفاءتهم.

حيث نجد أنه كلما اتصفت العلاقات الاجتماعية داخل المنظمة بالود والمحبة، كلما كان مناخ العمل يدفع إلى تحقيق الإنجاز والابتكار، كما يجب على القائد الرياضي الأخلاقي أن يقوم بممارسة العدل والمساواة في جميع تعاملاته، وعليه أن يكون مقتنع بأنه كلما زادت ممارساته للقيادة الرياضية الأخلاقية كلما زاد ولاء العاملين لمنظمتهم، وكانت إنتاجيتهم أفضل وأحسن.

كما يُعدّ مفهوم القيادة الرياضية الأخلاقية من أهم المفاهيم الحديثة نسبياً في أدبيات القيادة الرياضية، حيث نشأ نتيجة تداخل كتابات القيادة والأخلاقيات معاً؛ فإن القيادة الأخلاقية هي القيادة التي يتحلى فيها القائد الرياضي بالأمانة والولاء والتركيز على الهدف والخير والعدالة الاجتماعية وقوة الشخصية والتواضع والصبر والنزاهة وصنع القرار، مع التأثير في الأفراد الرياضيين العاملين معه؛ حيث أن ذلك لجعلهم يقوموا بعمل الشيء الصحيح.

حيث أن القيادة الأخلاقية هي عبارة عن التأثير في الأفراد الرياضيين؛ وذلك لتحقيق نسبة عالية من الكفاءة والفعالية وإيجاد المناخ التنظيمي المنتج الذي يسوده التعامل والتعاون الرياضي ضمن الإطار الأخلاقي، وبما تسمح بها القوانين والأنظمة، وهي أيضاً عبارة عن عملية تنظيم الأفراد الرياضيين، وتوجيه الموارد بطريقة تنسجم وتتوافق مع المعايير والقواعد المجتمعية، مع تصنيف الأنماط والأشكال السلوكية الصحيحة والخاطئة للأفراد الرياضيين.

كما عرفها علماء علم الاجتماع الرياضي بأنها هي عملية إحداث التأثير على الأفراد الرياضيين الآخرين؛ وذلك لتحقيق أهداف المنظمة، والمساهمة في تنمية المجتمع الرياضي وازدهاره، من خلال تميز القائد الرياضي بصفات ومهارات وأنماط قيادية وقدرات موقفية ونجاحه في إحداث التوازن في تحقيق مصالح مختلف الأطراف، والمراعاة الدقيقة للأبعاد الأخلاقية والقانونية.

أهمية القيادة الأخلاقية في علم الاجتماع الرياضي:

تبرز أهمية القيادة الأخلاقية الرياضية في غياب القوانين والأنظمة والتعليمات في المنظمات الرياضية؛ فهي تتطلب قادة أخلاقيين تمكنهم من وضع القرارات وتنفيذ الممارسات الرياضية والحركية الأخلاقية فيها، حيث أن القائد الأخلاقي بطبيعة الحال في موقعه سواء كان داخل المنظمة أو خارج المنظمة الرياضية، يعمل على تعزيز القوة في القرارات التي يتخذها، والممارسات التي ينخرط فيها، والطرق التي يؤثر بها على الأفراد الرياضيين لخدمة الصالح العام بدلاً من المصالح الذاتية.

كما تخلق مشاركة وتحفيز الأفراد الرياضيين لوضع حاجات ومصالح المنظمة قبل مصالحهم التزاماً عاطفياً وفكرياً بين القادة الرياضيين والأفراد الرياضيين العاملين فيها، ممّا يجعل كلا الطرفين مسؤولاً عن السعي لتحقيق أهداف مشتركة والحصول على أفضل إنجاز رياضي.

حيث أشار علماء علم الاجتماع الرياضي إلى أنه من الضروري أن يوجد ميثاق أخلاقي يلتزم به الأفراد الرياضيين الإداريين على أن يعتمد على عدة أسس، ومنها (الحق، المنطق، العدالة، العقل)، على أن هذا الميثاق يحكم جميع القرارات الإدارية في جميع مستويات الإدارة، حيث يعمل الالتزام بالميثاق على الحد والتقليل من الصراع والتوتر داخل المنظمة الرياضية، وينعكس على تحويل المناخ التنظيمي إلى مناخ يسوده التعاون والاتصال والرغبة في الإنتاج داخل المنظمة الرياضية.

كما تعمل القيادة الأخلاقية في المنظمات الرياضية على التقليل من الخسائر التي يمكن تتحملها بسبب تجاهل الالتزام بالمعايير الأخلاقية، بالإضافة إلى دورها في تعزيز سمعة المنظمة الرياضية سواء على الصعيد الدولي أو الصعيد المحلي، وتعمل أيضاً على تجاهل الأخلاقيات في العمل الرياضي التي تؤدي إلى ردود فعل الأطراف الأخرى، والتي تكون سلبية بالتأكيد، ممّا يعود بالضرر على المنظمة الرياضية.

وأيضاً تشمل القيادة الأخلاقية على قسمين أساسين، وهما القسم الذي يهتم بالسلوك، حيث يركز ويؤكد على نتائج سلوك القائد الرياضي أو القواعد التي تحكم سلوكهم، والقسم الثاني هو الذي يهتم بالشخصية الرياضية؛ أي بمعنى أن تقوم بالتركيز على صفات شخصية القائد الرياضي، مثل (الشجاعة، الأمانة، الصدق، التعاون، النظافة الشخصية).

مبادئ القيادة الأخلاقية في علم الاجتماع الرياضي:

  • احترام الأفراد الآخرين: حيث يظهر احترام القادة الرياضيين للأفراد الآخرين عن طريق معاملتهم كغاية وليس كوسيلة، كما يجب أن يكوّنوا أنفسهم برغباتهم وميولهم وطموحاتهم الإبداعية وتقدير أفكارهم والإنصات لهم، كما يجب على القائد الرياضي أن يتسامح ويتعاطف مع الأفراد الآخرين، مع ضرورة تعزيز معتقداتهم واتجاهاتهم وقيمهم؛ وذلك يعمل على شعور الأفراد الرياضيين العاملين بالمنظمة بالرضا والالتزام.
  • خدمة الأفراد الآخرين: وهي أحد المهام والمبادئ الأساسية التي يتوجب على القائد الرياضي القيام بها وأن يكون خادماً للرؤية في المنظمة الرياضية؛ أي بمعنى أن يهب القائد الرياضي نفسه لغاية أكبر وهي المساهمة ضمن الصالح الأكبر لأفراد الآخرين، كما يجب على القائد الرياضي أن يضع مصالح الأفراد الآخرين ضمن أولويات عمله، والعمل على تحقيقها.
  • العدل والمساواة: حيث أن القائد الأخلاقي يتوخى العدل والمساواة، ويعمل بروحه ويؤثر في الأفراد الرياضيين العاملين في المنظمة الرياضية؛ وذلك لجعلهم أقرب إلى العدل الاجتماعي، وأبعد عن المحسوبية والواسطة، كما يعمل القائد الأخلاقي على بناء قواعد واضحة في كيفية توزيع المكافآت؛ لضمان تحقيق العدل والمساواة بين الأفراد الرياضيين العاملين.
  • الصدق: حيث أن إظهار صدق القائد الرياضي الأخلاقي لا ينحصر في قول وكلام الحقيقة، إنما عدم الوعد بما لا يمكنه تقديمه وعدم التضليل، وعدم التخلي عن الالتزامات وعدم الهروب من المحاسبة؛ ممّا يزيد ذلك خلق الاحترام والثقة بين القائد الرياضي والأفراد الرياضيين العاملين في المنظمة الرياضية.
  • بناء المجتمع الرياضي: حيث أن القائد الرياضي يأخذ في اعتباره أهداف الجميع داخل المنظمة الرياضية؛ أي بمعنى منتبه إلى أهداف المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله.

نظريات القيادة الأخلاقية في علم الاجتماع الرياضي:

  • النظرية النفعية: وهي تنص على أن أحسن سلوك اجتماعي ورياضي للقائد الرياضي هو السلوك الذي يحقق أكبر منفعة للأفراد الرياضيين والمجتمع الرياضي.
  • نظرية الأنا الأخلاقي: حيث يجب أن يتصرف القائد الرياضي على نحو كبير يعمل على تحقيق الخير له.
  • نظرية الإيثار: وهي عبارة عن أفعال حركية أخلاقية هدفها الأساسي أن يظهر القائد الرياضي الاهتمام بمصالح الأفراد الآخرين.
  • النظرية التي تركز على شخصية القائد الرياضي: وهي النظرية التي تركز على الصفات الاجتماعية المكتسبة، مثل (الشجاعة، الوقار، العدل، الأمانة).

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: