الإرشاد بالمعنى في معالجة الأمراض النفسية

اقرأ في هذا المقال


تم ظهور مصطلح العلاج بالمعنى من خلال كتابات فرانكل، قام فرانكل على تطوير طريقة إرشادية علاجية على الفرضية التي تقول أنَّ المعنى في الحياة هو أساس الوجود، يظن أنَّه عندما يعرف الأفراد المعنى في حياتهم، فسوف يصبحون من الأشخاص الأصحَّاء في جميع الجوانب النفسية. إنّ أساس العلاج بالمعنى يكون الجانب الإنساني في العلاج النفسي، أيضاً علم النفس الذي يعد من أهم القوى في علم النفس بعد نظرية التحليل النفسي وبعد السلوكية.

مفهوم معنى الحياة

هو القيام بسؤال الأفراد عن السبب الذي يعيشون من أجله في حياتهم. إنّ الحياة لها معنى حتى مع الظروف الصعبة والبائسة والمحزنة. إنّ الدافع الأساسي من الحياة هو الإرادة والإصرار لإيجاد معنى في هذه الحياة. كل شخص في الحياة لديه الحرية في البحث وإيجاد معنى لما يفعله ولما يعانيه أو على الأقل في الموقف الذي يقوم باتّخاذه عندما يواجه حالة من المعاناة والألم غير القابلة للتغيير.

فيكتور فرانكل

هو أحد المؤسسين للعلاج بالمعنى الذي يعتبر شكل من أشكال العلاج النفسي الوجودي، قام بعرض في كتابه الشهير (الإنسان يبحث عن المعنى) التجربة التي مرّ بها كشخص سجين في معسكرات الاعتقال النازية التي ساعدته على اكتشاف المعنى في كافة أشكال الوجود، حتى في الظروف الأشد قسوة، بالتالي وصل إلى اكتشاف الدافع للاستمرار بالحياة. يعتبر التحليل النفسي الوجودي ابتكار فرانكل في المدرسة الفيينية في التحليل النفسي.
أصبح فرانكل من الشخصيات الأساسية في مجال العلاج النفسي الوجودي، أيضاً المصدر الأول في إلهام كبير علماء النفس الإنسانيين. ظهر ميله نحو علم النفس وهو في سن مبكرة، قام في امتحانه الأخير في المدرسة الثانوية بكتابة ورقة عن سيكولوجيا التفكير الفلسفي.
بعد أن تخرّج من المدرسة درس الطِّب في جامعة فيينا وتخصّص بعد ذلك في علم الأعصاب والطب النفسي، ركّز على مواضيع الاكتئاب والانتحار. تأثر وهو في سن مبكرة بسيغموند فرويد وألفرد.

الإرشاد بالمعنى في معالجة الأمراض النفسية

الاكتئاب:

يظن فيكتور فرانكل أنَّ الاكتئاب يعتبر من الأحداث المؤثّرة على كافة الجوانب النفسية والروحية والفيسيولوجية، كان يرى أنَّ الشعور بعدم القدرة ينتج من القيام بمهمّات تتعدى قدراتنا. أمّا على المستوى الفسيولوجي فقد لاحظ وجود منخفض حيوي الذي قام بوصفه بأنّه تناقص في الطاقات المادية.
يظن فرانكل أنّه على الجانب الروحي يتحدى الرجل الذي لديه اكتئاب التوتّر بين ما هو موجود في الواقع وفيما يتعلّق بما يجب أن يكون. قام فرانكيل بعرض اقتراح أنّه إذا ظهرت الأهداف بعيدة المنال، فإنَّ الفرد سوف يفقد إحساسه بالمستقبل، يعني ذلك وصوله للاكتئاب. يهدف العلاج المنطقي إلى تعديل موقف المريض تجاه المرض الذي لديه، أيضاً تجاه حياته كمهمة.

اضّطراب الوسواس القهري:

يرى فرانكل أنّ الأشخاص الذين لديهم اضّطراب الوسواس القهري ليس لديهم الإحساس بالانتهاء الذي يكون موجود عند معظم الأفراد الآخرين. من واجب المعالج التركيز على تعديل موقف العصب نحو عصابهم. لذلك مهم جداً إدراك أنّ المريض ليس المسؤول عن أفكاره المهووسة، لكنّه مسؤول عن موقفه تجاه هذه الأفكار بشكل أكيد.
قام فرانكل باقتراح أنّه مهم جداً أن يعرف المريض ميوله نحو الكمال كمصير وبالتالي من الضروري أن يتعلَّم قبول بعض درجات عدم اليقين. بعد ظهور فرضية المعالجة المنطقية يجب على المريض في نهاية كل ذلك أن يتجاهل أفكاره الوسواسية، أيضاً إيجاد معنى في حياته بالرغم من هذه الأفكار.

انفصام في الشخصية:

بالرّغم من أنَّ العلاج المنطقي لم يكن يسعى إلى التعامل مع الاضّطرابات الشديدة، إلا أنَّ فرانكل يرى أنَّ العلاج المنطقي من الممكن أن يكون مفيداً، حتى الأشخاص الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية. قام فرانكل بالتعرُّف على جذور الفصام في الفشل الفسيولوجي، أيضاً الخلل الموجود. يعاني الشخص المصاب بالفصام نفسه كجسم بدلاً من كونه موضوع.
قام فرانكلين بالافتراض أنّ الشخص المصاب بالفصام يمكن أن يساعده العلاج المنطقي من خلال تعليمه، أولاً تجاهل الأصوات وإنهاء الملاحظة والمراقبة الذاتية، خلال هذه الفترة نفسها يجب أن يُقاد الشخص المصاب بالفصام إلى نشاط ذو معنى، حتى بالنسبة للفصام لا يزال هناك بقايا الحرية تجاه القدر ونحو المرض الذي يمتلكه الإنسان بشكل دائم، بغض النظر عن مدى سوء حالته كل المواقف وفي كل لحظة من الحياة حتى آخرها.


شارك المقالة: