أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الأبناء

اقرأ في هذا المقال


أظهرت بعض الدراسات أن هناك عدم توافق نسبي بين الوالدين والأطفال في فهم المعاملة الوالدية، وأن هذا التعارض والاختلاف يرتبط بالعوامل النمو والتطور التي يدركها الأبناء، فالأطفال يمارسون سلوكاتهم بشكل مستقل عن الوالدين، ولكن المراهقين يقومون بذلك بدرجة أكبر لأهمية الاستقلالية في حياتهم، فهم يشعرون أنهم أصبحوا أكثر تحملاً للمسؤولية وأكثر وعياً واستقلالية.

كما أشارت نتائج إحدى الدراسات إلى أن إدراك الأطفال لأساليب المعاملة الوالدية يتبدل عبر الزمن في نحو إيجابي عموماً، وبدأ ذلك من خلال إدراكهم للسوك الوالدي على أنه أكثر تقبلاً، استقلالية، وديمقراطية.

كيف يدرك الأبناء الأساليب الوالدية؟

تختلف طبيعة إدراك الأطفال للأساليب الوالدية حسب نوعها، وفيما يلي سوف نتحدث عن الأساليب الوالدية وكيف يدركها الطفل:

  1. التقبل:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) يفهم همومه ومشكلاته، أنه يطمئنه ويُدخل السكينة إلى قلبه عندما يكون مذعوراً وخائفاً أو متوتراً، يواسيه ويدخل على نفسه السرور عندما يكون حزيناً، يحدثه دائماً بصوت دافئ، أنه يبدو فخوراً بالأشياء التي يعملها، لا يحاول تغيير سلوكه بل يتقبله كما هو، وأنه يستمتع بقضاء وقته معه في البيت وخارجه.
  2. التمركز حول الطفل:
    أن يشعر الطفل أن والده (الأب، الأم) يرغب بالحديث والجلوس معه مدة طويلة مستمتعاً بذلك، يظهر قدر كبير من الرعاية والاهتمام، يعتبره أهم شخص في حياته، أنه يتخلى في كثير من الأحيان عن أشياء يحتاجها من أجل توفير ما يحتاج الطفل إليه، والاستمرار بالتفكير في الأشياء التي تفرحه وتسعده.
  3. الاستحواذ:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) خائف عليه عندما يكون بعيداً عنه، لا يأذن له بالذهاب إلى بعض الأماكن خوفاً عليه، حريص جداً على مشاركته في شؤون حياته، يرفض أن يمضي الطفل وقته خارج البيت، يمضي وقته بالبيت، ومشغول دائما بفكرة عدم قدرته على رعاية نفسه ما لم يكن الوالد موجود معه.
  4. الرفض:

    أن يشعر الطفل أن والده (الأب، الأم) يعتبره مشكلة كبيرة، أنه يذم دائماً من كل أفعاله، أنه نادراً ما يساعده عندما يحتاج إليه، لا يعمل معه، يعامله كما لو كان شخص غريب عنه، أن أفكاره غير مجدية، أنه يفضل لو لم يكن لديه أطفال، أنه يغضب بسرعة شديدة في كثير من الأحيان عندما يزعجه الطفل، يطلب منه أن يغادر البيت ويذهب بعيداً، لا يهتم بشراء ما يحتاج إليه، لا يعرف ما يحتاجه أو ما يرغب به، وأنه لا يتحمله.
  5. التقييد:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) متعصب لبعض القواعد والأنظمة التي يعتقد أنها تحكم التصرف والسلوك، أنه يؤمن بأهمية معرفته لما يحق له عمله وما لا يحق له عمله، أن يحرص على أن تكون ملابسه نظيفة ومرتبة، أنه يهتم بموعد عودته من المدرسة، أنه من الضروري أن يعاقب من أجل أن يحسن السلوك، ولا يسمح له بأن يعمل أي شيء آخر حتى يكمل الأعمال التي حددها له.
  6. الإكراه أو الإجبار:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) متشدد معه، يتشدد دائماً لقواعد معينة ولا يسمح بالخروج عنها تحت أي ظرف، وأنه يعاقبه بأساليب مختلفة عن العقاب الشديد، يعاقبه إذا قام بعمل شيء صغير لم يأذن له به، يعاقبه إذ لم يرى الأشياء كما يحبها هو، ويهتم بأن يوافقه في أي شيء يقوله له.
  7. الاندماج الإيجابي:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) يعامله بعطف وحنان مودة ورحمة شديدة، يثني عليه بكثرة، يتحدث دائماً عن الأشياء الجيدة التي يعملها، يهتم جداً بما تعلمه في المدرسة، يشجعه على القراءة والاستطلاع، يخبره بمدى حبه له، وأنه مصدر سعادته.
  8. التطفل:
    أن يدرك الطفل أن والده (اللأب، الأم) يدقق ويتحقق دائماً مما يفعله أثناء المدرسة، يحرص بالحصول عن معلومات كاملة عن أصدقائه للتأكد من أنهم من نوع جيد، ويريد أن يعرف بالتفاصيل كل ما يدور بينه وبين زملائه من مناقشات وأحاديث.
  9. الضبط من خلال الشعور بالذنب:
    أن يدرك الطفل أن والده (الاب، الأم) يظن أنه ناكر للجميل عندما لا يسمع أوامره، يشعر بالحزن والاستياء وخيبة الأمل لما يقدم عليه من أفعال، يذكره دائماً بكل ما عمله من أجله، وأنه يجرح مشاعره إذ لم يتبع نصيحته.
  10. الضبط العدواني:
    أن يدرك الطفل أن والده (الاب، الأم) يخطط له بدقة الطريقة التي يجب أن يتصرف بها، يخصص له دائماً طريقة آدائه لعمله، ينظم له وقت فراغه وكيفية قضائه، وأنه من الصعب أن ينسى الأخطاء التي ارتكبها.
  11. عدم الاتساق أو التوافق:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) يتجاهل بعض الأوامر والتعليمات التي أصدرها، يلتزم بالأنظمة والقواعد التي تناسبه فقط، أنه يأذن للطفل بعمل أمور كان يعدها يوماً ما خاطئة، وأنه يعاقبه أحياناً على عمل أمر ما ويتغاضى عنه في اليوم التالي.
  12. التساهل:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) لا يجبره على الالتزام بقواعد أو الأنظمة المحددة، لا يهتم كثيراً بأخطائه، لا يطلب منه القيام بعمل واجباته المنزلية، وأنه قليلاً ما يطلب منه بإلحاح عمل أي شيء.
  13. تقبل الفردية:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) يحاول أن يعرف وجهة نظره بالأشياء والأحداث التي تحصل، يجعله يشعر أنه على حريته عندما يكون معه، وأنه يشعر بالسعادة عند إحضار أصدقائه إلى البيت.
  14. تلقين القلق الدائم:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) يذكره دائماً بأعماله السيئة التي قام بها، يعتقد أنه سوف يندم مع مرور الأيام؛ لأنه لم يكن أباً صالحاً كما يريد أو يتوقع، ويعتبر أي سلوك خطأ وسوف تكون له نتائج بعيدة في المستقبل.
  15. التباعد والسلبية:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) يشعر بالفرح والسعادة في كثير من الأحيان عندما يكون بعيداً عنه، أنه لا يفكر به كثيراً، لا يمارس معه أغلب أنواع النشاط، وأنه لا يصحبه أبداً في رحلة أو نزهة في الإجازة الأسبوعية.
  16. الانسحاب من العلاقة:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) يتركه ولا يتكلم معه عندما يضايقه حتى يصلح أخطاءه، وأنه يصبح أقل رحمة ومودة وصداقة معه عندما يخالفه في الرأي.
  17. الاستقلال المتطرف:
    أن يدرك الطفل أن والده (الأب، الأم) يسمح له بحرية كاملة لكي يفعل ما يريد، يتركه يلبس بالطريقة التي تعجبه، يسمح له أن ينفق نقوده بالطريقة التي تعجبه، يسمح له أن يذهب إلى أي مكان يريد الذهاب إليه دون وضع شروط له، ولا يهتم بموعد رجوعه إلى البيت.

المصدر: الأسرة والطفل، داود نسيمة، حمدي نزية، (2004) .الأسس النفسية للنمو في الطفولة المبكرة، ملحم سامي، (2007) .كيف نربي أبناءنا الجنين _ الطفل _ المراهق، شقير، زينب، (2000) .


شارك المقالة: