أنواع وخصائص الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


أنواع الذاكرة في علم النفس:

ينقسم نظام الذاكرة لدينا كبشر، وفقًا لعلم النفس المعرفي، إلى أنواع محددة تقوم على مساعدتنا في التعرف على الأشياء وتساعدنا على التفسير والتحليل والتشخيص والتمييز، وتتمثل أنواع الذاكرة في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الذاكرة قصيرة المدى:

تُعرف الذاكرة قصيرة المدى أيضًا باسم الذاكرة النشطة، وتحتوي على عدد قليل من العناصر فقط وتتواصل لمدة 20 ثانية فقط، ومع ذلك، يمكن نقل العناصر من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى عبر عمليات مثل التمرين، وتخزن الأصوات والصور والكلمات، وتسمح بإجراء عمليات حسابية قصيرة وتصفية المعلومات التي تذهب إلى الذاكرة طويلة المدى أو تجاهلها.

مثلاً عندما يعطينا شخص ما رقم هاتف شفهياً ونكرره لأنفسنا بشكل متكرر حتى نتمكن من كتابته، فإذا قاطع شخص ما بطرح سؤال، فيمكننا بسهولة نسيان الرقم؛ لأنه يتم الاحتفاظ به فقط في ذاكرتنا قصيرة المدى.

الذاكرة قصيرة المدى مسؤولة عن عمليات القدرة التخزينية، من تخزين الصور والأصوات، وذاكرة العمل هي القدرة على تخزين البيانات حتى يتم استخدامها، وبالنسبة لبعض العلماء، تعتبر الذاكرة العاملة مرادفة للذاكرة قصيرة المدى، ولكن الحقيقة هي أن الذاكرة العاملة لا تستخدم فقط لتخزين المعلومات، ولكن أيضًا للتلاعب بالمعلومات المهم هو أنها مرنة وديناميكية وتحدث فرقًا كبيرًا في التعلم الناجح.

2- الذاكرة طويلة المدى:

الذكريات طويلة المدى هي كل الذكريات التي نحتفظ بها لفترات أطول من بضع ثوان، بحيث تشمل الذاكرة طويلة المدى كل شيء من ما تعلمناه في الصف الأول إلى عناويننا القديمة إلى ما ارتدناه للعمل بالأمس، بحيث تتمتع الذاكرة طويلة المدى بسعة تخزين هائلة بشكل لا يصدق، ويمكن أن تستمر بعض الذكريات من وقت إنشائها حتى موتنا.

هناك أنواع عديدة من الذاكرة طويلة المدى، الصريحة أو التقريرية تتطلب ذاكرة استدعاء واعية، وتتكون من معلومات يتم تخزينها أو استردادها بوعي، ويمكن تقسيم الذاكرة الصريحة إلى ذاكرة دلالية الحقائق مأخوذة من سياقها، مثل باريس عاصمة فرنسا وذاكرة عرضية تجارب شخصية.

على عكس الذاكرة الصريحة، هناك أيضًا نظام للذاكرة الإجرائية الضمنية، لا تعتمد هذه الذكريات على تخزين المعلومات واسترجاعها بوعي، ولكن على التعلم الضمني، وغالبًا ما يتم استخدام هذا النوع من الذاكرة في تعلم مهارات حركية جديدة، من الأمثلة على التعلم الضمني تعلم ركوب الدراجة.

هنا الفرد ليس بحاجة إلى أن يتذكر بوعي كيفية ركوب الدراجة، فهو يفعل ذلك ببساطة، هذا بسبب الذاكرة الضمنية التي تسمح لنا بتخزين المعلومات بناءً على المعنى والأهمية لفترات طويلة من الزمن، ومن حيث أنها تؤثر على إدراكنا وتشكل إطارًا يتم فيه إرفاق معلومات جديدة.

أشكال الذاكرة طويلة المدى:

  • صريحية، تتمثل في ذكريات واعية تتضمن إدراكنا للعالم، بالإضافة إلى تجاربنا الشخصية.
  • ضمنية، تتمثل في الذكريات اللاواعية التي نستخدمها دون أن ندرك ذلك.

عمليات الذاكرة طويلة المدى:

  • الترميز، وهو القدرة على تحويل المعلومات إلى بنية معرفية.
  • التخزين، وهو القدرة على تجميع أجزاء من المعلومات.
  • الاسترجاع، وهو القدرة على تذكر الأشياء التي نعرفها بالفعل.

3- الذاكرة الحسية:

تتمثل في الذاكرة التي تفتح المجال للأشخاص في القدرة على امتلاك العديد من الملاحظات من المعلومات الحسية بعد توقف المنبه الأصلي، وأحد الأمثلة الأكثر شيوعًا للذاكرة الحسية هو الأضواء سريعة الحركة في الظلام، إذا كان الفرد قد أشعل يومًا ما مصباحًا لامعًا في الرابع من يوليو أو شاهد حركة المرور تتدفق ليلاً، فيبدو أن الضوء يترك أثرًا.

هذا بسبب الذاكرة الأيقونية، المخزن الحسي البصري، ولا تتفاعل الذاكرة الحسية في المهام والوظائف الإدراكية الكبيرة مثل الذاكرة قصيرة وكبيرة المدى، بحيث لا يتم القدرة على إدارتها بوعي أي أنها تحتاج إلى وقت كبير للفهم والتحليل والاكتشاف للقدرة على التخزين والسترجاع في وقت معين.

خصائص الذاكرة في علم النفس:

تتمثل الذاكرة بالعديد من الخصائص لكل نوع من أنواعها وللذاكرة بشكل عام، ويمكننا معرفة هذه الخصائص من خلال ما يلي:

الخصائص الرئيسية للذاكرة قصيرة المدى:

  • مدة وجيزة يمكن أن تستمر حتى 20 ثانية فقط.
  • لها قدرة محدودة من المعلومات المستقلة من خلال وجهة نظر قانون ميلر، وهي عرضة للتدخل وانقطاع.
  • تعتبر ضعيفة وذلك يرجع إلى العديد من الأسباب، مثل الأدوية، الحرمان من النوم، السكتة الدماغية، أو إصابة في الرأس، على سبيل المثال وهو الخطوة الأولى لفقدان الذاكرة.

الخصائص الرئيسية للذاكرة طويلة المدى:

يتم تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى كشبكة من المخططات، والتي تتحول بعد ذلك إلى هياكل معرفية، وهذا هو بالضبط سبب تذكرنا للمعرفة ذات الصلة عندما نتعثر على معلومات مماثلة، ويتمثل التحدي الذي يواجه المصمم التعليمي في تنشيط تلك الهياكل الموجودة قبل تقديم معلومات جديدة ويمكن تحقيق ذلك بعدة طرق، مثل الرسومات والأفلام والأسئلة المثيرة للفضول وما إلى ذلك.

خصائص الذاكرة الجيدة في علم النفس:

التعلم السريع:

كلما تمت ملاحظة كائن ما بشكل أسرع، كلما كان حفظه أسرع، بحيث تتأثر السرعة في التعلم بأساليب التعلم والبيئة والقدرة.

الاحتفاظ الجيد:

تعتبر ذاكرة الشخص جيدة إذا كان لديه قوة جيدة للاحتفاظ بها، ويقال إن الفرد يمكنه الاحتفاظ بها وتجربتها لفترة طويلة من الزمن لامتلاك ذاكرة جيدة.

الاسترجاع السريع:

من سمات الذاكرة أن كل ما يتم تعلمه أو تجربته يجب تذكره بسرعة.

التعرف السريع:

ميزة أخرى مهمة للذاكرة الجيدة هي التعرف السريع؛ لأنه في حياتنا الروتينية هناك العديد من المواقف والخبرات التي يجب التعرف عليها في وقت واحد، ويتعرف الشخص الذي يمتلك ذاكرة جيدة على الفور على التجارب والأنماط ذات الصلة.

حقائق الذاكرة في علم النفس:

تتمثل حقائق الذاكرة في علم النفس من خلال ما يلي:

1-لا توجد ذكريات أبدية:

لكل ذاكرة طويلة المدى متوسط ​​عمر متوقع معين.

2- الذاكرة ليست لانهائية:

وفقًا لعلماء النفس لا يستطيع معظم الناس تخزين أكثر من 300.000 حقيقة خلال حياتهم.

3- لن يقوي التشفير ذاكرتنا:

وفقًا للأبحاث الحديثة التي قام بها علماء النفس، إذا قمنا بتخزين المعلومات تمامًا كما حصلنا عليها في الأصل، فستستمر لفترة أطول.

4- تتحلل الذاكرة مع تقدم العمر:

يمكن أن تكون الذاكرة المدربة جيدًا مرنة، بغض النظر عن العمر؛ وذلك ببساطة لأن التدريب يزيد من نطاق المعرفة.

5- الأشخاص الذين يتعلمون بشكل أسرع هم أولئك الذين لا يكادون ينسون:

كل هذا له علاقة بالطريقة التي نتعامل بها مع المعلومات والطريقة التي نربطها بالصور وهذا يعتمد على مدى ذكاءنا.

6- لا توجد طريقة سهلة للحفظ:

يعتبر التذكر مهارة وتتطلب الكثير من الجهد الذهني، وهناك تقنيات عديدة لكنها ليست سهلة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: