أهداف الإرشاد المتمركز نحو العميل

اقرأ في هذا المقال


يعد الإرشاد المتمركز نحو العميل من أوضح الأمثلة على المدارس الإنسانية في العلاج النفسي، صنَّفها النُّقاد كونها ممارسة لعلاقة إنسانية عميقة من الفهم والقبول، حيث يقوم المُعالج بإظهار الانفتاح والتعاطف والتقدير الإيجابي غير المشروط، مع أهمية إبرازه الاستماع العميق المُتمعن للعميل والمحاولة الأمينة؛ للدخول إلى عالمه الخاص ومساعدته على التعبير عن ذاته وتطويرها.
يرتكز هذا الأُسلوب العلاجي على المفاهيم التي ارتكز عليها العلاج الوجودي من إعطاء أهميَّة للقُدرات والإمكانيات، التي يملكها الإنسان في توجيه حياته، كما يُعطي أهمية قصوى للعلاقة المهنية التي تربط بين الأخصائي الاجتماعي والعميل.

من هو العميل؟

هو الفرد الذى تتمركز حوله عملية العلاج والإرشاد، يكون لدى العميل وعي بعدم التطابق بين الذَّات والخبرة وبين مفهوم الذات والذات المثاليه، هو يدرك التهديد ويكون على وعي بالعوامل الكامنة في سوء التوافق النفسي، يمكنه أن يعيد تنظيم مفهوم الذَّات ليحقق التطابق بينه وبين البيئة.
يكون العميل قلقاً معرضاً لمضاعفات نفسية تصل إلى الاكتئاب، يدرك العميل الحاجه للعلاج، يأتي للعلاج ويكون ذا بصيره نامية أو قابله للنّمو، يكون لديه عناصر قوة وقدرة على تقرير مصيره بنفسه، تحديد فلسفة حياته وعلى استعداد لتحمُّل مسؤولية العلاج وتوجيه نفسه تحت إشراف المعالج.

أهداف العلاج النفسي المتمركز حول العميل:

  • هدفه ليس مجرد حل مشكله معينة، لكن هدفه هو مساعدة العميل على النمو النفسي السوي.
  • إحداث التطابق بين الذات الواقعية وبين مفهوم الذَّات المدرك، مفهوم الذات المثالي ومفهوم الذَّات الاجتماعي.
  • التركيز على المشاعر السلبية، التي تصدر من العميل والتي قد تتحول نحو المعالج وتشجيع العميل على مواجهتها بصراحة، الاعتراف بأنَّها شاذَّة وضارَّة ويجب التخلُّص منه.
  • تكوين مفهوم ذات إيجابي.
  • الاستبصار بالذَّات وتوجيه قدراته في اتجاه جديد صحيح.
  • تدعيم ثقته بذاته.

أهداف الإرشاد المتمركز حول العميل بالنسبة لروجر:

  • يهدف الإرشاد إلى القيام بمساعدة الطلبة لأن يصبحوا أفراد أكثر نضجاً.
  • يهدف الإرشاد إلى مساعدة الطلبة في تحقيق ذواتهم.
  • من أبرز الأهداف للإرشاد المتمركز حول العميل في المدرسة، القيام بمساعدة الطالب على النمو الاجتماعي والتكيف مع البيئات الاجتماعية المختلفة، حيث أنَّه يساعده في تطوير مهاراته المختلفة.
  • يهدف إلى مساعدة الطلبة في تحسين قدراتهم التحصيلية.

مراحل تطور العلاج المتمركز حول العميل:

مرحلة الأربعينات من القرن العشرين:

هي الفترة التي شهدت ظهور مسمَّى (الإرشاد غير الموجه) على يد روجر، كرد فعل على الأساليب العلاجية الموجهة السائدة في ذلك الوقت والمرتبطة بنماذج التحليل النفسي.
تتميز هذه المرحلة بتسليط الضوء على أهمية أن يقوم المعالج بخلق مناخ إيجابي للعميل، يساعده على الوصول إلى استثمار القدرات التي يملكها والطاقات الكامنة فيه.
يرفض روجر المقولة المسيطرة في ذلك الوقت (المعالج يعرف أفضل)، لينادي بأنَّ المعالج له دور ثانوي وأن للعميل الدور الأساسي في توجيه العلاج والوصول به إلى تحقيق أهدافه.
في هذه المرحلة كان التركيز على تقبُّل المعالج للمشاعر التي يحضرها العميل، كما أنَّ الأسلوب الرئيسي للعلاج هو توضيح المشاعر لدى العميل وتكوين البصيرة بماهيتها.

مرحلة الخمسينات من القرن العشرين:

بالتحديد عندما نشر روجر مسمَّى (العلاج المتمركز حول العميل)، في محاولة لتوجيه الأنظار إلى أن هذا الأسلوب العلاجي يركِّز على العميل وليس على المشكلات التي يحضرها العميل.
كان التركيز في هذه المرحلة على العالم الظاهري للعميل وفهم ذلك العالم، من خلال الإطار المرجعي له.
يرى روجر أنّ التركيز في العلاج يجب أنْ يوجِّه نحو قدرات الإنسان، باعتبارها الدَّافع الأكبر للتغيير، ما على المعالج إلّا خلق المناخ الصحي للعميل من خلال التقبُّل، التعاطف، المواءمة.

مرحلة الستينات من القرن العشرين:

عندما نشر روجر كتابه (Becoming A person On) في عام 1961، يتمحور التطور في هذا الأسلوب العلاجي خلال هذه المرحلة في توجيه العملية العلاجية نحو إدراك العميل لأهمية أن يدرك ذاته، كما هي في حقيقتها وواقعها وليس كما ينبغي أن يراه الآخرون.
تميَّزت هذه الفترة الزمنية بالعديد من الأبحاث التي قام بها روجر وزملاءه، في محاولة منهم لصياغة الأطر الفلسفية والمفاهيم الإجرائية للعلاج المتمركز حول العميل.
يمكن القول أنَّ المفهوم الرئيسي الذي حاول روجر وزملاءه التأكيد عليه، هو مفهوم العلاقة المهنية وأهميتها في تحقيق أهداف العلاج.

مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين:

هي المرحلة التي تميزت بتفعيل العلاج المتمركز حول العميل في ميادين التربية، الصِّناعة، الجماعات الإنسانيَّة، حل الصراعات الإنسانية، تحقيق السَّلام العالمي.
حاول روجر في أواخر حياته من تطوير تطبيقات هذا الأسلوب العلاجي في الكثير من الميادين المعرفية ومع الكثير من الفئات الإنسانية.


شارك المقالة: